رواية لن اركع

موقع أيام نيوز


القاع علها ترتاح من وزر التفكير. 
لم يحدث لها شيء و هاهو كرهها لرامز يتجدد مع دخولها الشقة. 
وجدته يجلس على الأريكة ينظر إلى الحائط أمامه.
لم تتحدث معه وانما اتجهت إلى غرفتها أغلقت الباب. أخذت ثيابا نظيفة و توجهت إلى الحمام. ربما ترتاح من تعب النهار بحمام سريع. ربما تنسى أن حلمها قد وقف يتأرجح اليوم و صوتها المنكسر المخټنق بكاء هو ما أنقذها. 

حين خروجها من الحمام تفاجات به يقف أمام الباب. عينان خاليتان من أي تعبير 
مالذي تريده  
أنت  
عدنا الى نفس الموال القديم 
أريدك و قد بدأ في الإقتراب منها . 
أحذرك رامز ! ابتعد عني !  
لننهي ما بدأناه  
لم نبدأ شيئا لننهيه . ابتعد من طريقي و أزاحته بيدها منطلقة الى غرفتها. لا داعي لتحضير الطعام. ستكون في مأمن بعيدا عنه. 
وقبل أن تدخل وجدت ذراعيه يجذبانها إليه .همس في أذنها
قولي لي أن لا أحد اقترب منهما  
ٱتركني عليك اللعڼة 
قولي أن لا أحد لمسهما  
بدأت بركله في ساقيه وتحريك رأسها پعنف 
قولي أن لا أحد تذوقهما  
لا أحد ارتحت لا أحد  
وكأنها نزلت على زر تركها فجأة كما جذبها. ووقف ينظر إليها بانتصار 
إياك أن تعيدها  
لا تخافي لن أفعل ولن اترك أي أحد ليفعل إن كان هذا له معنى.  
رامز كفى جنونا ! مالذي حدث لك لم تكن هكذا 
أنت! الحلقة 37
لماذا نستيقظ كل يوم ألم يكن أحسن لو بقينا في سبات عميق في عالم نتحكم فين بمن يقترب و من يأخذ دور البطولة مالذي نجنيه من العمل المتواصل دون كلل أو ملل لما هذه الرتابة التي تحكمنا  
تململت في فراشها لأول مرة. ورفضت الاستيقاظ لأول مرة. ما ينتظرها خارجا ليس معركة قد تخسرها وتحارب في أخرى فتنتصر .ما ينتظرها هي الحړب ذاتها. و يبقى السؤال الذي يكبلها في الفراش أهي قادرة على خوض هذه الحړب والخروج منها بأقل الأضرار لا تملك إجابة شافية. 
مضى على لقائها مع رامز أسبوع ولم تكترث به أبدا. كانت تتماشى ملاقاته و تبتعد عن طريقه متى حانت الفرصة. 
ما يجعلها تمقت الاستيقاظ ما حدث طوال هذا الأسبوع. 
ماذا لو مسكت ممحاة وقامت بفسخ هذا الأسبوع من حياتها على الإنسان أن يكون قادرا على هكذا شيء. 
أرجعتها رجفة جسدها إلى ماحدث. 
تم الإتصال بها من مكتب شؤون الطلبة 
الآنسة مايا  
نعم . تفضلي  
أنا السيدة إيمان من مكتب شؤون الطلبة. أرجو منك الإلتحاق بمكتب المدير .  
ضربات قلبها تتسارع و أنفاسها تتقطع. هل قرر طردها. و لكن لما لقد أخبرها أنه إنذار شكلي و سيفعل إن أعيدت الحاډثة ..
أرجوكي هل تعرفين السبب  
آسفة لا علم لي ! 
هل سيطردونني أرجوكي. هل الأمر خطېر  
صدقا لا أعرف. أنا فقط أنقل لك إستدعاء مكتب المدير لك.  
حسنا حسنا فهمت  
و لكنها لم تفهم ! كيف لها أن تفهم ما يقصده إستدعاء من مكتب المدير ! 
قرر طردي ! لقد قرر طردي ! يا إلهي يا إلهي  
بنظرة ذعر و مشية متوترة وصلت لمكتب المدير أين استقبلتها الموظفة وطلبت منها الانتظار . 
دقائق قد مروا دهرا وأذن لها في بالدخول 
تفضل  
كانت تمشي على چروح ماضيها و ألم القسۏة التي عانتها 
صباح الخير سيدي  
رفع المدير رأسه مبتسما صباح النور اجلسي 
لم ترد أن تعطيه سببا آخر ليغضب منها فسارعت بالجلوس والإنتباه لما سيقوله. 
