رواية لن اركع

لحظات 
مايا لقد اشتقت اليك كثيرا. لا تقلقي هذا الخۏف طبيعي و سيختفي بعد لحظات من بدأ اليوم فقط آمني أنك قادرة على إخضاع الجبال إن أردت. آمني بنفسك ! أحبك 
على وقع كلمات ميساء. أغلقت هاتفها و قبل أن تغلق عينيها تذكرت نظرات كل انسان قابلته اليوم كل حدث خبأته داخلها و ستجعله السلم الذي ستصعد به نحو النجوم . 

لا تخافي مايا ما أريد سأصير يوما ...
24
كانت ليلتها طويلة على غير عادتها. نامت وأفاقت ثم تململت و عادت لتنام من جديد وهكذا. كان ماتنتظره غدا أهم من ليلها و من النوم. كان الغد سرها. درعها الصغير تحتمي به من ضربات والدها . والغد أصبح قريبا جدا. يا إلهي تستطيع ان مدت يدها أن تمسكه.
عامين انتظرت فيهما الغد بكل أمل وشوق كأم تنتظر عودة ابنها من حرب لا تنتهي. لكنها آمنت أن غدها ليس ببعيد. وهاهو الأن أمامها مباشرة.
ابتسمت مايا بكل فرح و غبطة. غدا سترفرف عاليا...
قاسم كفى مشروبا غدا اليوم الموعود 
أكمل مشروبه قبل أن يلتفت الى عامر الذي و على غير عادته إكتفى بزجاجة واحدة .
ومتى أصبحت مفتي الديار يا هذا 
قهقه عامر عاليا و حرك رأسه يمنة ويسرة.
لا تفهمنيانها غاية في نفس يعقوب 
قطب قاسم حاجبيه و أجابهأصبحت يعقوب الأن 
ركز قليلا قاسم. علي أن أكون أول الحاضرين غدا كما تعرف على الطالبات اللاتي لا يعرفن شيئا أن يجدن سندا شهما مثلي لارشادهن 
تقصد مستغلا وضيعا مثلك 
تختلف التسميات لكن نعم. شيء من هذا القبيل و عاد يبتسم ببلاهة
عامر في أي مستوى نحن هذه السنة لا أذكر !
وهل أنا شؤون الطلبة دفعت القسط و لم أنظر الى المستوى غدا سنعرف . سهى تخبرني بكل التفاصيل تحفظ جدولي عن ظهر قلب
لا تصدع رأسي بتلك الغبية لا ادري مايعجبها فيك!
ان كنت فتاة لعرفت و انطلق يضحك دون توقف.
مضحك فعلا مضحك. جذب الزجاجة الأخيرة و ابتلع نصفها مسح فمه بكفه و أكمل لكن لم تتبعك تعرف أنك وضيع مثلي لما تصر الفتيات على مرافقتنا رغم أنهن يعرفن مسبقا النتيجة ابتلع باقي الزجاجة و ضحك بسخرية لا زواج و لا حب. لا وعود 
هنا يا أخي مجال خبرتي معضم الفتيات . لحظة . لنأخذ سهى كمثال تظن أنها إن أحاطتني بالحب و المشاعر و الوفاء و..جسدها سأتخلى عن الألاعيب الجانبية و أكون وفيا لها 
تصدق هذه الترهات
هي تفعل .. تظن أنها قادرة على تغييري . تظن أنها قادرة على جعلي رجلا مستقيما .
غبية هذه السهى ..
غبية جدا .. لا أحد يغير أحد. تحكمنا مصالح مؤقتة ان انتهت انتهت علاقتنا مع الاخر. قس على ذلك باقي الفتيات. يأخذن على عاتقهن مهمة تغييرنا نحو الأفضل 
فاشلات طولا و عرضا .. لن نتغير .
لا يفهمن. لا يفهمن أنها ليست مهمتهن تغييرنا ان أردنا لفعلنا لكننا نستمتع أكثر هكذا 
طبعا طبعا... فيلسوف زمانك 
كلهن كبعضهن. 
مملات... و أخذ ينظر الى النافذة وكأنه اختلى بنفسه بعيدا عن عامر و فلسفته. لسن كبعضهن. هي مختلفة جدا .. هي فتاة من ڼار. خطېرة قاټلة .. لا تصلح له ...
قاسم ... أين أخذك عقلك المختل ذاك. سأراك في الجامعه غدا 
طبعا لا سألقاك في المطعم مساء. 
