رواية لن اركع
المحتويات
رامز. لن تتحمل بغضه و قلة ذوقه أكثر من هذا. ستتحمل قليلا بعد ثم ستغادر .
أنهت ما تفعله حملت حقيبتها و غادرت.
كانت تقف في محطة الحافلات حين سمعت صوت قاسم يناديها
صباح الخير
أهلا قاسم . ظهر على ملامحها الإستغراب لا أقصد التطفل لكن مالذي تفعله صباحا في هذا الجزء من المدينة
بجدية تامة جئت بحثا عنك .
توقفي مايا . صدقيني المسألة لا تحتمل مزاحا
أقلقتني ماذا هناك
هل حقا تنامين معه
إن هي ضړبته الآن فهل يستطيع رفع دعوى عليها بالإعتداء أم سيصمت أم سيردها
نظرت له ببرود نعم
لا أصدق
أتعرف أكثر مني مع من كنت أتشارك ليلي
كور يديه پغضب مايا !
لا أكاد أصدق أنك قد تفعلين شيئا دنيئا كهذا . لماذا مايا لماذا
اشتدت عضلاته واحتد صوته سبب واحد مايا يجعل ماتفعلينه مبررا . سبب واحد فقط !
نظرت إليه مطولا و بنظرة تعكس ما يعتمرها ألم تفهمني بعد قاسم أنا لا أبرر لأحد !
تبا لك ! سمعتك على المحك هنا. كل من في الجامعة يتحدثون عنك بسوء.
لا أصدق كلنا نهتم لما يظنه الآخرون بنا
أنا لا . نظرت الى الحافلة القادمة مظطرة لتركك الآن. لا أستطيع القول أنني سعدت بمرورك الكريم
مايا إنتظري !
وداعا قاسم . و من هنا فصاعدا إن رأيتني لا تلتفت حتى لتلقي السلام . ظننتك أحسن من هذا بكثير ضحكت بمرح لكن كما تعرف إن بعض الظن إثم
تنهدت بملل عيبك أنك لا تريد أن ترى أو تفهم ! لست من أولئك الذين ينتظرون أحدهم كي يملي عليهم ما يفعلونه. افهم أخيرا أنني سيدتي قراري ! لا صوت يعلو فوق صوت ضميري .
وتقدمت نحو الحافلة على إستعداد للصعود وحدي أرسم طريقي ولا أحتاج أحدهم ليمسك لي مشعلا يضيؤ الطريق
حركت رأسها بقلة حيلة إن طرقت بابك نادمة فأنا أرجوك الآن أن لا تفتح ! إتفقنا
ربما أجابها ولكن لم تسمع فقد أغلق باب الحافلة وانطلقت نحو جامعتها .
ستفوت موقفا لتنزل حذو الحديقة فتجلس و يرتاح بالها .
جالسة على الكرسي تنظر الى البنايات الشاهقة و الأشجار تطوى مع سرعة الطريق. كم تمنت لو كان ماضيها كما الطريق يطوى و ينسى كأنه لم يكن . ولكن مالإنسان دون ماضي
تلك الغبية تظن أنها قد أوقعت الأفعى في شباكها.
سيمل منها . انتظري فقط
كعادتها في هكذا موقف . أغلقت نفسها عن أي رد فعل.
وصلت الجرأة ببعضهن لايقافها و سؤالها .
كيف كان الأفعى معك هل حقا ما تقول الأخريات
ابتسمت حينها بصدق قائلة وأكثر أيضا
شهقت الفتيات لتتركهن مايا قاصدة المدرج .
انتهت الحصة الأولى بالكثير من العمل المنزلي . وتلتها الحصة الثانية بنصيب آخر.
وهاهي الآن تجلس في مكانها تحاول أن تجد حلا . فعودتها مساء و تحضير الغداء لا يترك لها وقتا كافيا للدراسة. كما أن مجهود الفترة الآخيرة قد بدأ يظهر عليها .
تفكرين بي جميلتي
تجاوز غرورك رامز . ولست جميلتك
طبعا معك حقا . لا جمال فيكي . فماذا عساي أسميكي
ما رأيك ب ٱغرب عن وجهي
اسم طويل . يتعبني
رفعت رأسها تطالع السماء. إن هي أقنعت نفسها أنه ليس هناك سيتلاشى. و فعلا مع عودة تفكيرها إلى دراستها . تناست أساسا أنه هناك . و ظلت تفكر في كيفية التوفيق بين العمل و الدراسة .
