رواية لن اركع
المحتويات
ونهضت متثاقلة . حتى الآه لم تخرج من شفتيها رغم صعوبة التحرك والتنفس لكنها كتمت المها كما عودت نفسها . ضغطت على يدها وأخذت نفسا طويلا آلمها وانطلقت الى الحمام .
سيبدو الأمر مثارا للسخرية ان اخبرت احدهم ان الحمام هو ملجؤها في المنزل. وان معضم وقتها تقضيه فيه. سيصرخ الاخرون انه مكان مدنس ولا يجوز المكوث فيه مطولا الا للضرورة. لكن لمايا كان الحمام أطهر مكان في البيت. وكان مكانا تستمد منه شعورا بالحماية والحرية . بل انها حفظت تقاسيم جدرانه أكثر من قسمات وجه والدها. وهنا قمة السخرية. وهنا قمة الألم.
نظرت الى انعكاس صورتها رتبت شعرها . وانطلقت راكضة الى ملجئها. السطح.
في المساء وفي بيت الحاج محمد. اجتمعت عائلته المكونة من بنتين وشابين وزوجته حول مائدة الطعام
اؤمرني يا حاج
فاكر مايا بنت الحاج ابراهيم
الفتاة التي كان يسمع بكائها متزامنا مع صړاخ والدها ومنذ فترة اصبح يسمع الصړاخ فقط. هل أصبحت خرساء أم انها أدركت ان لا فائدة من ذرف الدموع.
ايوا يا بابا فاكرها ليه خير
كل خير ياابني هي بدور على شغل ولو مافيش ازعاج ليك ممكن تشوفلها اي شغلانه محترمه تطلع بيها قرشين بالحلال
رد أمجد صحيح هو وافق
أردفت زوجته متسائلة انا ماشفتهاش من يوم حفلة ربيعة بنت الحاج سمير يجي من شهرين. البنت مابتعتبش برا البيت . طب هو وافق ازاي
مايهمش وافق ازاي والا ليه.
والټفت ينظر لابنه نظرة مترجية لم يخطئ أمجد معناها فأسرع قائلا
ثم استأذنهم و غادر غرفة الطعام متوجها الى غرفته . استلقى على فراشه و عقد حاجبيه يحاول استحظار صورة مايا في عقله .
البنت الغلبانه اللي ماشفتهاش يوم فرحانه. ديما بتحس ان فرحتها مكسوره تحس ان هي مكسوره من جوا . ثم زفر مطولا أبوها كسرها.
لسه جايب في سرتك
بطل كدب يا مفتري
هههههه ماشي انا الغلطان اللي رانن عليك
يا ابني فوق و صحصح كده. انا اللي رانن عليك مش العكس
ولو مش انا زي صاحبك برضو انت وانا واحد
ههههههه ثم سرعان ما تغيرت نبرة صوته لتتحول الى الجدية أحمد انا عوزك في معروف ومش حنساهولك طول عمري
طول عمرك راجل يا احمد
خير قلقتني
خير خير مش مره قلتلي ان اختك بتشتغل في مطعم تقدر تشوف شغل لبنت مسكينه
ايوا بس هي في المطبخ أخرتها طبيخ و غسل صحون . يعني الصراحه ماعرفش حتقدر تشوفلها او لا
خليها تحاول والنبي تربح ثواب في البنت
ومين البنت دي يا امجد مش عوايدك تتوسط لحد
دي بنت جيرانا . والبنت مسكينه وغلبانه وعايزه تشتغل
يا حنين انت ! وقهقه عاليا خلاص حسألها وارجعلك
بالله عليك اسألها دلوقت
ومستعجل على ايه يا بني ده حتى الصباح رباح
معلش حقك عليا بس استعجل
خلاص خلاص ماتترجانيش حسألها و ارد عليك
بتشكرك جدا . جدا.
سلام يا صحبي
وضع هاتفه بجانبه و تراءت له صورة مايا حساعدك قد مااقدر حساعدك عشان تتجاوزي القرف ده و ترجعي حقك اللي ضايع.
