رواية لن اركع
المحتويات
مجددا للوطن .
رفع رأسه ناظرا في مرآة السيارة حاول الانتماء بشعر اقرب للون الذهب و عينان يحاكيان البحر في زرقته
لكنني عربي ..
الحلقه 43
مع نهاية الاسبوع اغتنمت مايا فرصة زيارة ياسمين لعائلتها و اتجهت الى البلدة التي يقطنها قصي لزيارته. منذ وصولها تلقفتها احضان والدته الخالة منيرة و اخته صاحبة الروح المرحة نسرين. كان لقاء جميلا.
لا تخف لن يفتكني احد منك اجابته مايا ضاحكة
بعد ضوضاء العناق و الفرحة جلست مايا بينهم تتناول الغداء بسعادة . قاطعها صوت والدة قصي
اذا يا ابنتي هل لديك عريس
تحمحمت مايا لتنقذها نسرين
كفى امي انت تحرجينها .
هل احرجتك يا ابنتي انا فقط استعلم عن احوالك قالتها الخالة منيرة بحرج انتبهت له مايا.
و لكن لماذا
الان تدخل قصي الذي كان مستمتعا بالحديث
لنترك مايا على راحتها امي و ابتسم لمايا
كانت مايا تكره المواقف المشابهة ان يتم سؤالها عن حياتها العاطفية و كانها تملك الحق بان تحب و ان الاقدار ستتركها تنعم بهكذا نعمة .
يوم عيد حين تصبحين كنة هذا البيت
التفتت مايا تغمز لقصي الذي رمقها بنظرة وعيد ثم تكلم بصوت منخفض
الان ستفسد حياتي بتخطيطات لخطبتنا و زواجنا او ربما حتي اسماء اولادنا . مالذي فعلته لك كي استحق عذابا كهذا
لا تنسين اليس كذلك
ابدا صديقي ثم ابتسمت بخبث
انظري اليهم نسرين عصفورا حب عن جد
ارتفع صوت قصي مدافعا امي لا شيء يجمعنا . مايا صديقتي و احبها . و لكن لا احبها بتلك الطريقة
لكنك قلت انك تحبها تساءلت الخالة منيرة بكل براءة
امي لا تبدئي
صدقيني وانا ايضا اريد رؤيتهم ولكن علي ان ارى والدتهم قبلا اليس كذلك
حسب ما ارى لن تجدها و ليس من المستبعد ان تعيش راهبا
امي صړخ قصي بامتعاض
الهي كم احب هذه العائلة هتفت نسرين بسعادة واستمتاع
لست في محلك لذا . واسترسلت في الضحك .
كانت مايا تشعر بالغبطة و الاستمتاع كم افتقدت الانتماء الى عائلة حقيقية . مضت نهاية الاسبوع سريعا بين توعد قاسم بالاڼتقام و جهود الخالة منرة في تزويجه . واستقلت مايا القطار عائدة الى شقتها .
كم احتاجت هذه العطلة لتجدد نشاطها . في طريق صعودها التقت بالعم شاكر. احضرت له سلة ممتلئة بالغلال و احتضنته ثم صعدت الدرج
صباح الاثنين و فور وصولها الى مكتبها تم الاتصال بها للالتحاق بمكتب المدير .
طرقت الباب بلباقة و اوذن لها بالدخول
صباح الخير سيدي
صباح الخير تفضلي بالجلوس مايا
صاحب الشركة السيد أنور . و من هنا تسمية شركة التنوير . انسان يقدس عمله و لا يتوانى عن القيام بواجباته.
لقد قمت بتحديد موعد مع عميل لليوم الساعة التاسعة
استغربت مايا من سؤاله فالسيد انور لم يعتد التدخل في مواعيدها بل كام مهتما فقط بمستوى الترجمة و رضاء الحريف.
نعم سيدي حول لي قسم الاستعلامات المكالمة لان العميا طلب مترجما مختصا في الادب .
