رواية لن اركع
المحتويات
مايا منشغلة برامز و حالته. ووعدها له بالمساعدة.
في داخلها صوتان أحدهما يدعوها لمساعدته و عدم التخلي عنه والوقوف بجانبه. والاخر يرفع راية التفكير العقلاني. فببقائها معه خطړ عليها و على مستقبلها الذي دفعت ثمنه كرامة و دمعا.
كان رامز زائرا قارا لغرفتها. يستلقي على السرير و يشاهدها تدرس أو يجلس هو على كرسي المكتب فتكتفي هي بالجلوس على طرف السرير حتى يقرر هو المغادرة.
رامز لديك غرفة في هذا البيت فاستعملها !
لكن غرفتك تعجبني
إذا لتأخذها و نغير الغرف !
ضحك ساخرا
ربما فهمتي الأمر خطأ ما قصدته هو أي غرفة انت فيها تعجبني
لكنني لا أستطيع التركيز و انت معي ! أرجوك افهم أنني تعبت كثيرا للوصول الى هنا ! كما انها تفصلنا أيام قليلة على بدأ الامتحانات.
يا إلهي ! ألا تفهم وجودك يكفي كي أفقد تركيزي .
هل أفهم من هذا أنك معجبة بي
لا تجعلني أفقد صوابي لن أضيع تعب سنين من اجلك ! لذا غادر غرفتي و لا تعد الا للحاجة . صمتت تنظر له بتحد أو سأغادر أنا الشقة و إنعم انت بصحبة نفسك
يومها وقف أمامها رامز كما لم تعرفه من قبل . شياطينه ترقص أمامه برغبة جامحة في الټدمير .
ما فهمته تماما ! لم أصل لهذه المرحلة بالجلوس و اللهو. تعبت و دعست على كرامتي و تركت عزة نفسي جريحة! وإن كان بقائي معك يعني أن أخسر كل ما تعبت من أجله فأنا أعتذر لا أستطيع البقاء !
لكنك وعدتني بالمساعدة قلتي أنني لن أكون وحيدا بعد الآن !
وقد قصدت كل كلمة قلتها !
لست من النوع الجبان الذي يهرب مع اول صعوبة. لكنك تطلب مني أن أتخلى عن كل شيء في سبيل مساعدتك . لا أستطيع . لا أستطيع
أحرقت شفتيك بسبب الخذلان والان ستحترق روحي بسببه أيضا
رامز لا تتحدث هكذا . لن أخذلك . فقط أريدك أن تتركني و شأني كي أستطيع الدراسة .
و محاصرتك لي في الجامعة بتعلة أنك لست بخير وحضورك الدائم في محاضراتي و الجلوس بجانبي للرسم و الحديث ماذا تسمي ذلك
و لكنني أرتاح في وجودك ! تهدؤ الفوضى بداخلي حين أكون بصحبتك !
وماذا عني أنا ! أن أتبع أهواءك يعني أن أرمي كل ما تعبت من أجله في البحر !
لا تتخلي عني سأبتعد عنك . فقط لا تغادري!
متأكد رامز لأننا تحدثنا منذ يومين و قطعت نفس الوعد . قلت انك ستتركني و شأني . ولم يحدث !
لم اكن أنا!
يا إلهي وابتعدت عن أحضانه متجهة إلى باب الغرفة فتحته غادر الآن لو سمحت علي المذاكرة قليلا
تحرك يجر ساقيه. ليس بالمنظر الذي اعتادته فيه. كان دائما متماسكا . أما الآن فكأنه مع كل خطوة يلتقط جزءا من نفسه.
حسنا أنا ذاهب. لن أقلق راحتك فقط لا تغادري !
حسنا سنرى الي اي مدى ستحافظ على وعدك
دخل غرفته و أغلق الباب خلفه . ما إن تقدم خطوتان إلى الأمام حتى تعالت الأصوات داخل رأسه و ارتفع صوت الطنين حتى سقط على ركبتيه يشد رأسه .
انتهى صراعه ليقف بصعوبة
كأنك تملكين الخيار أساسا ضحك عاليا متوجها إلى النافذة أين فتحها يستنشق نسيم الليل المنعش لن تستطيعي المغادرة
أنت تحت رحمتي الآن..