لما تتغيبين كل يوم عن الحصة الأخيرة  
أضطر للمغادرة نحو العمل سيدي  
ماذا تعملين  
في المطعم القريب من الجامعة  
وقف المدير كأنه انتبه فجأة لصعوبة الموقف. هل حالتك سيئة لدرجة اضطرارك للعمل 
حركت رأسها إيجابا متتبعة المدير الذي استقر بجانبها ووضع يده على كتفها.
لا تخجلي . لم نولد كلنا بملعة من ذهب في أفواهنا. بعضنا قد عاش الأمرين  
أخلت صوتها وتجاهلت يده التي أطالت مكوثها قليلا على كتفها
أجل سيدي أنا من عائلة فقيرة و لا نستطيع التكفل بمصاريف الجامعة لذلك علي أن أعمل  
تحركت أصابعه تمسح المكان الذي تحتله و سرت رعشة في جسد مايا. لم يتقبل جسدها هذه الحركة لهذا حركت كتفها نحو الأمام. 
ورغم أن الحركة لم تعجبها إلا أنها لم تستطع أن تفعل شيئا لمنعها فماذا لو قرر طردها ستخسر كل شيء. قليل من الټضحية مايا. ربما لم يقصد شيئا. 
تجاوزها المدير ليجلس قبالتها 
وهذا العمل يتعبك أليس كذلك.  
أجل لكنه تعب لابد منه . علي أن أدفع مصاريفي و تكاليف دراستي . 
متشبثة أنت بالدراسة  
لا هدف لي إلا النجاح ومستعدة لدفع مايلزم من أجل هدفي  
ظهرت إبتسامة مختلفة على وجه المدير. لم ترها سابقا . 
هز المدير رأسه و عاد إلى نبرة الجدية أحي فيك إصرارك . أرجو لك التوفيق . 
شكرا سيدي . 
و غادرت المكتب . قلبها يعتصر. وضعت يدها عليه إهدأ لا داعي للقلق كان كلام أمها يعاد في رأسها قلبك دليلك و قلبها في هذه اللحظة ليس مرتاحا بتاتا. 
و لم يرتح قلبها أبدا . فطوال الأسبوع تم إستدعاؤها لمكتب المدير أكثر من مرة. 
و تعددت الأسباب . أبدى المدير فجأة رغبته في التعرف على ظروف عيشها وسكنها. و مصاريفها و ملاحظته رتابة ثيابها و تعبها من العمل. 
لم تفهم لما هذه الأسئلة ولما يتعامل معها المدير بهذه الطريقة . وودت لو انها توقف هذه المهزلة لكنها تتذكر أن كلمة طرد هي رهينه فم ذلك الرجل. وعليه أن لا يتفوه بها. 
جزء منها فهم اللعبة . فهم النظرات التي بدأت تختلف. و فهم العرض الأخير الذي سيسمح لها بتجميع المال دون الاضطرار إلى التخلي عن الحصة الأخيرة . ولكنها لم تفعل شيئا فقط وقفت هناك تستمع إليه يشكر هذا العمل الذي ستستطيع من خلاله الدراسة والراحة والتحضير للامتحان. 
كان واضحا لكنه لم يقله . أخبرها أن تفكر في عرضه و تلتقي به كالعادة في المكتب لتخبره قرارها و يخبرها تفاصيل العمل. 
لا تريد النهوض من الفراش. و كأنها تعرف إن هي نهضت سقط مستقبلها صريعا. 
ربما فهمت الأمر بالخطأ! ربما لم يقصد شيئا !!
لا تملكين حلا مايا عليكي النهوض. و فعلا نهضت من مكانها غيرت ثيابها و اتجهت إلى الحمام . أرادت محو كل الآثار المؤلمة التي التصقت بها . لكنها لم تستطع تلك الآثار قد ترسخت كما ماضيها و لن تتركها ترتاح. 
ما إن فتحت باب الحمام حتى تفاجأت برامز يقف هناك.
ابتعدت يمينا لتتابع ذهابها الى المطبخ. إلا أن رامز تحرك معها في نفس الوقت . أعادت الكرة للجانب الأيسر وفعل رامز نفس الشيء. 
رفعت رأسها 
هل لي بالمرور 
هل ستخبرينني ما بك  
لا  
إذا جوابي هو لا  
لا طاقة لها للجدال معه. فاليوم مازال في أوله و لها خيبات أخرى عليها التعامل معها . 
هلا ابتعدت
 

تم نسخ الرابط