رواية لن اركع

موقع أيام نيوز


دقائق انفتح باب المصعد. ووجدت مايا نفسها في طابق يتكون من أربعة شقق في كل جانب تقدمت معه إلى الشقة الأخيرة على اليمين . اخرج مجموعة مفاتيحه اختار المفتاح المناسب و فتح الباب.
هل ما فعلته صحيح أن تأتي معه اعليها التراجع 
مايا هلا ډخلتي !
نظرت إليه باستغراب. لم يناديها ب مايا! ليس من عادته .
تقدمت و أغلقت باب الشقة وراءها.

شقة متوسطة الحجم. على اليمين الحمام. بعده غرفتان للنوم . و في الواجهة المطبخ الذي يطل على قاعة جلوس مفتوحة تجد نفسك فيها ما إن تطؤ قدمك الشقة.
تقدم نحو الأريكة وجلس.
احضري الطعام واجلسي . علينا أن نتفاهم وأغمض عينيه هنيهة وكأنه يستريح
تقدمت نحو الأريكة الوحيدة المتبقية و ضعت الطعام وجلست
إن كنت متعبا نتحدث غدا . لا مشكلة
فتح عينيه ببطء و بصوت لم تعهده منه لا علينا أن نتحدث الآن ثم صمت قليلا ليكمل بصوت منخفض من يدري ماذا سيحدث غدا. علي أنا أن أتحدث معك 
عفوا ماذا قلت 
لا شيء حسنا لا تستطيعين الدفع أليس كذلك 
نظرت له بكبرياء فقط 100 دينار ليس أكثر. و قليل من مصاريف الفواتير. 
حسنا لا مشكلة .
اتقبل 
نعم لكن بشرط 
لا تعجبني لغة الابتزاز والشروط رامز 
لا تتعجلي واسمعيني. 
أجابت بتأفف و احتراز تفضل أسمعك 
تحضرين الغداء لكلينا .
هذا شرطك 
أجل . 
حسنا لا مشكلة أستطيع القيام بذلك 
اظننا اتفقنا سأذهب للنوم الان فأنا متعب 
و كيف أذهب إلى الجامعة 
و هل هذا سؤال طبعا معي .
لكنك تذهب في منتصف الحصة الثانية. 
حقا 
نظرت له باستغراب ماذا تعني بحقا ! ألا تنظر الى ساعتك صباحا 
هز كتفيه كان ما قالته لا يعنيه بتاتا.
والمطلوب مايا 
لا شيء . فقط دلني على محطة الحافلات و على رقم الحافلة التي تأخذني الى الجامعة وسأكون ممتنة لك . 
حسنا غدا صباحا ذكريني بما اتفقنا عليه .
تركها هناك و غادر نحو الغرفة الأولى إذا غرفتها الأخرى.
نظرت الى الطعام بحسرة. هل تأكل منه أتتركه سيفسد أن تركته ! أليست معدتها أحق به ألم تقل له انها لا تشعر بالجوع ماذا لو نهض بعد قليل ليأكل فيجد الطعام ناقصا . ماذا تفعل 
مدت يدها الى الكيس الأول و أخذت منه نصف الطعام وتركت النصف الاخر للغد. فطورها في الجامعة.
أكملت اكلها بنهم واتجهت إلى المطبخ نحو الثلاجة لتضع بقية أكلها و كيس الطعام الثاني و حملت حقائبها و توجهت إلى الغرفة التي فهمت أنها لها.
فتحت الباب. سرير في منتصفها مع طاولة صغيرة بجانبه. و في الحائط قبالة الباب نافذة متوسطة مغلقة بأحكام. على يمينها خزانة متواضعة و بجانبها مكتب و كرسي. كان كل شيء يبدو نظيفا لامعا. و هل تتمنى اكثر من هذا 
بدأت فورا في افراغ حقائبها و ادواتها . و بعد نصف ساعة جلست على سريرها و أخرجت هاتفها من حقيبتها . اتصلت بأمهاة فتحية تسأل عن احوالها و العائلة.
وكالعادعدة أغدقتها فتحية بحبها اللامتناهي و نصائحها.
وانتهى الاتصال بقبلة ووعد بالنجاح و التفوق.
و عليه توجهت إلى مكتبها أخرجت دفاترها و بدأت في مراجعة دروسها. رغم أن التعب كان رفيقها و كل ذرة في جسدها تطالب بالراحة والاسترخاء إلا أنها أبت أن تستلقي في سريرها المغري . لن يخرجها من فقرها زدو سطوة الظروف الا دراستها و اجتهادها. و إن سرق منها ماضيها فلن يسرق مستقبلها.
