رواية لن اركع

موقع أيام نيوز


لحضرتك لا تتعب نفسك أساطيع تدبر أموري وسأصل يوما ما. مهما طال الطريق  
لكن سيطول الطريق كثيرا. فالكليات او الجامعات مكلفة جدا ناهيك عن السكن وكل مصاريف الكتب و البحوث وما الى ذلك ماتجمعينه لن يغطي شيئا. 
لكنه سيكون نتاج تعبي وليس شفقة من أحد  
ومن قال أنه شفقة  
ماتقوله حضرتك الان لن اقبل بمساعدة بدون سبب  

أتريدين سببا  
نظرت له بمعنى وهل هذا سؤال .
حسنا زوجتي متوفات لما يقارب العشر سنين ومساعدتك ستكون باسمها كي يلحقها أجرك فما رأيك  
نقطة ضعفها الټضحيه وحب الاخر . ولانها حرمت منهما لا تستطيع ان تحرم احدا من الاحساس بهما . لذلك وافقت ولكن بدى عليها الاصرار 
ستساعدني ولكن بمجرد أن أتحصل على المال سأرده لك. اعتبره دينا حضرتك . والا لن أقبل  
نظرة الإصرار والعناد في عينيها جعلتاه يوقنن لا سبيل اخر لاقناعها.
حسنا انه دين حين تملكين المال رديه الي  
ابتسمت شاكرة وحمدت الله على وجود اناس طيبين يحبون بعضهم حتى بعد المۏت باحثين عن الثواب. ومرة أخرى وجدت نفسها تقارن وضع عائلتها مع وضع الناس العاديين.
تنهدت بحړقة وألم وغادرت مطأطأة الرأس لتتلقفها أذرع فتحية بحضن دافئ لم تعرفه قبلا.
هل كل شيء بخير مابك هل ضايقك الحاج عطاء هل هناك مشاكل في العمل  
رفعت مايا عينيها ليقابلها خوف وقلق حقيقيين في اعين فتحية . الانسانة الغريبة عنها القريبة الى قلبها أكثر من والدتها. ودت لو كانت والدتها هي من تطبطب عليها الآن وتهدؤها 
لا تقلقي خاله فتحيه أنا بخير فقط أسئلة روتينية  
أعادت فتحية النزظر اليها بنظرة حملت معان خفية لم تدركها مايا الا لاحقا 
انتبهي لنفسك جيدا مايا ليس كل انسان يقدم لك خيرا يريد لك الخير فعلا  
نظرت لها مايا باستغراب وأكملت لم أفهم  
لا تقلقي فقط انتبهي وحضنتها مجددا وعادت الى عملها تريد ابعاد فكرة غير مطمئنة قد زارتها . 
عند انتهاء العمل وجدت نورا ومايا امجد ينتظرهما عند باب المطعم 
تبادل ثلاثتهم التحية و بدؤوا في التحرك . اقترب أمجد من مايا قليلا وقال هامسا 
مالذي أراده والدك من صاحب المطعم 
التفتت له وكأنها تسأله وكيف عرفت . 
لقد طلب مني أخذه للمطعم صباحا ولم أستطعع منعه مايا. سكت قليلا وأكمل انا اسف  
لا عليك حدث خير .  
لم يفتعل لك المشاكل صحيح  
كان اهتمام أمجد واضحا في صوته ونظراته ربما ان وثقت به وأخبرته بالاشكال صباحا لكان ساعدها. أمجد مختلف عن الجميع كان دائما ينظر لها بعطف عطف افتقدته من نظرات والدتها ووالدها فوجدته أنهرا عند أمجد. ورغم ان الحديث بينهم شبه منعدم و أنها لم تكن قريبة منه بما يكفي لكنها تعرف ان في وقت الشدائد أمجد ركيزة قوية تساعدها وكتف حنون تستطيع البكاء عليه. والأهم من هذا كله فهي تثق به. 
لا لا تخف فقط أراد التأكد من راتبي وكل شيء . 
هنا قاطعتهما نورا بامتعاض
كفى وشوشة واشركوني في أحاديثكما !
ضحك ثلاثتهم وتابعوا طريقهم وصعدوا الحافلة. وعند وصولهم وذهاب نورا الى عمارتها . 
تكلمت مايا 
أمجد أدرك جيدا انني استطيع الوثوق يك صحيح 
وهل هذا سؤال طبعا مايا ماذا هناك 
أخبرته مايا بكل شيء من اخفاء المال لسبب ذهاب والدها لمكان عملها وأخيرا مساعدة الحاج عطاء . عند هذه النقطة تغيرت ملامح امجد للقلق.
