رواية لن اركع
المحتويات
صحيح . و أنت أكبر دليل
تقدم نحوها لولا زوجته التي وقفت رادعا بينهما .
لا تتواقحي يا فتاة . و تملكين الجرأة للرد بعد كل شيء .
لم أفعل شيئا.
لا داعي لإطالة الأمر. عليك المغادرة.
و لم
لا رغبة لي بكراء شقة لفتاه مثلك
ردت بتحد و كيف هي فتاة مثلي
عديمة الشرف
هذا يجعل منا اثنان
ليس من حقك طردي قبل انتهاء الشهر الذي دفعت مستحقاته. بيننا عقد فلا تنسى
هذا ملكي و لي حرية طرد من أريد. وانت لا تلزمينني
وفر كلامك لرئيس مركز الشرطة . حين أقدم بك بلاغا .
لن تستطيعي . أعرف مثيلاتك يكفي الطعن في سمعتك كي أكسب القضية . كما أن رئيس مركز الشرطة صديقي. وابتسم منتصرا.
نظرت له بتحد واضح ماذا لو قلت لك أن رئيس مركز الشرطة صديقي أيضا و غمزت له . ليفهم أن مقصدها ليس شريفا بالمرة.
لا يهمني . فقط غادري مع نهاية الشهر و لا تعودي
ضحكت بقوة و تراجعت قليلا قبل أن تضيف ميزة الدنيا أنها دوارة. يأتيك يوم تظلم فيه و سترى كم هو مر طعم الظلم .
لم يرحني كلامها. امتأكد أنك لم تظلم الفتاة
أغلقي الباب يا إمرأة. كلامها أكبر دليل على تربيتها.
لم تفعل مايا أكثر من الدفاع عن حقها و سمعتها و رد كلماته. لكنه رآها دليلا على تربيتها المشينة. و طعنه في شرفها لم يكن كلامه المسيء لم يكن لم نكيل الأشياء بمكيالين
أفكار سوداء بدأت في مواجهتها . اهذه نهاية الرحلة اهنا يتوقف حلمها لأنها لم تجد مسكنا
عليها من الغد أن تبحث عن مكان تنام فيه. أمامها أسبوع و عليها إيجاد حل سريعا.
مر الأسبوع بلمح البصر. و تشتت مايا بين التحضير لفروضها و إمتحاناتها التي لم يتبق لها سوى شهر و بين العمل و البحث عن مكان تقطن فيه.
بدأ اليأس يتسلل إلى قلبها رويدا رويدا .
و بدأت تسمع إشاعات
ستصبحين مشردة الأن
أو ربما تشاركين أحدهم غرفته
بدأت كلماتهم تأثر فيها رغم نفيها لذلك. و كم من مرة يقف قصي متحمحما علهم يقطعون حديثهم مع مرورها . لكن لا رجاء.
توقف قاسم أمامها مع مغادرتها للعمل .
مايا توقفي
ماذا تريد
هل صحيح انك طردتي من شقتك
أجل . صاحب البيت طردني منذ أسبوع تقريبا !
مالذي حدث فالسيد عبد الله معروف بأخلاقه . ماذا فعلتي
تهيأت للدفاع عن نفسها لا شيء صدقني لم أف.. لكنها بترت جملتها في منتصفها. من هو قاسم لتبرر نفسها أمامه لم تتعب نفسها في الكلام و الرد في حين أن سؤاله كان متهما. كان يشكك في ما فعلته .
نظرت له بخيبة ثم أكملت خسارة . حسبتنا أصدقاء.
وتركته و مضت في طريقها. كانت تسمع نداء قاسم و لكنها لم تكترث . وصلتها كلمة آسف و لكن ماذا تفعل بها الآن
مع وصولها إلى باب الشقة رن هاتفها فردت بصوت متعب
مرحبا
مساء الخير
لا خير في هذا المساء
صمت صوته قليلا ثم رد لست وحدك وقطع الخط.