يظنون أنك تنامين معي
أخرجها صوته من عالمها
فليظنوا ما أرادوا
اقترب منها جالسا بجانبها حد التلامس .
عيب أن يظنوا بنا سوء
انظروا من يتحدث . شيخ المدينة
ضحك بمرح علينا تأكيد ظنونهم
نهضت من مكانها ابتعد عني وافعل ماتشاء
لم تدرك نفسها إلا وهي جالسة على ركبتيه و ونظراته مسلطة عليها
ٱتركني
أريدك
و التقت يدها بوجهه.
احترم نفسك . واتركني. تحررت منه ووقفت مھددة إياك رامز أن تعيد مافعلته الآن!
وقف فجأة شادا على ذراعيها إحذري يا فتاة!
نظرت له بتحد لا تخيفني رامز !
إقترب منها حتى بقي القليل على تلامس شفتيهما. حدث كل شيء في جزء من الثانية شده إليها إقترابه ومازاد الطين بلة صوت أحد المدرسين
أنتما هناك! ألا تخجلان واقترب منهما بصوت غاضبا ليست الجامعة مكانا لقلة الأدب إتبعاني كلاكما لمكتب المدير
ولم يغادر إلا وهما أمامه يتجهان إلى مكتب المدير.
لم تؤثر تهديداته قبلا. و رغم تصرفاته التي سيدفع ثمنها لاحقا لم تكره مايا رامز كما تفعل الآن. تلك الابتسامة على محياه تقول لها بكل جرأة رأيته و اقتربت منك عمدا
الساڤل المنحط. تجرأ على اللعب پالنار . لم تكن سمعتها هذه المرة كانت أهم كانت دراستها مستقبلها . السبب الوحيد الذي جعلها تتقبل الإهانة تلو الأخرى من والدها و من الحاج عطاء و من سهى و من قاسم.
و الآن ماذا ماذا لو قرر المدير فصلها ستقتله! نعم طبعا. لم يعد لها ما تخسره حينها إذا ستخلص العالم من إبليس.
ادعو ربك أن لا تتأثر دراستي بالموضوع
أرتجف حقا
ضحكت بغموض لعبت مع الشخص الخطأ .
غاضبة أنني لم أقبلك
هو كذلك رامز . اضحك الآن ولنرى !
خرجت مايا من مكتب المدير لتجد رامز ينتظرها مبتسما
اللعڼة عليك يا حقېر
حسنا ! إهدئي والا أنهيت ما بدأناه منذ قليل
اقترب مني ثانية وأقرأ الفاتحة على روحك المدنسة
هيا ! إنذار صغير لا يستدعي كل هذه الجلبة
بغيض بائس ساڤل
صړخ من ورائها نسيتي حقېر
كلفها ذاك الإنذار ربع ساعة من التذلل للمدير ومحاولة إقناعه أن رامز قد اقترب منها على حين غرة وأنه كان ينوي الإيقاع بها.
أخبرها المدير أن هذا هو رامز. ولكن مافعلته يتنافى مع أخلاق المؤسسة وإن تكرر سيطردها.
و على ذكر الطرد. لم يتبقى إلا أن تقبل يديه. حلمها على المحك . و ستدفع ما يمكن دفعه في سبيله. ربما رق قلب المدير قليلا و ربما لم يكن الأمر يستحق غير إنذار غليظ النبرة . في كلتا الحالتين يجب على رامز أن يدفع الثمن .
لكن فلينتظر قليلا فطبق الإنتقام يقدم باردا.
من و كيف ومتى قاموا بتصويرها معه في تلك اللحظة حقا لا تدري. لكنها تعرف أن الصورة تتحول من هاتف إلى آخر دون توقف.
لم ترد التعليق عندما سألها قصي.
و تلك الليلة رفضت مرافقته إياها الى المنزل . ستصعد الحافلة وليصبها ما يصبها. أرادت أن ترمي نفسها قليلا في
متابعة القراءة