لست مرتاحا لهذه المساعده  
لم مالمشكله قال انه يصدقها ثوابا لزوجته الراحله كما انه دين و سأعيده اليه . 
لا ادري مايا لست مرتاحا بالمرة . ربما هو انسان طيب وخلوق لمساعدتك وربما هناك أسباب أخرى نجهلها. فلم يساعدك انت دون غيرك  
قالت مايا باستسلام فهمه أمجد جيدا لا ادري حقا ! ولكن ما باليد من حيلة. علي أن اقبل . علي ان اقبل مساعدته حتى اتخلص من كل شيء  
لم تكن مايا تنطق بالكثير فهي مدركة ان امجد يفهم ما تعنيه ويعرف ما تخفيه. 
ولكنه لعڼ الظروف مائة مرة ومرة اراد ان يكون هو قادرا على مساعدتها . وتأكد له ان كلام أحمد صحيح وعليه ان يغتنم هذه الفرصة .
حسنا مايا. لكن احذري ان شعرت يوما ان مساعدته لك مشروطه اخبريني وغادري المكان فورا  
لم تفهم مايا ما قصده أمجد بكلامه . لكنه ابتسم لها متفهما فهي تعيش في عالم أخر ولازالت بريئة لم تدنسها الانفس المريضه.
ودعا بعضهما و صعدا الدرج كل الى بيته .
دخل امجد غرفته جلس على سريره ينظر الى الجدار امامه بشرود 
سأساعدك يا مايا لن تضيع هذه الفرصة مني ان لم تكن من أجلي ستكون من أجلك اصبري قليلا بعد . وسأنتشلك من هذا المستنقع. قليلا بعد  
أما مايا فقد قامت بالتنظيف وتحضير الطعام وسماع ما لا يعجبها من ملاحظات والدها ووالدتها التي تؤيده كالعبدة المطيعة . ثم تنتظرته حتى ذهب للنوم لتتمدد قليلا على الأريكة تفكر في يومها. 
حياتي ليست كريهة كما أظن فلدي عمل و به سأحقق حلمي لدي صديقه مضحكه لدي والدة حقيقيه تحتضنني وتغدقني بحنانها . وأهم شيء لي انسان أثق به و أعتمد عليه. وهذا الأهم . مهما قست علي الدنيا فأمجد لن يتركني .  
ابتسمت مطمئنة وذهبت في سبات عميق . 
حلم بسيط. راحة واطمئنان القليل من الحب ....
الحلقه 9 
تتالت الأسابيع والأشهر والأحوال لم تتغير كثيرا...
أوفى الحاج عطاء بوعده وزاد من مرتبها بصورة ملحوظة وبدأ كنزها يكبر شيئا فشيئا . مع كل جنيه تضعه كانت تنبت بذرة صغيرة داخلها . بذرة أمل ظنت انها لن تذوقه ولو بعد سنين. لكن مساعدة رب عملها قد ساعدتها كثيرا. تذكرت ان هذا دين وعليها سداده متى استطاعت وستفعل طبعا. 
علاقتها بوالديها لم تتغير . ربما لن تتغير أبدا. مع والديها تعرف مايا ان من شب على شيء شاب عليه . وعائلتها ستظل هكذا ليوم الحساب. وسيحاسبون على ظلمها وقهرها. نعم أكد الله على بر الوالدين وضرورة احترامهما وتقديرهما و لكن ذكر الله ايضا حقوق الأبناء في الحب والعطف والاحترام . لذلك أيقنت مايا أن هناك يوما ما سيقف الجميع امام حاكم عادل سيأخذ بحقها من كل من ظلمها. 
بالنسبة لأمجد كان حديثه الاخير مع مايا بخصوص المال وتجميعه ومساعدة الحاج عطاء لها سببا لتأكيده على السعي وراء هذه الفرصة والظفر بها. ولكن ايضا لم يستطع قلبه الاطمئنان على هذه المساعدة التي لا محل لها. لكنه يدرك انه لن يترك مكروها يحصل لها . سيحميها عندما يكون قادرا على مواجهة والدها. 
توطدت علاقة مايا بالخاله فتحية كثيرا . وكانت النقطة التي أفاضت الكأس حين ذهبت مايا الى العمل واثار چرح على شفتها واحمرار على وجنتها. أخبرت الجميع انها سقطت وانها بخير الان فلاداعي للقلق. 
حقيقة هي لم تسقط. فبعد فترة طويلة من العمل في النطعم والمنزل انهكت قواها ولم تعد
 

تم نسخ الرابط