رواية لن اركع

موقع أيام نيوز


أجلها .ذاك البغيض و عدها بالمساعدة .
أما هي ففي غفلة منها مرة محطة .. دون احتسابها
33
أكملت العد ونزلت في المحطة التي كان من المفترض أن تكون قبالة الجامعة. نظرت أمامها و إلتفتت يمنة ويسرة والتفتت إلى الوراء لا شيء. فقط شوارع متلاصقة و بنايات . ولا أثر لحياة جامعية في هذا الجزء.
اه يا إلهي ! لقد تهت !
بدأت دقات قلبها في التسارع. أين هي إذا ربما أخطأت العد. أو ربما لعب رامز بعقلها

اه منك رامز ! لم يخطأ من أسماك بالأفعى ! 
وضعت يدها على قلبها تخفف من سرعة نبضاته. حسنا مالعمل الآن.
فكرت قليلا أ عليها أن تسأل أحدهم لكن الوقت مبكر و كل يبدو منشغلا بعالمه ولا أحد رمقها بطرف عين. ربما عليها أن تتحدى نفسها.
حسنا اتينا من جهة اليمين ربما علي الرجوع من هذا الإتجاه علني أجد الجامعة. هنأت نفسها على أفكارها العبقرية لكنها سرعان ما نفضت هذه الفكرة وان كنت أخطأت العد بالسالب هل علي أن أتقدم حتى المحطة القادمة 
و بدأت تؤنب نفسها أحسنت يا فتاة ! هل كان عليك أن تسرحي بخيالك الى الماضي حتى تضيع محطتك أحسنت فعلا ! جائزة مغفلة العام يجب أن تسند إليك 
بدأت ملامحها تتغير. و عليها أن تجد حلا مناسبا.
قصي ! سأتصل بقصي !
أخرجت هاتفها سريعا و ضغطت زر الاتصال
قصي مرحبا 
همهمة ضعيفة ثم من معي 
قصي هذه انا مايا!
مايا لما تتصلين صمت قليلا ليتغير صوته بتعجب و قلق لم يأتي الأفعى إلى الأن 
ضحكت مايا بمرح انساها وضعيتها قصي أفق أرجوك إنها الساعة السابعة والنصف . لقد أستقليت الحافلة و يبدو أنني أخطأت في النزول في المحطة المناسبة . 
آسف حقا أطلت السهر البارحة لتحضير امتحان مهم. حسنا اين انت 
أجابت بتهكم وان كنت أعرف أين أنا كنت إتصلت بك 
معك حق معك حق! حسنا صفي المكان ماذا ترين 
هناك بناية زرقاء كبيرة بلافتة عن شركة إعمار 
كانك تصفين السماء فوقك. في كل ركن من الشارع في هذه المدينة هناك بناية زرقاء و لافتة اشهار . كيف لي ان اعرف
و كيف لي ان اعرف أيضا ! 
قبل أن تصفي شيئا اي حافلة استقليتي 
الحافلة رقم تسعه. قال رامز أن أنزل في المحطة السابعة . 
هذا يسهل الأمر كثيرا. اكملي ماذا ترين .
في قبالة هذه البناية هناك مركز للتجميل و مقهى
أحسنت ومااسم المقهى 
انتظر قليلا امالت رأسها محاولة قراءة اللافتة مقهى الركن 
يالك من غبية ! ذاك المقهى لا يبعد كثيرا عن الجامعة . فقط عودي من نفس الطريق الذي أتت منه الحافلة و ستجدين نفسك أمام الجامعة
لست غبية ! و شكرا قصي 
ما إن تصلي اتصلي بي . حسنا .
حسنا الى اللقاء 
أغلقت الهاتف و بدأت في المشي ناحية الجامعة. بدت خطواتها بطيئة فهاهي لأول مرة ترى المدينة و الناس وهي في وسطهم . لا من بعيد فوق سطح بنايتهم القديمة و لا في شارع الجامعة اين كانت تقطن.
تذكرت كيف كانت تنظر الى الناس من فوق و تتخيل قصصا لكل واحد منهم. كانت تمنحهم عالما آخر ربما لبعضهم كان أجمل من الواقع .
حديقة عامة و مقعد يطل على الشارع. قطعت الطريق واتجهت إليه . ربما اليوم تتمرد قليلا على روتينها اليومي. ربما اليوم تشبع انانيتها بالتمتع قليلا بعيدا عن الدراسة والعمل .