حسنا علي الذهاب الآن أراك غدا
فلتذهب الى الچحيم 
و كأن عامر قد تلقى صڤعة موجعة تحرك جسده قليلا و كأنه خانه للحظة ثم عاد للتماسك أجاب صديقه بشيء من الجدية
لا تقلق ها انا ذاهب اليه لا محالة.
كان عقل قاسم مغيب بالمشروب لكنه يدرك معنى كل كلمة قالها عامر. صمت ينظر اليه يغلق الباب خلفه. وأخذ ېحطم الزجاجات الواحد تلو الآخر يصب جام غضبه على الحائط.
مهما بلغت قوتنا.. لنا انكساراتنا الصغرى.
لم يكف. هاتفها على الرنين ولأنها لم تنم جيدا فقد أزعجها صوته لكن سرعان ما تذكرت اليوم و انتفظت عن فراشها.
مرحبا 
سأراكي اليوم أليس كذلك 
حكت جبينها باستفسار . من هذا 
من أنت 
سنلتقي
وأغلق الهاتف دون كلمة أخرى.
أخذت هاتفها و هاتفت الأم فتحيه
صباح الخير أمي 
صباحك سكر طفلتي . كيف حالك اليوم 
على أفضل حال .. متحمسة جدا لبدء يومي. 
أشعر بك صغيرتي .. كما اتفقنا مايا .. قلبك دليلك و خريطتك. و طريقك نحو التفوق قد ابتدأ اليوم فلا تتخاذلي . 
لاتقلقي أمي تعرفين كم أريد النجاح.. تعرفين قصتي .. 
أحبك مايا.. وفقكي الله . 
و أنا أيضا.. الى اللقاء 
أغلقت الهاتف و انتفضت من فراشها بابتسامة عريضة على شفتيها. ستؤسس مستقبلها قريبا.
تناولت قطعة بسكويت على عجل و فنجان قهوة و غادرت مسرعة . لم تكلف نفسها عناء انتظار زميلاتها و لا ايقاظهن فقد عرفت مانوع العلاقة التي ستجمعها بهن .
أغلقت باب الشقة و نزلت الدرج بخفة و حرية و كأنها طائر يحلق مبتعدا عن قفصه.
واتجهت نحو جامعتها. ..
ما أن تقدمت خطواتها نحو بوابة الجامعة حتى تلاقفتها أصوات منبعثة من كل الاتجاهات و ضجيج موسيقى من كافيتيريا الجامعه حيث تحلق العديد من الطلبة.
وقفت مايا قليلا تقيم الوضع.
انقسم الطلاب الى مجموعات المجموعة الأولى لطلبة السنة الأولى يظهر خجلهم و ترددهم على وجوههم سؤال يراودهم هل قاموا بالاختيار الصحيح بقدومهم الى هذه الجامعة و لكن ورغم اختلافهم فقد وجدوا ألفة بين بعضهم كلهم جدد في هذا العالم.
أما المجموعة الثانية فهي للطلبة القدامى لا تستحق محققا لتتعرف اليهم هم يتصرفون و كأنهم يملكون المكان و كأن الساحة الشاسعة فناء منزلهم الخلفي يتحركون و ېصرخون بحرية و ثقة ينظرون للمجموعة الأولى بازدراء كانهم لم ينتموا اليها يوما.
المجموعة الثالثه اللامنتمون من تتلاقفهم تيارات المجموعة من هنا و من هناك لا مجموعة تحتويهم . و رغم أنه يبدو عليهم أنهم ليسوا جددا فقط و انما من القدامى الا أنهم لا ينتمون . تمتمت مايا في قلبها الذين ان غابوا لن يفتقدهم أحد و ان اختفوا فلا أثر كان . أمثلهم أنا ! 
تقدمت بضع خطوات لتلاحظ ذالك البغيض يتوسط مجموعة من الفتيات يحدثهن بكل اهتمام و تلاعب. كانت نظرات الفتيات حالمة تعكس وميضا خاصا بكل واحدة منهن. كانت مايا ترجو أن لا ينخدعن به و يبقى وميضهن و اصرارهن متوجها نحو مستقبلهن في الدراسة و ليس مستقبلهن معه لأنه و كما ترى لا مستقبل له.
ألن تقولي صباح الخير 
لن يتركها هذا البغيض الا بعد تلقينه درسا .
لم ينفعك الفلفل الحار أليس كذلك 
بلا ياحلوه فقد أشعل ڼاري نحوك
فلتحرقك اذا و التفتت مكملة طريقها .
أما عامر فعاد يعاكس الفتيات مختبئا خلف قناع النصح و الارشاد. غبيات لكن حسناوات هكذا فكر و هو يصطنع الانتباه لما يقلنه رغم أنهن