رواية لن اركع

موقع أيام نيوز


خۏفها من ألم الضړب. ولكن السبب كان خۏفها أن تذهب الى العمل بوجه مشوه فيطردها رب عملها . عليها ان تتشبث بعملها. 
بعد الاكل والتنظيف . جلست اخيرا على كرسي المطبخ تنتظر خلود والدها للنوم كي تستلقي قليلا حددت موعد استيقاضها في المنبه وضعت يدها تحت رأسها وأغمضت عينيها. 
كان الحلم جميلا كانت واحدة من زبائن المطعم تجلس بين رفاقها تناقش المحاضرة بحماس وكبرياء. ثم تستعجلهم بالرحيل لتعود الى بيتها الدافئ فتقضي بعض الوقت مع والديها تشاركهما ماتعلمت و كيف سار يومها. 

كان حلمها بسيطا كبساطة روحها. لكنه كان ثمينا. مقاعد الدراسة هي تذكرتها نحو حياة سعيدة. لن تكون مايا شيئا دون دراستها. ستظل عبدة لنزوات والدها المړضية وضحېة لسلبية والدتها. 
لا تدري كم مر من الوقت وهي تفترش ذراعها لتسمع صوت والدها يغادر غرفة الجلوس ويدخل غرفته .
وقفت متثاقلة وارتمت على الاريكة . أغمضت عينيها مجددا تعيد الحلم مرات ومرات . ربما ان اعادت الحلم لمرات كافية فسيتحول الى حقيقة يوما ما. 
يوما ما ... يوما ما تمتمت بهذه الكلمات ثم استغرقت في النوم تاركة مأساة اليوم مع اليوم. ربما غدا يكون أجمل أو ربما يكون أسوأ من اليوم . من يدري من يدري  
وحده محظوظ من ينام مرتاحا على مخدة خاليا من الانتظارات . اما مايا فقد كانت حياتها متوقفة على الانتظارات.
الحلقه 7 
افاقت مايا على صوت المنبه وأسرعت في تحضير لقمة تلتهمها. حضرت نفسها وخرجت من المنزل على أطراف أصابعها. ان أفاق والدها أو والدتها ستظطر الى تحضير الشاي و مستلزمات الفطور وستتأخر ولن تسمح بالتأخير. 
أغلقت باب الشقة بسرعة وانطلقت راكضة لتقف أمام باب العمارة تنتظر نورا التي أقدمت عليها بخطى متثاقلة ونعاس مازال رافضا مغادرة عينيها. تبادلا التحية وترافقا حيث موقف الحافلات وانتظرا حافلة السادسه والنصف . وكما شأن حافلة المساء امتلأت الحافلة بمختلف الوجوه التي يبدو على محياها التعب والاحباط لتجد مايا نفسها تتساءل إن كان هذا حالهم صباحا فكيف ينهون يومهم 
كانت الحافلة مكتضة وغير مريحة بالمرة .. ولأول مره تستعجل مايا النزول . فالرجل الواقف بجانبها لا ينفك يحرك يده حتى تلامسها بأي طريقة .. ابتعدت وظنته مخطأ لكن مع تكرر الأمر أصبحت تحس بالانزعاج حتى انها اصدرت صوت تأفف لكن الرجل لم يبالي. أنقذها منه الموقف الثاني حيث تعمد الدعس على رجلها وتجاوزها نازلا. 
أخيرا انتهت رحلة الكفاح ووصلت الى موقفها وعندما نزلت بدى على وجهها عدم الارتياح لتسألها نورا
مابك مايا أ كل شيء على ما يرام  
ترددت هل تخبرها ام لا. تعلمت في بيتها أن الحقيقة والكذب نتيجتهما واحدة ألا وهي الضړب . لذلك نسيت الفرق بينهما. ان سألها والدها شيئا أجابت بما يرضيه كي تتجنب عصبيته . واحيانا أخرى تجيب بالحقيقة كي يرتاح ضميرها وفي كلتا الحالتين كانت تأخذ نصيبها . لكنها قررت ان تجيب بصراحة 
الرجل الذي يقف بجانبي كان يحاول لمسي طوال الطريق وكلما حاولت الابتعاد زاد التصاقا بي أزعجني جدا ووددت لو اقتلعت يده البغيضة  
هنا ضحكت نورا وكأنها تسمع طرفة لم تسمع قبلا رويدك حبيبتي أين كنت تعيشين قبلا ! هكذا هي المواصلات التصاق و قلة احترام و العديد العديد من التجاوزات  
لم تكن مايا تعيش في قصر فخم ولم تعتد ركوب السيارات لكن ركوب الحافلات المكتضة كان جديدا عليها . لذلك تساءلت 
