رواية لن اركع
المحتويات
أن تحرك يده لالتصاقها بنورا . حافلة السادسه والربع كما تسميها نورا. حافلة تجمع أبناء الطبقة المسحوقة التي لم يكفيهم ظلم الحياة ليظلموا من أرباب عملهم ومن چحيم المواصلات.
تعددت الوجوه واختلفت الأعمار ولكن البؤس واحد. تستطيع أن ترى أثار الزمن على محياهم.
كانت الرحلة صامتة فالكل قد أفنى طاقته في عمله وسيعود شبحا الى منزله . حملقت مايا فيهم فردا فردا تحفض وجوههم. ربما تضيفهم الى شخصيات خيالها فتمنحهم نهاية النهار الذي يستحقون. أخرجتها نورا من صمتها
اومأت برأسها موافقة عليها ان تحفظ الطريق عن ظهر قلب حتى لا تضيع.
ومالذي سيحدث ان ضاعت لن يبحث عنها أحد . ربما الحاج محمد وأمجد. وربما نورا . لكن والديها سيكون خبر إختفائها بشرى لهم.
لذا مالمانع إن إختفت ولم تعد
لا شيء . لا شيء يمنعها. ...
الحلقه 6
الحمد لله كدت أختنق بالداخل كان هذا تعليق نورا الذي بدا على وجهها الامتعاض. أما أمجد فاسترسل ضاحكا على تعليقها.
التفتت له نورا كأن رده لم يعجبها بي امل ان تتغير الحال يوما ولكن حسب ما أرى ! فرحمة الله على الأمل وعلى من اعتقد بوجوده يوما
لم تشاركهم مايا حديثهم. نصف تفكيرها كان مع هذه التجربة الجديدة والوجوه التي قابلتها ونصف الآخر . حسنا نصفه الآخر انهمك ينسج أسوء سيناريو ستواجهه عند عودتها.
إقترب ثلاثتهم من نقطة الافتراق . ألا وهي باب العمارة التي يسكنها أمجد ومايا لتواصل نورا للعمارة التي تليها.
غدا سأنتظرك هنا تماما يا مايا . علينا أن نغادر قبل ساعة على الأقل فتدبري أمرك على هذا الأساس .
ثم تحركت الى الامام لتوقفها يد أمجد
مايا انتظري قليلا !
التفتت اليه شاردة وكأن مايا التي كانت في الحافلة وفي العمل مايا أخرى مختلفه .
نعم ٱمجد أسمعك ماذا تريد
فقط أردت سؤالك كيف كان العمل أكان متعبا
حقا! لكن نورا ماانفكت تتذمر من ساعات العمل الطويلة والمتعبة منذ عرفتها
نظرت له بشرود وأكملت نورا لا تعرف قيمة العمل ولا قيمة النعمة التي هي فيها
فهم قصدها ولكنه أراد لها ان تفصح عن مايدور داخلها .ربما ان شاركته ألمها وعڈابها ارتاحت قليلا. تعيدين كلمة قيمة العمل والفرصة ماالذي تقصدينه
بالنسبة لي ان العمل هو مفتاح المستقبل . لن أتحرر من أي قيد ان لم أشتغل وأحقق شيئا لذاتي.
أومأ برأسه متفهما. ثم وضع يديه في جيب بنطاله وقال علي أن أذهب الآن .نلتقي غدا.
ابتسمت له بحق الى الغد أمجد. وشكرا مجددا .لن أنسى مافعلته من أجلي
أرجوكي ان تستجقين أكثر من هذا. صمت قليلا حين تجاوزته بخطوات ليرفع صوته مايا انتبهي لنفسك اتفقنا
هزت رأسها موافقة ثم تتابعت خطواتها نحو الدرج. أما أمجد فقد وقف متسمرا في مكانه ينظر الى الفراغ الذي تركته. اعتراه حزن دفين. لم تكن كلماته وتنبيهه بان تهتم بنفسها محض كلام عابر . هو يعرف ماينتظرها خلف الباب الموصد خلف البهرج الخداع. خلف المظاهر فتاة بعمر الزهور تتلقى أبشع المعاملات .
