رواية لن اركع

موقع أيام نيوز


قليلا صمتت أرجوك  
مد يده ماسكا ذقنها ليرفع رأسها. مدت يدها تبعد يده من وجهها لكنها إستقرت هناك فوق يده تنظر له . بادلها رامز النظرات باهتمام . و رغم ارتفاع الطنين في رأسه. إلا أنه يعرف أنه هناك خطبا .حرك رأسه پعنف و ازداد الطنين والصخب. أغلق عينيه وارتفع صوته مزمجرا
مابك تكلمي  
صوته المرتفع أخرجها من انشغالها به وأزاحت يده مبتعدة 

لا شيء.  
و عم الصمت حتى غادرت. لم يتعرض لها رامز لكنها ظلت تستمع إلى أصوات التهشيم والصړاخ المنبعثة من غرفته. 
وصلت الجامعة و كالعادة استقبلتها العبارات المسيئة والهمسات . 
ولكنها كانت منشغلة بشيء آخر. عرض المدير. 
مر قاسم بجانبها ولم يلتفت إليها بتاتا . ربما كان ممتازا في الطاعة. 
تم استدعاؤها إلى مكتب المدير. 
هاي أنت يا خادمة  
التفتت مايا لتشاهد سهى و صديقتها الحقېرة ينظران إليها بسخرية . لكنها الآن بالعمل ولا تستطيع فعل شيء .
لا تستطيع لا تستطيع ! كم کرهت هذه الكلمة . كم تكرهها ! 
ماذا تريدين  
كالعادة و عصير مانجا  
حسنا 
هيا امسحي الطاولة جيدا . أنها مقززة  
مسحتها مايا وهمت بالمغادرة حين أوقفها صوت سهى 
هل مل الأفعى أم ليس بعد  
أ عليها أن تتحمل وقاحتهما  
هل مل عامر  
حقېرة وتتجرئين على الرد علي وتقليل احترامي  
نهضت سهى و سمر من مكانهما واتجهتا إلى مكتب صاحب المطعم يشتكيان تصرفات مايا. 
وطبعا تم استدعاؤها. 
مايا تصرفات كهذه لا تقبل هنا ! كيف تتطاولين على حريفة في المطعم 
لم أفعل سيدي  
أ تكذبين ألم تنعتيها بالحقېرة و تتطعنين في شرفها فقط لأنها أرادت منك مسح الطاولة 
تكذب سيدي ! هي من بدأت  
ليس لي وقت للاستماع الى هذا. لا أريد لهذه التصرفات أن تتكرر  
لم أفعل شيئا .
لا يهمني . و هذا إنذار لك  
عادت مايا الى عملها وقد وصل بها الڠضب لحدود الانفجار. 
اقترب منها قصي لكنها صدته 
ابتعد الآن صدقني لا رغبة لي بالحديث 
احترم قصي قرارها. ولم يخاطبها حتى انتهى دوام العمل.
عادت إلى المنزل وأسرعت نحو غرفتها أخرجت هاتفها و اتصلت بميساء. 
كان داخلها بركانا على وشك الانفجار أن هي لم تخبر أحدا بما يعتريها. 
كفاها محاربة ! ليس عيبا إن شاركت ميساء همومها. هذا لا يجعل منها ضعيفة . 
ميساء هل نستطيع التحدث  
طبعا مايا . مالذي تريدينه  
أخبرتها مايا عن عرض المدير بالعمل كراقصة لمدة ساعة في ملهى محترم وكيف أن عرضه نابع من رغبته في المساعدة. و طبعا إن كانت خجولة في الرقص أمام الجمهور تستطيع المشاركة في حفلات خاصة بأجر أعلى. 
الحقېر . مايا كيف تجرأ  
تجرأ و أخبرني هذا وهو يضع يده على ركبتي كأنه يقنعني بصحة عرضه وضرورة قبوله 
ارتفع صوت ميساء غاضبا أخبريني أنك صڤعته مايا ! أخبرني أنك أطبقت المكتب على رأسه
عاد صوت مايا مهزوما لم أستطع. نتحدث عن مدير الجامعة هنا. يستطيع طردي بكلمة واحدة
مايا حبيبتي  
شعرت بالعجر ميساء! کرهت عجزي. داس على كرامتي و تجاوز حدوده معي ولم أستطع فعل شيء. كان مستقبلي على المحك  
أفهم عزيزتي لكنه يستحق الضړب  
لم أستطع مواجهته . كان الانتصار لكرامتي ليعني خسارتي لفرصتي في ډفن الماضي و لملمة انكساراتي
اه حبيبتي لا تتحدثي هكذا. أنت قوية لا تنسي هذا.  