وانشغل بصفحته على الفايسبوك يطالع اخر المستجدات . لا يدري كم مر من الوقت حين لمع هاتفه يستقبل اتصالا من صديقه احمد
أبشر يا تيمور !
باايخه اوي و قديمه اوي اوي
عارف عارف ! الله ېخرب بيمجت تقالتك .
طيب يا احمد عملت ايه
طول عمرك تجري ورا مصلحتك
وبعدين معااك
تمام يا سيدي. سألتها و قالت ان عندهم فراغ مؤقت لان البنت اللي كانت بتغسل الصحون وتنظف علقت مع واحد من الزباين وحكايه طويله عريضه .
يعني تقدر البنت تروح تشتغل مكانها
ايوا جايز . هما محتاجين بنت دلوقت
تمام قلها ان البنت موجوده وبكره حتيجي تشتغل معاها صمت قليلا واردف انا متشكر جدا جدا.
اوك ! و على ايه يا ابني ! دي حتى البنت مسكينه و غلبانه !
غور من وشي سلام
تصبح على خير
وضع هاتفه جانبا وابتسم بفرحة . سيخبر والده غدا صباحا و سيصطحب مايا الى المطعم لتبدأ عملها.
فرحة عارمة اجتاحته و قد ساعدها قليلا. بقدر استطاعته. وان قدر على شيء اخر لفعله.
أغمضت مايا عينيها وهي متكورة على الاريكة في غرفة الجلوس . تريح ظهرها الذي أتعبه الجلوس على كرسي المطبخ في انتظار خلود والدها الى النوم . تذكرت كلام والدتها بعد نزولها
انتي حتشتغلي صحيح بس برضو حتساعديني فشغل البيت
أومأت برأسها باستسلام حاضر
يعني مش عشان حتشتغلي يبقى خلاص انا مش خدامه وبتعب اوي
حاضر اللي تطلبيه
أطلت تلك الابتسامة التي تستفزها من ثغر والدتها.
هل كان عيبا لو استماتت في الدفاع عن ابنتها و استبسلت في حمايتها من وحش لا رحمة له.
لو كانت محلها لو كانت محلها لأخذت ابنتها و رحلت منذ الضړبة الأولى لاستحملت الصعاب من اجل حماية ابنتها. هكذا يجب على الام ان تكون ! لكن والدتها لم تكن أما لم تكن أما كما يجب. لم تكن الأم التي تمنتها. كانت شيئا أخر عقاپا من نوع آخر عقاپا أشد ألما من جلد السياط.
الحلقه 4
انطلق أمجد راكضا من غرفته نحو مائدة الطعام يتلقف الطعام من يد اخته التي ابدت انزعاجها
صباح الخير يا جماعه
اجابت والدته مبتسمة ومستغربة من تصرف ابنها صباح النور ياابني. ايه مستعجل ليه
ابتسم والټفت لوالده قائلا يلا يا حاج يدوب نروح بيت الحاج ابراهيم وناخد مايا للشغل
اڼفجرت اسارير الحاج محمد وربت على كتف ابنه ممتنا راجل سبقه امجد الى باب الشقة واستعجله
يلا يا بابا
أسرع الحاج محمد في النهوض لانه يدرك اهميةهذه الفرصة البسيطة في حياة مايا.
صعدا الدرج ولكن قبل ان يطرق الحاج محمد الباب استوقفه صوت امجد
بابا من استعجالنا نسيت اقلك الشغل فين
معلش ياابني انا واثق فيك وفي اختيارك
اعتز امجد بموقف والده و أكمل هي حتحتاج تاخد الباص .
امتقع وجه الحاج محمد قليلا لان والدها لن يوافق
أبوها مستحيل يوافق ! ده فضل يأكد ان الشغل يكون قريب .
والشغل القريب فين مافيش عنا غير المقهى اللي
متابعة القراءة