طرقت الباب بهدوء ففتحت والدتها مرحبة
أهلا الحمد لله على سلامتك كيف كان يومك
كانت طريقة والدتها جديدة عليها حتى انها كلفتها عدة دقائق حتى ترد
مرحبا كان جيدا.
وضعت والدتها يدها خلف ظهرها وأشارت لها بالجلوس على الأريكة . وانهمكت تسألها بلهفة عن العمل وظروفه. ولم تغفل أهم سؤال
كم قرر أن يدفع لك
تحدث صوت مجروح داخلها وأنا الغبية التي اعتقدت ان اسئلتك حب و اهتمام. غبية غبية ولن أتعلم الدرس أبدا. لن أتعلم ! بي أمل ان تتغيري. أن تنظري لي يوما على أنني ابنتك ولست فردا غير مرغوب فيه في عائلة مريضة بالعڼف والضړب. أخلت صوتها من أي مشاعر ثم ردت عليها
لا للأسف لم يقرر بعد . يبدو أنه يريد التأكد من مردودي أولا .
انقلبت تعابير وجه والدتها من النقيض الى النقيض وتلك العينان اللتان عكستا اهتماما أصبحتا تعكسان ضجرا وابتعدت عنها واقفة على بعد خطوات
حسنا هذا ليس مهم. لقد انشغلت قليلا في السوق ولم أستطع اكمال أعمال التنظيف فلتقومي بها الآن ثم حضري لنا العشاء. لم يتبقى القليل ويعود والدك .
ماذا كان موقفها من توقع الأسوء. نعم دائما الأسوء حتى لا تصدم. وهاهي والدتها لا تبخل عليها بتقديم الصدمات. هل كانت النظرة في عينيها عندما فتحت الباب كڈبا وخداعا لم تعد تميز المشاعر جيدا. ربما أرادتها بشدة ان تنظر لها بحب واهتمام حتى خيل لها انها نظرت لها هكذا بحق. للعقل قدراته الخارقه وألاعيبه الصغيرة وهذه واحدة منها. الايهام . الايهام بالحب والاهتمام. ولكن ! لم يكن مفترضا على مشاعر الأم ولفظة الايهام ان ينطقا في نفس واحد. وهاهي والدتها تجعل المستحيل ممكنا.
أيقظها من مأساتها صوت والدتها الصادح من. غرفتها أسرعي! ماالذي تنتظرينه. التنظيف ثم الطبخ لا تنسي . انت وعدت بذلك !
ضحكت مايا بسخرية أكانت الكلمات الأخيرة طريقة كي تقنع امها بها نفسها ان جبروتها مبرر فقط لانها وافقت على مساعدتها غريب ! غريب جدا !!
بعد ساعات طوال من التنظيف وتحضير الأكل أحست مايا بالوهن . وبدأ التعب يتسلل الى جسدها رويدا رويدا . وما ان استسلمت لنداء الراحة من جسدها وجلست على كرسي المطبخ حتى انتشلها من راحتها صوت غلق البابوصوت والدها الحاج ابراهيم .
السلام عليكم
وهاهي أمها تنطلق من الغرفة ركضا لترحب به. شيء ما تغير. هاهي تضع أحمر شفاه وترتدي ثيابا أنيقة نسبيا. كما توقعت تماما! لن تغيري تصرفاتك نحوه.
رحبت حسناء بزوجها ودعته للراحه قبل ان تحضر له الطعام. تتعب مايا لتأخذ حسناء الثناء.
أحضرت مايا الأطباق ووضعتها ثم نادتهم ليتقدم والدها متثاقلا
ماذا بشأن المرتب
أجابت حسناء بسرعة لم يقرر بعد.
صمتت مايا وقدمت الطعام وجلست لتأكل. فقد أخذ الجوع منها مأخذه.
كيف عدتي الى البيت ومع من
مع نورا الفتاة التي تشتغل معي وأمجد.
حسنا. لكن لا تنسي ! كلمة واحدة من أحد الجيران وتودعين العمل الى الأبد . لا أريد ڤضيحة
وماتفعله بي أليس ڤضيحة و سؤالك عن مرتبي قبل سؤالك عن حالي أليس ڤضيحة .
ودت لو صړخت بهذا الكلام في وجهه. لكنها لا تستطيع لم يكن السبب
متابعة القراءة