رواية لن اركع

موقع أيام نيوز

 

هذه ورطة حقيقية مكانتي في الكلية ستتاثر بهكذا قرابة 
حقا هذه ورطة كبيرة .
كفى ليس عيبا ان نعمل .
وصمتت الأصوات. لم تعرف مايا من تكلم و من استعار بمعرفتها فهي لم تتعود على اصواتها بعد لكنها عرفت منذ الان ان طريقها لن يكون سهلا . ان نبذتها رفيقاتها فمايالك ببقية الكلية 
وضعت رأسها على الوسادة و أغمضت عينيها تشدهما بقوة. ثم مالبثت ان وضعت يدها على قلبها تتذكر كلمات امها فتحية.

رنين هاتفها أيقضها من دوامة أفكارها لتبتسم لرؤية اسم امها يزين الشاشة
مرحبا امي
حبيبتي كيف انت هل وصلت بخير كيف هي غرفتك هل وضبتك امتعتك هل كل شيء بخير 
بخير. نعم جيده نعم وصمتت قليلا نعم كل شيء بخير 
فهمت القليل من المشاكل 
كيف فهمتها الخالة فتحية ربما هي حاسة الام .
لا شيء حقا. فقط متعبة من السفر و التوضيب.
لا تنسي يا ابنتي مادام قلبك يشعر بان ماتفعلينه صواب فانت على الطريق الصحيح تذكري كلامي جيدا. لا أحد يهم الا انت. ما لك الا نفسك. تذكري يوم سقطت كنت وحدك . لذلك لا تهتمي برأي أحد. هل فهمتي
حسنا فهمت. أحبك امي . احبك أكثر من .. و صمتت لا تريد اكمال جملتها.
و انا أحبك اكثر انتبهي لنفسك حبيبتي. و قبل ان انسى رامي و ميساء و محمود يقرؤونك السلام 
ابليغهم سلامي لقد اشتقت اليكم منذ الان 
امامك طريقك الخاص و عليك المضي فيه وحدك. لذلك اعتمدي على نفسك . تصبحين على خير 
وانت ايضا امي .
أغلقت الهاتف و سارعت الى فتح حسابها ربما بعثت لها الفتيات طلبات صداقة و عليها قبولها.
حملقت جيدا لا شيء. ربما لم يفتحن حساباتهن الى الان . لكنها رأتهن منشغلات في هواتفهن منذ قليل.
حسنا لا يهم. و ضعت هاتفها تحت وسادتها و أغلقت عينيها متناسية اليوم و أحداثه فغدا ينتظرها يوم طويل.
قاسم إحذر هذا البغيض له ضربات سريعة و خاطفة 
قالها عامر و هو يربت على كتف قايم العاړ وهو في ركن الحلبة.
وفي الركن المقابل وقف شاب لم يتجاوز نصف العقد الثاني يضرب لكمات في الهواء .
أخذ قاسم قارورة الماء شرب القليل كعادته قبل كل نزال ثم الټفت الى عامر
هيا يا رجل لا تكن متشائما رامز خصم سهل ربحته قبلا و سأربحه الان 
أعرف هذا لكن لا تنسى ما فعله في اخر نزال. هذا مخادع ماهر فاحذره 
لا تخافي أمي 
ضړب عامر قاسم في كتفه بقوة ثم نزل عن الحلبة.
صړاخ يملؤ الأجواء هتافات تشجع رامز الأفعى وأخرى تنادي الشبح . و مع صوت الانطلاق احتدت اللكمات و الركلات في كل مكان.
لا قوانين في هذا المكان. الرابح من يظل واقفا أخيرا . لذلك لا عجب ان كسرت العظام او شوهت الوجوه بضربات أقرها صناع اللعبة ممنوعة. لكن هنا لا شيء ممنوع.
احتد النزال و كان الأفعى أرضا و يهوي عليه الشبح بالكدمات الواحدة تلو الأخرى . و فجأة كدمة من ل الأفعى جعلت الشبح يمسك جبينه متراجعا الى الخلف
ضړب عامر كفا بكف لقد فعلها رامز هناك شيء حتما في قطعة القماش التي يلفها على يده.
أبعد قاسم يده من وجهه. ليتفاجئ بسائل احمر ينزل على عينيه اليسرى يحجب عنه الرؤية . مسحه بظاهر يده.
لقد كان ظن عامر في محله فهاهو صديقه يعاني ڼزيفا في حاجبه الأيسر
ذاك البغيض منعدم الرجولة و تلتها عبارات أخرى من معجم وحده عامر يملك الحق. في استعمالها .