بعد سويعات أحست بالرضا عن مراجعتها أغلقت دفترها . انتبهت أنها لم تغير ثيابها شرعت في خلع قميصها حين تذكرت أنها منذ التحاقها بالجامعة لم تغير يوما في غرفتها كانت دائما ما تذهب إلى الحمام و تحكم إغلاق الباب . كان محجرا على أي أحد أن يرى جسدها بدون قميص طويل الكم. أو سروال يغطي رجليها كاملة. كانت أثار الماضي مرسومة بعناية عليه. و أبت أن يرى أحدهم ذلك الجزء منها.
امتنعت عن تغيير ثيابها و توجهت إلى الحمام. أغلقت الباب جيدا و خلعت ثيابها أخذت حماما سريعا و ارتدت ثيابا أخرى و غادرت مسرعة.
دخلت غرفتها و أغلقت الباب بالقفل و ابتسمت ساخرة . ماذا لو كان يملك مفتاحا لهذا القفل ! ما فائدة إقفال الباب إذا !.
تمددت على سريرها و أغمضت عينيها . و نامت. ..
رن هاتفها لتستيقظ أغلقته و افاقت بنشاط و حيوية. رتبت ادواتها التي ستستحقها . غيرت ثيابها ثم خرجت إلى الحمام غسلت وجهها ووضعت احمر الشفاه كالعادة ليغطي أثر الخذلان. مشطت شعرها و التحقت بالمطبخ لتعد فطور الصباح لكليهما . فرامز سيأخذها الى محطة الحافلات ليريها طريقة التنقل ثم ليعد الى نومه كما يريد. انتظرت عدة دقائق ليرن هاتفها بمتصلها المجهول
صباح الخير 
صباح الخ..
وانقطع الخط سريعا قبل أن تكمل ردها استغربت كثيرا. ثم نظرت الى الساعة لترى أن الوقت قد مر سريعا و على رامز الاستيقاظ.
اتجهت إلى غرفته و طرقت الباب
رامز. 
لا شيء سوى الصمت.
أعادت الطرق بأكثر حدة ورفعت صوتها
رامز هلا أفقت أرجوك. لا أريد التأخر عن الجامعة 
كالعاده لا شيء .
أخذت تتطرق الباب دون توقف. ترفض أن تتغيب عن دروسها. جامعتها شيء مقدس.
رامز وأكملت الطرق لتتوقف يدها في الهواء حين يفتح رامز الباب بشعر مشعث من النوم و عين مفتوحة وأخرى لا تزال في أحلامها
ليهتف بتعجب لياندرا ! مالذي تفعلينه هنا
رامز استفق أرجوك ! لقد حضرت معك البارحة ألا تذكر 
حرك رأسه كأنه يحاول التذكر ثم هو بكتفه لا يهم والان لماذا توقضينني في هذا الوقت 
ألم أطلب منك البارحة أن تأخذني الى أقرب محطة للحافلات و تدلني على الحافلة المناسبة
تأفف شادا على شعره وماذا قلت
يا إلهي . هل تفقد ذاكرتك صباحا لقد وافقت !
هز رأسه موافقا ثم حسنا أمهليني بضع دقائق لأحضر نفسي 
عادت مايا الى المطبخ تراقبه بعد أن أغلق الباب بدقائق فتح الباب و توجه إلى الحمام ثم عاد إلى غرفته غير ثيابه و توجه إليها .
هيا 
الن تفطر 
اتركيني و شأني 
و الټفت مغادرا . تبعته صامتة . حتى وهو يشير الى محطة الحافلات على بعد شارعين من مكان سكنهم. و هو يملي عليها رقم الحافلة و الاسم المسجل على اللافتة. لم تتكلم. له كامل الحق أن يطلب منها أن لا تتدخل في شأنه. و عليها أن لا تنسى أنه ساعدها .
أكمل تعليماته و تركها مغادرا.
وقفت تنتظر الحافلة رقم تسعة التي تمر عبر سبع محطات ثم محطة الجامعة. عليها أن تعد جيدا والا ضاعت .
انتظرت قليلا حتى رأتها قادمة تثبتت جيدا من الرقم و صعدت بثقة. و وقفت بجانب النافذة. عليها أن تركز جيدا .
عاد إلى الشقة فتح الباب و اتجه نحو غرفته مجددا وارتمى على سريره . هذا ما كان ينقصه الاستيقاظ باكرا من
 

تم نسخ الرابط