رواية لن اركع
المحتويات
الآن فدعني و شأني هذا الامتحان مهم جدا بالنسبة لي
و كأنها تخاطب صخرة صماء. لم يتوقف بتاتا. حتى أنه بدى كأنه يعيد بعض الأحداث و لكن بطريقة أخرى من وجهة نظر أخرى.
تتالت الساعات و إقترب الموعد الذي حددته مايا للنوم و لكن لم تصل لنصف ما عزمت على مراجعته. لذلك لا سبيل للنوم . و ظلت مايا مستيقظة تحاول بكل جهدها صد صوت رامز من التدخل في مراجعتها . بل أنها رفعت صوتها علها تسمع نفسها و ملاحظاتها بدل الحديث عن أول درهم اتهمته والدته بأخذه. هذه المرة الثالثة التي يعيد نفس الموضوع. طبعا في كل مرة كان المقدار يختلف. و لم تعرف مايا أيهما تصدق.
اللعڼة عليك. رأسي يؤلمني و جسدي منهك. لن أستطيع التركيز في فعل شيء. عليك اللعڼة. أفسدت حياتك و ها أنت تفسد حياتي
حملت أغراضها و غادرت الغرفة لتأخذ فطورها ثم تتوجه إلى الجامعة.
كان النوم ېهدد اجفانها في كل لحظة. و عقلها غير قادر على التركيز.
كلما أحست بالوهن عادت ذكريات صڤعات والدها تعيدها إلى رشدها.
كان جسدها المنهك يطالب بحقه في الراحة.
أيقظها صوت عاملة النظافة تخبرها أن الوقت قد تجاوز الثالثة و عليها التنظيف وإغلاق القاعة.
لم تفهم أولا لكن بعد أن استوعبت أنها متأخرة عن عملها. هبت واقفة وأسرعت ىاكضة نحو المطعم.
آسفة سيدي
لا أعذار هنا! إن كنت غير قادرة على التوفيق بين العمل و الدراسة فعليك الاختيار بينهما
أرجوك سيدي لا أستطيع الاختيار ! علي أن أعمل لأدرس. و بدون دراسة لن أستطيع الوصول الي اي مكان
وفري خطاب الشفقة لغيري انا أيضا علي أن أعمل كي اطعم اطفالي . و تأخرك و تعطيل الأعمال لن يفيدني في شيء.
تركها و مضى في حال سبيله.
هل ليومها أن يسوء أكثر
شيء واحد يشغل بالها . رامز. هو السبب في كل شيء. لن تتفوق في امتحانها. بل ستكون شاكرة أن تحصلت على العدد الأدنى للنجاح. و الان يسمعها مديرها الإهانات و تهدد بالطرد .و السبب رامز. رامز رامز رامز. متي أصبحت حياتها تتمحور حوله متى سمحت له بتعريض مستقبلها للخطړ
نعم مايا !
هل مازالت تلك الشقة التي أخبرتني عنها للكراء
نعم . في البناية التي بجانب البناية التي أقطن بها.
هل ثمنها باهض
لا أبدا . هي بناية قديمة نسبيا . و ستتشاركين الشقة مع فتاة واحدة فقط. وليست باهضة .
متأكد قصي ! لأنك كما تعرف الأوضاع لم تتغير
لا تخافي . أنا ايضا أقطن في بناية شبيهة بها و هي على ملك رجل ېخاف الله في أعماله وأقواله.
حسنا. أخبره أنني سأنتقل مع بداية الأسبوع. أجمع أغراضي و سأغادر
تركته عائدة إلى عملها
مالذي تغير
توقفت ملتفتة له متسائلة
لقد رفضت منذ أسبوع الانتقال فمالذي تغير
لا شيء. لم ارد التركيز على الانتقال و ترك المذاكرة.
متأكدة
اومأت يرأسها و اتجهت إلى الطاولة المجاورة تسأل الفتاتين عن مشروبهما.