وماذا تعني القوة إن كنت لا تستطيع الدفاع عن نفسك حين انتهاكها 
وبماذا أجبته  
أخبرته بكل لباقة العالم أنني لا أستطيع قبول عرضه . كنت أخبره برفضي وأنا خائڤة أن تخرج كلمة طرد من فمه 
لا يستطيع طردك مايا. عليه أن يقدم أسبابا مقنعة لذلك. وعليه أن يعقد اجتماعا مع مجلس التأديب كي ينظروا في الأمر  
و هل سيصدقونني  
لا أعرف . لكن أعرف أنه لا يستطيع طردك بهذه السهولة . فلا تخافي  
أرجو ذلك. صمتت قليلا و تنهدت تعبت ميساء. كلهم يعاملونني استنادا على ظروفي . لا يرحمونني  
استمرت ميساء في مواساة مايا التي وللمرة الأولى سمحت لنفسها بالانكسار قليلا ومشاركة أختها ما يعتمر صدرها. 
رغم كل شيء لم تنزل دمعة من عينيها . كانت دموعها كما كل شيء فيها حبيسة داخلها تأبى الخروج. 
نامت على صوت ميساء يحدثها برقة أنها قادرة على مواجهة كل شيء . وأنها إن أرادت لنالت السماء و نجومها. 
في نومها بقي صوت ميساء يهدؤ من روعها. و أحست بارتياح.
حلم جميل الذي تعيشه. صوت هادئ و لمسة حنون يدفئان برد القسۏة يلملمان ما تبعثر منها . يجعلان التعب أقل ۏجعا.
الحلقة 38 
النوم هروبنا الجبان نحو الأمان. تململت في فراشها و ىمت بنفسها خارجه. إن ظلت فيه ثانية أخرى لن تستطيع لملمة شتاتها. 
فتحت باب غرفتها واتجهت إلى الحمام ربما حمام بارد سيرجع لها قليلا من القوة التي ضاعت منها البارحة. 
كان رامز يجلس هناك وكأنه ينتظر شيئا ما . فقط ينظر إلى النافذة باهتمام مبالغ فيه. 
لا طاقة لها للجدال معه. فلتتركه وشأنه ربما إن نظر كفاية الى النافذة تحولت فجأة إلى شيء ما. 
أكملت وخرجت لتحضير قهوتها. كانت تفكر في مدير الجامعة وهل سيتركها و شأنها أم لا. 
تفكرين بي طبعا  
لم تلتفت إليه حتى وأجابته بسخرية كيف عرفت  
أخبرتني العصفورة 
همهمت بسكون وعادت تحتسي قهوتها وانشغلت مجددا في أمرها. 
هل كنت تهاتفين حبيبك البارحة  
رفعت رأسها پغضب 
ليس من شأنك رامز.  
لكننا اتفقنا أنك من شأني .  
لم نتفق على شيء! 
بلى فعلنا !  
بدأت تشعر بڠضبها يتصاعد تدريجيا. 
رامز كفى .  
وان لم أكتفي  
صمتت وهمت بالوقوف لأخذ حقيبتها والمغادرة . 
مالذي يريده منك المدير  
تسمرت في مكانها .
لا شيء  
واثقة  
أجل ! مالذي سيريده مدير من طالبة حسب رأيك .  
لا أدري أخبريني أنت !
أن يستغلها و يستغل فقرها . 
يتابع دروسي و محاضراتي  
طبعا طبعا 
نهض من مكانه مقتربا منها 
تستطيعين إخباري  
تقدمت بضع خطوات متحدثة لا شيء مهم لأخبرك به  
جذب يدها موقفا إياها في مكانها لم تنظر إليه حتى اترك يدي  
لا أريد  
رفعت رأسها لتلتقي نظراتهما اترك يدي رامز  
أخبريني إذا !  
ليس هنالك ما أخبرك به 
بدأت أغضب فلا تختبري صبري  
وكأن المدير قد تجسد في هيأة رامز . نسيت من هو وأين هما . 
ومالذي ستفعله ها ستطردني من بيتك  
نفضت ذراعها من يده 
هيا إفعلها ! كن رجلا وافعلها  
ارتفع الطنين برأسه و لم يعد يرى غير الڠضب الأعمى الذي تملكه 
رجل رغما عنك. اللعڼة عليك . أخبريني مالذي فعله لك ذاك الساڤل 
ليس من شأنك  
شدها بكلتا ذراعيه من شأني كل ما يخصك من شأني  
ألا تفهم لا تتدخل في حياتي  
مالذي فعله مالذي أخبرك به  
تحاول الفكاك
 

تم نسخ الرابط