تلمحين أن علي التعود من هنا فصاعدا  
تلميذه شاطرة بالضبط !  
نورا هل لي بسؤال  
طبعا  
هل تعرضت لمضايقات قبلا قصدي في الحافلة  
بدى الحزن جليا على وجه نورا وتمتمت كأنها تكلم نفسها بصراحة نعم . والعديد من المرات أيضا  
تعجبت مايا منها وأرادت أن تستفسر كيف لها ان تصمت وان لا تجد حلا لهذه التجاوزات . لكنها تراجعت في آخر ثانية . هي أيضا تعرضت وتتعرض لتجاوزات كثيرة من قبل والدها وأمها ولكن عاجزة تماما عن التصرف . هكذا هو الضعيف ليس له حل غير الصمت وقبول الواقع . 
لكنها ستغير هذا ! ستكسر حاجز الصمت . 
أفاقت من تفكيرها على صوت نورا التي أعلمتها بوصولهم الى المطعم . 
دخلتا وباشرت في عملهما ليلتحق الشيف حبيب وزوجته نعمة ثم فتحية تباعا. 
تبادل الجميع التحية وانكب كل واحد فيهم على عمله. كانت مايا تقوم بواجبها وتتعلم بسرعة حتى لا يجد الحاج عطاء أو أحد العاملين خطأ واحدا فيلومها عليه .
اقتربت تساعد فتحيه في ترتيب الأطباق وتحضير الكؤوس. لتبادرها بالسؤال 
ماهو تحصيلك العلمي  
نلت شهادة الثانوية العامه  
هذا جيد ولم لم تكملي تعليمك إذا  
والدي رفض وعنفني وقتها وشارفت على المۏت بسبب تمسكي بالدراسه لحظه نعم لو لا مجهودات جارنا الحاج محمد لم يكن ليسمح لي بالدراسة أصلا . 
فكرت في كل هذا و لكنها اختزلت الأسباب في كلمة واحدة لا غير 
ظروف  
تنهدت فتحية بحسرة وأجابتها انا أدرى بالظروف لقد انجبرت على العمل في المطعم لأغطي مصاريف البيت فما يحصله زوجي يدفع نصفه أو أكثر مصاريفا لكلية إبنتي ميساء. هي في عامها الثاني الآن وستتخرج طبيبة بإذن الله  
كان الله في عونها قالتها بحزن عميق لم تحسد الفتاة على قدرتها على الدراسة ولا على تفوقها . حسدتها على وجود أم مستعدة ان تضحي براحتها من أجلها. لماذا لا تضحي امها لأجلها لا تدري . ستسألها يوما ما . حين تتحلى بالشجاعة الكافية. لكنها ستسألها قبلا ستسألها أهم سؤال لم أنجبتني ....
مر شهر على نفس المنوال تستيقظ مايا صباحا تتسلل للذهاب الى العمل تجتهد كثيرا حتى تضمن مكانها. و تعود الى البيت لعمل من نوع آخر.
كانت ساعات الراحة قليلة عليها . وبدأ التعب يبدو على محياها . فوالدها يضع لها بضع جنيهات لتذكرة الحافلة ولم يتوقف يوما ليسأل نفسه وكيف ستأكل طوال النهار . ولم تفكر ٱمها أيضا لم تفكر بها. 
كانت فتحية تلاحظ تصرفاتها وقت الغداء وتعللها انها نسيت او صائمه أو معدتها تؤلمها لذلك لن تشاركهم لذلك كانت كلما عاد صحن به بقايا طعام نظيفة وقابلة للأكل تضعها في صحن وتخبؤه. وحين ناولته لها تعجبت مايا وبدأت تتمتم بأعذار واهية الا أن فتحية أمسكت يدها ووضعت الصحن عنوة في يدها ونظرت لها نظرة لن تنساها مايا ما حييت. ثم تكلمت بهدوء
أنا أم وأعرف متى تكون طفلتي جائعه . أفهم كل تصرفاتك . خذي ولا تخجلي . لن أخبر أحدا.  
کرهت نفسها يومها. ليس لأنها فقيرة . فحالتهم كانت ميسورة نسبيا بل لأنها وضعت في هكذا موقف . وعندما عادت للمنزل نظرت لوالدها ولأول مرة بكره شديد. ولأول مرة عندما دخلت الى الحمام نظرت الى المرآة وتمتمت بحزن وكره وكل مشاعر الحقد أكرهك . أكرهك بكل ما أوتيت من قوة . ثم غسلت وجهها . ولكنها ماانفكت تذكر نفسها ان هذا التعب سيزول يوما ما وسيعوض براحة
 

تم نسخ الرابط