جلست مبتسمة تطالع الناس بانتباه.
و ڠرقت في ذكرياتها.
تململ في فراشه و فتح عينيه. الاستيقاظ باكرا لا يناسبه البتة. و عليه أن يفهمها أن النوم من المقدسات في هذا البيت .
النوم يمنحه الراحة من الصخب الذي يسكن رأسه. يرتاح في سويعات الغفلة من صراع لا يدري متى ينتهي و من الرابح.
نهض من فراشه خرج من الغرفة متجها إلى المطبخ يحتاج كوبا من القهوة ليواجه العالم.
لمح كوبا ينتضره على الطاولة و تذكر عرضها للإفطار.
يلزمنا القليل من القواعد في هذا البيت. 
ترشف القهوة و على عكس ما ظن كانت محضرة كما يريد أو ربما نستثني القهوة من قائمة القواعد. 
أكمل قهوته و غادر.
مع وصوله إلى الجامعة وجد مجموعة أصدقائه في انتظاره . وقف الجميع مهنئين على نزال البارحة . أما هو فكان يستمع و يهز رأسه و كأنه ليس المعني بالأمر. كان النزال شيئا مثاليا بالنسبة له أما بعد تعمقه فيه بدأ يندم على بعض قراراته.
انتظر انتهاء الحصة الثانية و بقي منتبها إلى الحديقة اين اعتادت الجلوس.
لحظة تليها أخرى تليها أخرى. و لم تظهر بعد.
ما بك اتنتظر أحدا
عصفور بصديقه الذي سأله وما شأنك قل لي . 
و ضړب على الطاولة مغادرا. ألم تأتي لقد أيقظته صباحا من نوم عميق والان لا تأتي
لكنها لا تتغيب !
أين هي
ضاعت 
أتكون ضاعت 
وماشأني فلتضع 
أ ينقص منك شيء لو أوصلتها.
اخرس 
ثم تقدم من سهى التي انشغلت في هاتفها متأفة . كم يكره هذه الفتاة. يمقتها بشدة و إن استطاع لرماها ككرة الحديد وراء الشمس الموقدة. نعم حسنا يكرهها.
سهى ! أين صديقتك 
تعجبت سهى من كلامه معها فهو لا يختلط كثيرا بحلقة أصدقائها
أهلا تقصد سمر لا لم تأتي بعد 
ضحك ساخرا . أقصد تلك الخادمة
شهقت باستنكار ليست صديقتي ! 
ظننت أنك مثلها !
ابتلعت الإهانة بصمت . من هي حتى ترد عليه. كما أنها تعرفه جيدا ما إن يضع أحدهم في عقله أنهاه.
لست مثلها . و لم أرها ولا تهمني في شيء
لكنها أقوى منك . هزمتك خادمة و قهقه عاليا ترى ماذا يقول هذا عنك 
و تركها وذهب اللعڼة لم تأتي. 
قلت لك ضاعت 
اخرس 
انت السبب 
اخرس 
نفض رأسه بقوة و غادر الجامعة .
أكملت أكلها و بقيت تطالع المارة بشغف. نظرت الى الهاتف. حان وقت الذهاب إلى العمل . على الأقل ها قد جددت نشاطها .
تتبعت الطريق كما أخبرها قصي و انهمكت تنظر الى قدميها حين سمعت صوت صرير عجلات قوي. هوى قلبها أرضا وانتظرت لحظة الصدام . ستصدمها السيارة لا شك.
لكن لا شيء . فقط صوت توقف للمحرك و شخص ينادي
مايا
التفتت بريبة لتشاهد قاسم يتجه نحوها
أجننت قاسم كدت أن تقتلني 
لا تنفعلي زيادة لم أقترب منك حتى 
ذاك الصوت ظننته سيارة ستدعسني 
لا تخافي . آسف 
يجدر بك التأسف واياك تكرارها 
حسنا . والان مالذي تفعلينه هنا 
ارتاح من الروتين اليومي 
رمقها بتعجب ليس من عادتك 
أصبح الآن ! هل من مشكلة 
مايا حقا . لا داعي للانفعال 
لست منفعلة 
بلا 
لا 
بلا 
ضړبت بساقها على الأرض قلت لست منفعلة
ضحك بالطبع أصدقك 
ماذا تريد مني قاسم 
لما تغيرتي . 
تقصدني لكن هذه انا 
لا مايا. ظننتنا أصدقاء ومنذ تقربك من رامز واختلفت معاملتك معي 
أعدنا للحديث عن رامز
 

تم نسخ الرابط