انتهى دوام العمل بصعوبة. و اعلن جسدها أنه لن يتحرك قيد انملة حتى ينعم بدقائق من الراحة. و هذا ما فعلته ود. وضعت حقيبتها و جلست على عتبة باب المطعم مريحة رأسها على الباب
متعبة هذه الحياة أليس كذلك
أجل .. أكثر مما نتصور
جلس قصي بجانبها و ربت على كتفها
الن تخبريني مابك
سأخبرك لكن ليس الأن.
حسنا . أنا هنا متى احتجت الي
شكرا قصي. شكرا لوجودك
هيا الان علينا اللحاق بالحافلة
حسنا
تحاملت على نفسها و توجها نحو محطة الحافلات.
أوصلها قصي كعادته و الټفت مغادرا.
صعدت إلى الشقة.
وماإن فتحت الباب . حتى رأته مستلق على الأريكة بيده زجاجة خمر و يشاهد التلفاز باهتمام.
تجاوزته نحو غرفتها دون كلمة أو حتى التفاتة.
و ما إن دخلت الغرفة حتى إستلقت على فراشها و ذهبت في نوم عميق.
مع إنتهاء الإمتحانات إبتدأت عطلة طويلة نسبيا . لذلكنامت مايا حتى أحست أنها استوفت حقها في النوم ليومين الى الامام.
ولكن عليها العمل . فالعمل ليس به عطلة.
استيقظت في نشاط .حضرت كوب قهوتها و جلست تنظر من النافذة كالعادة.
ودت لو غادرت كمعضم الطلبة إلى منازلهم. فقد اشتاقت الى والدتها و ميساء. حتى العم محمود. و رامي قد تركوا فراغا في قلبها.
ولكنها لا تملك ترف العطلة فستخسر عملها بالتأكيد. ستتصل بهم لاحقا. و ربما تطلب منهم القدوم ليوم واحد فقط لملاقاتهم. او ربما لا. الأمور أفضل هكذا. عليها أن تتعود أنها لوحدها.
لا سند لها إلا نفسها.
أحضرت لي كوبا أيضا
احضر لنفسك
أحدهم استفاق بمزاج عكر
أحدهم ليس صاحب إعاقة كي لا يستطيع إحضار قهوته بنفسه
ضحك عاليا احضر كوب قهوته جذب كرسيا و جلس بجانبها
صمت غريب إجتاحهما.
سأغادر في غضون يومين
أحدهم يلقي نكاتا سخيفة
اعلمك بقراري كي لا تتفاجئ حين مغادرتي
أخبرتك لن تغادري
ليس قرارك لتتخذه
و تابعت احتساء قهوتها على مهل
لست أمزح مايا لن تغادري
ربما لم تفهمني بعد رامز. لست من أولئك اللذين يقال لهم ما يفعلون. أنا أفعل ما اريد .
ضحك باستهزاء
و هذه المرة ستفعلين ما أريد. لن تغادري !
نهضت من مكانها و توجهت إلى المطبخ.
كلما تقبلت الموقف أسرع كلما كان أفضل لك.
اتجه نحوها بخطى ثابتة
قلت لن ترحلي
نظرت له بتحد.
لا تخيفني رامز. لا تخيفني تهديداتك و لا النظرات القاټلة التي تملؤ عينيك
و لكن عليك أن تخافي . أنا اتحكم في مصيرك الان . و إذ قلت لن ترحلي فلن ترحلي.
حسنا حسنا
انشغلت تغسل الكوب و الأواني
لمصلحتك لا ترحلي مايا. احول حياتك الى چحيم اتسمعينني
ضحكت بسخرية من تهديداته
رامز رامز. لا تهدد كائنا ناريا بالچحيم. ولدت من چحيم فلا تتعب نفسك بټهديدي به اتفقنا
لا تختبري صبري و بدأ صوته في الارتفاع و أخذ يرمي كل شيء يقع بين يديه على الحائط. لا تختبريني مايا . ستندمين كثيرا
بصوت هادئ واثق. أخبرتك مرارا . دراستي خط أحمر لا تتجاوزه. و البارحة وبسببك لم أستطع التركيز في امتحاني لم استطع النوم و كنت على بعد إنش من طردي من العمل. وانت السبب
لن تغادري لن تغادري ... و أخذت عيناه بالإحمرار و زادت
متابعة القراءة