رواية لن اركع

موقع أيام نيوز


وقتك 
طبعا مايا تفضلي 
تحمحمت قليلا. تشجعت ثم انطلقت بالحديث
سيدي لقد طردني صاحب البناية لعودتي المتأخرة ليلا يظن أنني أسهر خارجا مع أصحابي. وحاليا ليس لي مكان أنام فيه. لذلك صمتت وقد انكسر صوتها. مرة أخرى تكره فقرهها و الظروف ووالدها الذين جعلوها تنكسر أمام الغرباء وتظهر ضعيفة هشة. أرجوك. هل لي بالمبيت في المطعم فقط لبضعة أيام حتى اتدبر مسكنا 

نظر إليها السيد عاصم بشفقة. هذه الفتاة مثابرة تدرس وتعمل بجد ولم تتأخر يوما أو تتذمر. ومالعيب أن عادت متأخرة من عملها أليس هناك أخريات يعدن أبكر بقليل لكن يعلم الله ماذا يفعلن. نظرة المجتمعات العربية السطحية.
لكن لا فراش هنا . كما ترين فقط كراسي و طاولات 
انطلقت مبررة لا مشكلة سأفترش الأرضية .راضية بكل شيء فقط سقف فوق رأسي 
نظر إليها متفحصا ثم أكمل حسنا. لكن فقط لبضعة أيام لا أكثر . 
شكرته كثيرا لمعروفه و عادت إلى عملها.
أما صديقات سهى فانتصبن على الطاولة يضحكن منتصرات
ألم أقل لك دعيني أفكر في خطة 
ملكة الخطط انت . 
فظيعة عزيزتي
و نظرن إلى مايا التي تنتقل بين الطاولات دون اثر على وجهها.
ٱنظري لها. أستطيع رؤية الدخان المتصاعد من رأسها. 
خادمة متشردة .
إنتهى دوام العمل غادر الجميع ودعت قصي. بحثت عن بقايا طعام قد تركتها سابقا مخفية بجانب الفرن. فقط حين وجدتها تذكرت أنها لم تأكل شيئا سوى ما قدمه لها رامز. بدأت في الأكل بعد أن خبأت القليل في الثلاجة كفطور لمنتصف النهار .
رن هاتفها . في موعده تماما
مساء الخير 
مساء الخير 
صمت قليلا وانتظرت مايا أن يقوم بملاحظة كعادته لكنه لم يتكلم. لذا صمتت مايا كذلك. وضعت هاتفها في وضع مكبر الصوت و أكملت طعامها. كان على الطرف الثاني من الخط .
و بعد أن أكملت . بدأت في لملمة الفوضى حتى أنها نسيت أن هاتفها شغال. اتاها صوته مرحا
بالهناء والشفاء 
ضحكت لسذاجتها و نسيانها شكرا
أغلق الهاتف دون كلمة أخرى.
أخرجت مايا دفاترها و بدأت بمراجعة دروسها. و بمساعدة هاتفها بحثت على الانترنت عما تحتاجه رغم صعوبة الأمر .
مرت ساعات و هي منكبة تارة تكتب و أخرى تنسخ المعلومات .
وحين اقترب نصف الليل نظرت أين ستنام. أخرجت من حقيبتها غطائها التي أحضرته من المنزل و افترشته و غطت بضع كراسات بقميص قطني . طبطبت عليها . لم تكن مريحة أبدا. لكنها تحمد الله فهي الان في أمان . أخرجت معطفها وغطت نفسها جيدا و أغمضت عينيها.
عليها البحث عن مكان لها.
30
مايا ! مالذي تفعلينه هنا
فتحت مايا عينيها بسرعة البرق لترى سامح الفتى الذي يعمل صباحا في المطعم يطل عليها بعينين حائرتين.
نهضت من مكانها مبتسمة
أهلا. نمت هنا 
و هل يعلم السيد عاصم بالأمر
طبعا 
حسنا . وضع حقيبته و تقدم نحو الشبابيك يهم بفتحها . تكلم بصوت حنون أمامك عشرون دقيقة قبل فتح المطعم. 
حسنا . سألملم أشيائي و أضعها في الغرفة الخلفية . 
سأكون كريما اليوم سأصنع قهوتك طبطب على كتفها و تجاوزها نحو آلة القهوة وانهمك في التحضير.
أما مايا فبعد أن خبأت أغراضها توجهت إلى الحمام في المطعم لتغسل وجهها و ترتدي ثيابها.
دقائق معدودات ووصلت رائحة القهوة الى أنف مايا التي أسرعت بالجلوس متلهفة. و جدت قطعة مرطبات تنتظرها. يبدو أن سامح كريم زيادة اليوم.
قدم لها كوب القهوه مبتسما بالهناء و الشفاء