41 42
الحلقة 41
بدأت الامتحانات و أحست مايا بثقل مهمتها و أهمية الفرصة التي أمامها . كانت تنام لثلاث ساعات تقريبا كي تجد الوقت الكافي لتراجع دروسها . بين الامتحانات والعمل في المطعم لم يتبقى الكثير كي تهتم بنفسها و بصحتها.
و رغم هذا اعتبرت ماتمر به هو تضحية أخرى من أجل مستقبلها و ما طمحت إليه.
لم يفي رامز بوعده تماما. كان يزور غرفتها بين الفينة والأخرى متعللا بشيء ما. رغم المشاعر المختلطة التي تعتريه حاول قدر الإمكان المحافظة على تماسكه. داخليا كان كلعبة الدومينو كل قطعة تسقط و تجذب معها قطعة أخرى . شظايا من نفسه تسقط الواحدة تلو الأخرى نحو فوهة البركان.
مضت أيام ولم يغادر غرفته. كانت الأفكار السوداء تحوم حوله و تخترق تفكيره. احتد الصراع في داخله و كل طرف يطالب بحقه في التواجد و فرض سيطرته .
غدا آخر امتحان إنكبت مايا تذاكر دون انقطاع أو تراجع.
لهذه المادة نسبة هامة من المعدل العام. عليها أن تمتاز فيها كي تضمن تفوقها.
طرق باب غرفتها و فتحه رامز دون استئذان
نعم رامز مالأمر
لا أعرف لا اشعر اني بخير
نهضت من كرسيها تتفقد حرارة جبينه ولكن لا شيء كل شيء طبيعي .
حرارتك ليس مرتفعه
نعم أعرف لا أشعر اني بخير هنا و أشار إلى رأسه.
و دون كلمة أخرى ارتمى على فراشها
رامز أرجوك عليك أن تغادر.
لا أريد . أنا مرتاح هنا
علي التحضير لامتحان الغد. أرجوك ليس لي ترف تضييع الوقت
لن أتكلم. أعدك !
رامز غادر حالا !
وإرتفع صوتها آمرا إياه بمغادرة الغرفة. كانت مايا من الأشخاص الذين يجدون صعوبة في التركيز بوجود شخص آخر وخاصة أن كان يراقبهم .
وجوده جعل جسدها متوترا و عقلها غير قادر على استيعاب شيء. و رغم فعل اكثر ما تستطيع لم يغادر رامز الغرفة . بل ضل هناك .
بداية لم يتحرك بتاتا . لم ينطق ببنت شفة . و حتى أنفاسه كانت خاڤتة كأنه يحسب ألف حساب قبل إخراجها.
و حاولت مايا ايزاحه من تفكيرها . و عادت تدرس باجتهاد. كانت تستعين بهاتفها صاحب الشاشة المتواضعة كي تبحث عن كلمة أو مقولة تستحقها. اتعبت الشاشة الصغيرة عينيها و لكنها لم تتراجع بل ضلت تستعين بهاتفها كلما اقتضت الحاجة. لم تستطع اقتناء حاسوب . اللعڼة على الفقر و الخصاصة.
بعد مرور ساعتين و كأن أحدهم ضغط على زر التشغيل إنطلق رامز في التحدث. تحدث عن كل شيء . ذكريات قديمة قدم جرحه و حكايات جدته علاقته بزوجة أبيه التي كانت عادة ما تقسو عليه. أول نزال له. كيف كانت تجمعه علاقة بقاسم. كيف تحول كل شيء الى عداوة.
كان الجشع ما جعل قاسم يبتعد عن رامز و يتخلى عنه.
اعتبرته صديقي. كان يعرف كل شيء عني
هكذا وصف علاقتهما ثم مضى ييتذكر اسماء كل من نازلهم.
رامز كفى أرجوك
لم يصمت رامز بتاتا و كأنه اختار ذلك الوقت كي يفرغ مكنونه إليها
سأستمع اليك غدا ! حسنا ! أما
متابعة القراءة