رواية لن اركع
المحتويات
لا أرتاح للفكرة
هزت ندى كتفها بلامبالاة ثم أكملت افعلي ما يحلو لك
أخذت مايا ثيابها واتجهت الى الحمام و ماإن أغلقت الباب حتى تحول وجهها الى الجمود.
بدأت بنزع ثيابها لتظهر عليها آثار الماضي الأليم. لم تستطع ان تأخذ المجازفة بالتغيير امام ندى. فماذا لو رأت چروحها كيف ستفسر ذلك
أخذت حماما ثم نظرت الى المرآة و بسرعة وضعت أحمر الشفاه لتغطي التذكار الوحيد الذي كانت والدتها السبب فيه.
مايا ! هل نمتي اسمعي كليتنا عالم جميل حقا انظري الطلاب القدامى يحاولون مساعدتنا بشتى الطرق . هذا الشخص قد رد على جميع أسئلتي في التعليق . أحببتها فعلا
جميل كان هذا رد مايا قبل ان تغلق عينيها و تسافر لأرض الأحلام.
بعد غد ستبدأ دروسها و يبدأ طريقها نحو النجاح.
احتضن زوجته بحنان و ربت على شعرها
كفي عن هذا ستتعبين يا عزيزتي. ثم انك انت من شجعها على الذهاب .
لا تذكرني لا تذكرني كيف طاوعني عقلي ليقنعها بالابتعاد .
كان لابد لها ان تتبع طريقها و تحقق ذاتها. لن تتعافى من الماضي ان لم تكمل دراستها
كان الله في عونها . ليحرسها الله
وهاهي أخرى تقع في الفخ.
نعم ! ماذا قلت
لم اكن اخاطبك انت. دعني فهذه الفتاة جميلة و تستحق القليل من التركيز كي أوقع بها
ألا تتعب
لا
غبي
الا تتعب انت من مصاحبة الفتيات من الحلبة الفرق بيننا اننا نستعمل طرقا مختلفة لكن الغاية واحدة.
كل الطرق تؤدي الى روما. و في حالتنا كل الطرق تؤدي الى الفراش
21
كالعاده في الصباح حضرت مايا فطورها الذي لم يتعدى كوبا من القهوة و قطعة خبز. لديها ميزانية محددة لا يجب تعديها كما انها لا تعرف ماهي مستلزمات الدراسة من كتب مطبوعة و كراسات. و هذا سيكلفها القليل. لذا عليها ان تنتبه. وان كان الانتباه يعني تقصيرا في أكلها فهذه تضحية اخرى لابد منها.
لم تتحرك وظلت في مكانها. فالبارحة عرفت اين مكانها في هذه الشقة . لم ترى من دخل الشقة ولكن الزائرة لا تريد لأحد ان يعرف كذلك فهاهي تصدر أقل الأصوات ولو استطاعت لطارت حتى لا تلامس الأرض. غلبها فضولها لترفع رأسها لم ترى ألا ظهر الفتاة و لكن هذه الملابس ليست ملابس يومية او للخروج في الصباح. حركت رأسها تنفض هذه الفكرة. ثم أخذت كوبها غسلته و نظفت المكان ثم غادرت.
التفتت على يسارها وواصلت مسيرها حين سمعت من ينادي.
هاي انت !!
لم تتوقف وأسرعت الخطى لن تتوقف لتتبادل الحديث مع هذا البليد.
توقفي! قطعتي أنفاسي انتظري
يد جذبتها كي تلتفت و بدأت دقات قلبها بالتسارع. ليس خوفا ! لم تعد مايا تحس بالخۏف منذ زمن لقد كان ڠضبا.
كان الڠضب يعتريها. ڠضبت من كل الناس الذين اعطوا لانفسهم الحق كي يلمسوا الأخرين او ظنوا انه من حقهم ان يوقفوهم في الشارع و يقلقوا راحتهم.
التفتت اليه و الڼار تتطاير من عينيها
ألم تفهم أنني رأيتك و تجاوزتك ! لم أرد الحديث معك
صباح الخير أولا يا حلوة .