اجل اجل . ادرك ذلك . ولكن هل تعرفين من هو
لا سيدي فقط اسم صاحب الموعد وهو السيد حامد
العمل هذه المرة مختلف قليلا. لن تترجمي نصا جاهزا على ورق .
حسنا . لكن ماذا تقصد
اولا عليك ان تفهمي شيئا مهما. واجب التحفظ مطلوب في هذا المشروع بالتحديد. اعني طوال فترة العمل عليه ممنوع التفوه باي كلمة او مشاركة ما تعملين عليه مع اي احد . حتى صديقتك ياسمين
اقلقتني سيدي هل هو خطېر
ضحك السيد منير لا لا طبعا. فقط انبهك لشرط العميل .
حسنا . و لكنني اسفة لم افهم الى الان ما هذا المشروع
كما قلت سابقا لن تتعاملي مع نص مكتوب و اوراق مملوءة بالكلمات. هذه المرة ستستمعين و تكتبين انت النص. و كانك تنتجينه
تحمست مايا للفكرة حسنا
هل سمعت سابقا ب سليم التاج
فكرت مايا قليلا. هذا الاسم ليس غريبا عليها . رأته قبلا لكن أين
لا يبدو الاسم غريبا . من هو
كاتب فرنسي من اصول عربية . ترجمت اعماله للغة العربية . ولاقت استحسان الجميع. يكتب عن الغربة والوطن و الحب.
ترجمت مقالا منذ مدة يتحدث عن علاقة كتاباته باصوله.
لذا قرر السيد سليم التاج ان يكتب كتابا باللغة العربية
فهمت و يريد ترجمته للفرنسية
ليس تماما. ف السيد سليم لا يتحدث العربية بطلاقة ناهيك عن الكتابة باللغة الفصحى
لا افهم ما ترمي اليه سيد انور
سترافقينه في فترة هذا المشروع . سيتحدث معك باللغة الفرنسية او العربية الركيكة . وعليك أن تكتبي وتترجمي الأفكار تباعا.
و كانني اخلق نصا من عدم تكلمت مايا بانبهار
نعم بالضبط.
حسنا لا مشكلة .
و لكن العمل سيكون في مكتبه
طبعا لا مشكلة
متاكدة
لا مجال للشك
حسنا بالتوفيق .
نهضت مايا مغادرة ليوقفها السيد انور بكلمات لم تتوقع يوما الاستماع اليها
تصلني العديد من الردود الايجابية بخصوص ترجماتك. و ان نجح هذا المشروع لن تستفيد الشركة فقط بل انت ايضا . سيكون بمثابة قفزة نوعية الى الامام
ادرك ذلك سيدي لن اخذلك .
ربما لم تفهمي ما قصدته .
توقف قلب مايا عن النبض حين سمعت هذه فرصة لك كي تصبحي شريكة في هذه الشركة . و تصبحي عضوا دائما في مجلس الادارة. عليك فقط انجاز هذا المشروع .
عاد قلبها ينبض بقوة و حماس ساكوم عند حسن ظنك
و غادرت مايا بكل سعادة و تفاؤل و انتظرت الساعة التاسعة . هذا المشروع هو ثمار تعبها و شقائها . ستنجح فيه رغم كل شيء .
حانت الساعة التاسعة و رن هاتف المكتب يعلم مايا بقدوم العميل اوقفتها ياسمين
ماسر الايتسامة على محياك
لا شيء
مايا الصغيرة تكذب مالذي تخفينه عني
لا شيء
لا غداء لك اليوم
ضحكت مايا و حملت دفترها واتجهت الى غرفة الاجتماعات
طرقت الباب قبل ان تدخل ثم تفاجأت بوجود رجلين . احدهما بملامح عربية و اخر يبدو انه اجنبي .
تقدمت بخطوات ثابتة لينهض الرجلان و يقدما التحية . تحدثت العربية مع الاول
مرحبا . انا مايا و ساكون المترجمة المسؤولة عن هذا المشروع
اهلا. انا السيد حامد
متابعة القراءة