تلذذت برائحتها و أخذت رشفة منها الان فهمت ما يقصدونه بقهوة سامح الخيالية 
ضحك سامح عاليا ملك القهوة أمامك. شرف لك أن تتذوقي قهوتي 
شكرا سامح . 
لا داعي للشكر . و تغيرت نبرة صوته هوني عليك مايا. لكل مشكلة حل. 
هذا ما أنفك أفكر به نفسي 
أكملت فطورها سريعا و غادرت المطعم نحو الجامعة.
رن هاتفها في موعده فبادرت بالتحية
صباح الخير 
صباح الخير 
صمت قليلا ثم أغلق الخط . ابتسمت و هي تفكر في هذا الشخص الذي يكلف نفسه بالاتصال في هذا الوقت و في المساء.
أهو معجب سري كفي عن الهراء . لو عرفك حقا و سمع عن سمعتك لما كلف نفسه أصلا. 
مضى يومها كعادته بين التعليقات الغير لازمة الى نظرات البعض المشفقة عليها تواصلت الساعات بالمرور.
وقت الإفطار ذهبت الى مكانها و جلست كعادتها. أخرجت بقايا طعام البارحة و بدأت في الأكل.
عليها أن تجد مكانا تنام فيه. المطعم مؤقت و عليها إيجاد حل سريع.
عادت إلى يوم كان والدها يشبعها ضړبا و كانت مواساتها الوحيدة تلك النقود التي تخبأها لمستقبلها . لن تركع لمثل هذه العقبات. ستجد حلا سريعا. مهما كلفها الأمر. ولكن كيف
لياندرا و الابتسامة 
رفعت رأسها لترى رامز .
ماذا تريد 
لا شيء . مللت الجلوس وحيدا .أردت قليلا من التسلية .
و هاقد عاد رامز لسابق عهده.
آسفة لتخييب أملك. لست في مزاج يسمح لي باللعب اليوم. فلنؤجله 
كنت نادلة مرحة . وعندما أصبحت مشردة ضاع المرح
نظرت له بارتياح عكس الڠضب الذي تشعر به. فهي تعرفه أن ردت عليه تحمس و لن يتركها. لذا لن تجاريه في لعبته. خسارة ضاع المرح. عندما يعود سأخبرك فورا لا تقلق 
لياندرا لياندرا .. لما أنت هكذا 
هكذا كيف
هكذا 
نظرت في عينيه بجدية ولما أنت هكذا 
تبادلا النظرات طويلا قبل أن يتركها و يذهب.
تعجبه لأنها تستطيع أن تكون ندا له . أ تراجع عن فكرة كسرها ربما لا. فقط أجلها . فهناك من يمنعه بطريقة ما.
أثناء مناوبتها في المطعم سمعت مايا عن نزال البارحة الذي انتصر فيه الشبح كعادته و أخذ صديقته في ليلة سحرية. كانت تسخر من سخافة الفتيات. كيف يجذبهن العڼف. و يرونه رمزا الرجولة والانبهار.
ماذا لو صلت هذا العڼف عليهم . أيبقى في نظرهن شيئا مثيرا تافهات.
استمرت في العمل حتى رأت قاسم وهو يدخل و يجلس و ماهي إلا دقائق حتى تحلق حوله جمع من الطلاب يقومون بتهنئته.
توجهت نحوه مبتسمة.
مرحبا. ماذا تطلب 
يا حلوتي أخيرا جئتي 
لم تعره أي اهتمام وإنما أكملت حديثها مع قاسم
ألن تهنئيني
عن ماذا
ربحت نزالا البارحة. أبرحت ذاك الغبي ضړبا. أظنه نسي أسمه 
ولما علي تهنأتك لضړب أحدهم 
لأنني ربحت ! 
الضړب و العڼف. شيئان تمقتهما مايا. نظرت اليه بسخرية. فخور بنفسك لضړب أحدهم صمتت قليلا ماهو طلبكما 
قاما بطلب الفطور و ابتعدت مايا نحو عملها . حتى أنها كلفت قصي بتلك الطاولة. أيعقل أن يكون قاسم مثل والدها يتلذذ بضړب من هم أقل منه قوة. تذكرت حماسه في الحديث عن النزال. مما لا شك فيه. قاسم مثل والدها .و عليها الابتعاد عنه .
إنتهى دوام العمل و كما الليلة الماضية خبأت القليل من الطعام إلى الغد و تناولت عشاءها.
حصص قليلة من الطعام لكنها تكفي لسد رمقها..
ليست قادرة على احتمال نفقات الطعام.
أخرجت دفاترها و بدأت في مراجعة دروسها.
دروسها هي سلاحھا ضد كل شيء. بها تقوى و تصبح إنسانة.
 

تم نسخ الرابط