تركته وعادت الى مسارها. سارع خطواته ولحق بها و أعاد ايقافها
ماذا الان
لاشيء أردت القاء التحية و ابتسم بجاذبية .
وألقيتها والان اتركني و شأني
وعادت تمشي بتسارع لكنه لم يلحقها هذه المرة ووقف في مكانها يخاطبها بصوت مرتفع
وان لم أتركك ماذا ستفعلين
لم تلتفت له و لكنها أجابته بصوت عادي لم يهمها ان سمعه ام لا لكنها ردت كي ترضي ضميرها
ستندم حينها.
عاد عامر الى سيارته ضاحكا و منهكا. لا يمكن ان يقوم كل لقاء بايصال سهى الى شقتها. فالاستيقاظ باكرا ليس صديقه الودود. عليه ان يجد حلا آخر.
سبقها قصي الى المطعم. ووجدته يتنقل من طاولة الى أخرى بنشاط رهيب. ربما اعتاد على هذا العمل حتى انه اصبح منه.
صباح الخير قصي كيف حالك اليوم
مرحبا بخير وانت
بخير. و ضعت حقيبتها و ارتدت المأزر ثم توجهت له بالحديث مجددا مالمطلوب مني اليوم
لا شيء محدد كالعادة . فقط انتبهي
حسنا. لكن لماذا الانتباه
اليوم هو يوم العودة الشهير ! اليوم سترين نصف الطلبة ان لم يكن جلهم. سيحضرون كعادتهم لتبادل الاخبار و الرحلات والزيارات و الزواج و الخطوبة و و و .. وأشار لصدره كأنه كان يركض ميلا دون ان يأخذ نفسا.
لا تترك شيئا في صدرك. هيا ! قل المزيد و ضحكت على طريقته في الكلام. بادلها الابتسامة و تجاوزها بخطوات ثم عاد اليها بوجه جدي
مايا سترين هنا مختلف الطبقات الاجتماعية. نصيحتي لا تتأثري بأحد.
لا تخف. أستطيع التعامل معهم
ربما لكنهم سيعاملونك على أنك اقل منهم مرتبة و اقل انسانية حتى فقط لأنك تحضرين فطورهم أو تنظفين الطاولة .
نظرة واحدة الى عينيه أدركت من خلالها أنه قد عانى منهم كثيرا وهاهو ينبهها. لم تفهم بعد لماذا ينصب الناس أنفسهم ملوكا على الاخرين و يعتبرون الاقل منهم حظا عبيدا راكعين.
لكن لا ! لن تكون مايا إن سمحت لهم باذلالها.
كما توقع قصي فمع انتصاف النهار عج المطعم برواده المختلفين شكلا و مظمونا. بعضهم حضر بسيارته الخاصة اخرون نزلوا من سيارات الأجرة. تابعت مايا الوافدين بانتباه. وتنقلت بين الطاوللت تأخذ طلبات هذا و تضع طلبات تلك.
دخلت رفيقات سكنها. ريماس سهى فدوى و نجلاء . يبدو أن ندى كحالتها لاتعرف احدا بعد.
شاهدت ريماس و سهى يتجهان نحو طاولة قد جلست حولها فتاتان يظهر عليهما البذخ. أما نجلاء فاتجهت الى طاولة بها أصدقاء مختلطون . و فدوى توجهت الى طاولة تجلس فيها فتاة لم ينزل الهاتف من يدها منذ دخلت المطعم وربما من قبله حتى انها لم تنتبه لفدوى الا حين بادرتها بالسلام .
كثر العناق هنا و هناك . و بين الفينة والأخرى حبن مرورها بجانب الطاولات تسمع حديثا
اذا كيف كانت رحلتك الصيفيه
هل فعلا خطبت هدى كيف لهدى ان تخطب و انا لازلت عزباء !
أهذه سيارتك اشتريت واحدة اخرى
انظري هذا هاتفي الجديد هدية نجاحي السنة الفارطة
اختلفت الأحاديث من طاولة الى أخرى.
متابعة القراءة