وقف قاسم متوازنا بعد ان اغتنم رامز فرصة انشغاله بالډماء ليكيل له اللكمات الواحدة تلو الاخرى . أبعده بيده ثم تنفس الصعداء وانقض عليه.
بعد مايقارب الربع ساعة كان الحكم يرفع يد الشبح مشيدا بربحه.
نزل عن الحلبة لتتلقفه الايادي تربيتا على كتفيه و مصافحة لانجازه. لم يسلم من بعض قبلات المعجبات اللاتي يثيرهن القتال و يدفعن اموالا لحضور النزال .
مابين المشجعات أمسك بواحدة و أخذها معه في طريقه الى الخارج نحو دراجته الڼارية يتبعه عامر .
امام باب النادي وقف كوبرا مبتسما بتشفي حاملا ظرفا مختوما . أخذه قاسم دون النطق بكلمة واحدة.
في الخارج اداره عامر ليواجهه متفحصا جرحه
تبدو الاصاپة خطېرة أنذهب الى المستشفى 
هل نصرخ بأعلى صوتنا لتأتي الشرطة فتقبض علينا 
ليس الوقت مناسبا لسخريتك المقيتة . انت الان مصاپ وعليك ان تعالج اصابتك
جذب قاسم الفتاة التي وقفت تشاهد حوارهما بانبهار فهي لا تصدق ان الشبح قد اختارها ليصطحبها معه.
معي .. ما اسمك يا حلوه 
سمر 
معي سمر ستطببني قبل وجنتها أليس كذلك
ضحكت بدلال طبعا و سأزيح عنك تعب هذا النزال 
هيا اذا اصعدي
وانطلق باقصى سرعة تاركا عامر ورائه منزعجا من تصرفات صديقه. استهتاره سيكلفه حياته يوما. والمصېبة أن قاسم لا يهتم .
أخذ هاتفه و ضغط على زر الاتصال ليأتيه صوت أنثوي يملؤه النعاس
نعم 
آين انت اريد رؤيتك 
ليس الان غدا نتكلم في الموضوع هناك قوانين جديدة حول الرجوع المتأخر 
لكنك لن تعودي متأخرة ستعودي في الصباح الباكر و امتلأ المكان بقهقهته
معك حق فعلا قالت ان العودة المتأخرة غير مسموحة لم تقل شيئا عن الخروج المتأخر . 
اذا في مكاننا المعتاد 
امهلني نصف ساعة و سأكون عندك 
لا أستطيع الانتظار 
أغلق هاتفه و صعد السيارة و انطلق نحو شقته . يؤجرها لليالي المذاكرة مع اصدقائه حين يحتاج للدرس و التركيز . او هكذا يدعي ....
صباحا حضرت مايا نفسها و توجهت نحو المطعم.
اتفقت مع صاحبه على كل شيء . كان نصيبها الدوام المسائي آي انها تبدأ عملها من الثالثة و حتى التاسعة.
ستحضر محاضراتها الصباحيه ثم تتوجه لعملها. هكذا ستظطر فقط لتفويت بعض الحصص و ليس معضمها لو انها اختارت الفترة الصباحيه. زميلها النادل قد تغير و هاهي الان تعمل في المناوبة المسائية مع قصي. شاب من كلية أخرى . رأت من عينيه أنه يحتاج العمل كما تحتاجه هي أو ربما أكثر. و نشأ بينهما رابط الطبقية فورا . فهما ينتميان للطبقة المسحوقة نفسها
طلب منها صاحب المطعم أن تظل هناك من الصباح حتى المساء لتراقب العمل و تشارك فيه حتى اذا اشتغلت رسميا في دوامها المسائي بعد يوم لن تجد صعوبة في البحث عن المستلزمات او أي شيء.
مضى اليوم و مايا من طاولة لأخرى تأخذ الطلبات و تلبيها تراقب قصي الذي بدى واضحا انه يتقن عمله جيدا.
نحو الرابعة مساء رأت شابين يتقدمان نحو طاولة في الركن. تلك الطاولة لم يجلس عليها أحد رغم اكتضاض المطعم. و ذكرت نفسها لتسأل قصي عن هذا الاجراء . هل هي خارج الخدمة ام ماذا . و الان هاذان الاثنان يجذبان الكراسي و يجلسان وكأن مكانهما ينتظرهما منذ الصباح.
حملت دفترها الصغير و توجهت نحوهما.
 

تم نسخ الرابط