لم تعرف كيف تسللت ابتسامة الى شفتيها. ولا كيف بعثت الحياة في جسدها. تنفست بارتياح. ربما لن تعرف المتصل في حياتها . و ربما لن تقابله أو ترى وجهه. لكنه قدم لها في هذه اللحظة ما كانت في حاجة إليه لأسبوع كامل . ولهذا ستكون ممتنة له ما حيت.
صعدت الى غرفتها و لملمة بقية أغراضها. غدا عليها مغادرة الشقة. ولن تعرف اين ستذهب. و لا كيف ستكون أيامها من هنا فصاعدا.
لكنا متأكدة بطريقة ما أنها ليست وحدها .
لم ترد اخبار أمها و ميساء بالمستجدات لن تربح شيئا سوى قهرة والدتها وقلقها. لن تفعل هذا بهم.
غادرت إلى الجامعة يومها و أخذت حقائبها معها. رآها الجميع هكذا. تجر حقيبتين و حقيبة مملئة في يدها. تتمايل من ثقلها يمنة ويسرة
خادمة ومشرده أليس كثيرا عليك .
كانت تعاليقهم تتراكم و تهدد بالتأثير فيها لكنها لن تسمح بذلك.
في وقت الراحة ذهبت كعادتها الى مكانها. اليوم لم تحضر شيئا . لذا ستكتفي بالجلوس حتى إنتهاء الوقت.
ظلت تتطلع إلى الشجرة أمامها . عصفور يحاول بناء عشه. لقد قام بعشرين رحلة ذهابا و إيابا. و تعجبت مايا من إصراره. بقشة صغيرة و بعمل دؤوب هاهو يقارب على بناء عشه هذا و هو لا ينفك يصدر زقزقة محببة الى الأذن.
لم لا تكون عصفورا بعزيمة كالحجر. تستطيع هذا . تستطيع مواجهة الجميع .
عصفور جميل
فزعت من صوت رامز الذي اقتحم خلوتها دون سابق إنذار. لكنها التفتت إليه بابتسامة
نعم. فعلا
تغيرت نبرة صوته
ذاك العجوز يحتاج تأديبا على طريقتي
لم تفهم مايا مقصده
من تقصد
ذاك الذي طردك !
ألم تسمع ! كان يحمي بنايته من أمثالي . وقهقهت بمرح
الټفت اليها بجدية ومن هم أمثالك مايا
عديمات الشرف . اللاتي تعدن متأخرات بسبب العمل
حان دوره ليبتسم بسخرية يا ليت الجميع عديم شرف إذا . صمت قليلا ثم أكمل لازلت أريد تأدييه
لوحت بيدها دعك منه لا يستحق.
تغيرت ملامحه و نهض من مكانه راميا لها علبة بسكويت و غادر .
فرحت بها . و تقبلتها. غريب هذا ال رامز. أفعاله متناقضة تماما. ألم تنسى من السبب في حالتها هذه طبعا هو . أتجاوزت أفعاله
صوت بداخلها تابع عنها لم يتهمك . لم يكن مثل قاسم الذي اعتبرتيه صديقا لك.
و فعلا هذا الصوت بداخلها كان على حق.
إنتهت الراحة و ذهبت مجددا إلى دراستها. رأت قاسم من بعيد إلا أنه لم يقترب منها بل ظل يطالعها من بعيد و لكن مع مغادرتها نحو العمل اعترض طريقها
علاقة جديدة مع رامز
التفتت إليه بعدم اكتراث وما همك !
ألا تعرفين من هو
بلى !
إذا ! لم تتعاملين معه
ومن نصبك و صيا على معارفي
لم يستطع قاسم الإجابة و اكتفى بالصمت.
تحدثت في نفسها أحسن ! كان يجدر بك التدخل حين كان يهينني أو حين شوهت سمعتي أما الآن فتتدخل لمجرد الحديث معه غبي . و تركته وغادرت.
حين وصولها إلى المطعم مع أغراضها. توجهت فورا الى السيد عصام صاحبه طرقت الباب. و أذن لها بالدخول
مرحبا سيدي هل لي من
متابعة القراءة