رواية لن اركع
المحتويات
كلمة واحدة ظلت تتردد في أذنها. اتتخليني عني بكل سهولة
انقضت عليه تحضنه كأم فارقت صغيرها و استعادته الان . كان يحارب ذراعيها معبرا عن رفضه لهذا العناق الزائف لكنها شدت عليه و هي تهمس في أذنه
اسفة رامي انت صغيري المدلل لن أتخلى عنك . أنا اسفه
أخذت وجهه بين يديها ونظرت اليه لن أتخلى عنك أتسمعني ثم أكملت وكأنها تطمئن نفسها لست مثلها . لست مثلها
هيا رامي كانت مزحة ! هل يباع الناس حقا كانت مجرد مزحة. هيا
تغيرت ملامحه و ابتعد عن مايا لينظر الى ميساء بعطف
أنخرج قليلا لمدينة الملاهي! أرجوكي ميساء
صمتت ميساء تنظر الى مايا ثم مايا ما رأيك أيستحق هذه النزهة
ابتسمت مايا بحب طبعا فهو يساعدني و يقوم بحل فروضه المنزلية دون الحاح او تقصير
ارتمى رامي يقبل مايا ثم احتضن ميساء. منذ قدوم مايا و هي تجالسه في غياب امه في العمل . لذلك اعتاد وجودها بل اعتبرها أحسن اخت في العالم لانها لا تتركه في بداية كل اسبوع كي تعود الى جامعتها.
خرج رامي مسرعا حين التفتت ميساء لمايا
ستذهبين معنا هذه المرة لا مجال للرفض
ولم مالسبب والدك لن يجدك. فهو لم يكلف نفسه حتى في البحث عنك في مكان عملك .
ربما يبحث عني في مكان آخر وما أدراك
وان كان لن يحضر الى هنا فالمكان بعيد نسبيا عن منزلك. هيا مايا كفاكي أعذارا. لقد مر شهر الأن كفاكي تكاسلا وهيا
لا أرجوكي لا أريد الذهاب الى أي مكان
بعد الظهر أخذت ميساء رامي وغادرت البيت. و حين عم الهدوء نهضت مايا من الفراش بخطوات متثاقلة و اتجهت نحو المرآة . ترددت قليلا قبل ان ترفع رأسها . و أخيرا تنفست الصعداء و تحرك رأسها نحو الأعلى.
سرعان ماانتقلت نظرتها الى شفتيها و خاصة تلك البقعة المشوهة وسطهما. رفعت يدها لتمرر اصبعها عليها و سرعان ما عادت ذاكرتها لذلك اليوم المشؤوم. وان حاولت ان تتناسى فهذا التشوه لن يسمح لها.
الغريب في الأمر انها لم تتذكر كلمات و لا ضربات والدها لكنها تذكرت جيدا نظرات والدتها و خذلانها.
بعد مرور بعض الوقت سمعت صوت الخالة فتحية تتقدم بخطوات متعبة نحو غرفتها و كأنها تعرف انها ستكون هناك.
تقدمت وجلست على الفراش بجانبها
لم تذهبي معهم اليوم أيضا
أجيبيني !! لم لم تذهبي معهما
ارتأيت البقاء و ربما والدي يراني في الشارع
و اقتنعت ميساء بهذا العذر التافه
استغربت مايا من نبرة الخالة فتحية لم تخاطبها يوما بهذا الأسلوب مالذي تقصدين خالتي
أخبرتك ان نورا قد طمأنتني أن والدك لم يحرك ساكنا في البحث عنك بل أخبر الجميع انك عدت الى قريتهم لتلازمي جدتك المړيضة حتى الحاج عطاء قد صدق هذا الكلام ولم يعد يسأل عنك. انت بأمان الان
ولو خالتي الحذر واجب
كفى مايا لا أحب الخداع وخاصة من ابنتي
كانت كلماتها كفيلة بارتماء مايا في أحضانها ټحتضنها وتشد عليها
اسفه خالتي اسفه
ربتت على شعرها و أكملت
انت جميلة كما أنت
رفعت مايا رأسها تنظر لها باستغراب
لا تظني للحظة انني لا أعرف مالذي يجول بخاطرك و لا بما تفكرين
خالتي ... أنا...
انت جبانه !
كنت أفخر بك لانك قوية قوية صلبة قادرة على قهر الحياة و صفعها في وجهها ان لزم الامر لكنك تراجعت انطفأت شمعة قوتك
أبدا... لست ضعيفة و سأواجه كل شيء
والدك ليس عدوك الوحيد. في هذه الدنيا نكتسب أعداء كما نكتسب أصدقاء بدون سبب مقنع و دون انذار . أعداؤنا ليسوا بالضرورة انسانا فالظروف عدوة شرسة المجتمع عدو لا يرحم. الماضي عدو قاس لا رحمة في قلبه الحاضر عدو لا شفقة له و المستقبل عدو لا رأفة في قلبه. لذا عليك ان تحصني نفسك جيدا !
وكيف أفعل هذا! انظري خالتي ! وأشارت الى شفتيها لقد شوه وجهي لا أستطيع الخروج هكذا.
ولم أنحن مخلوقات خارقة لا نتعثر و نسقط لا نصاب بچروح لا تتشوه أجسادنا لا يسقط شعرنا
أعرف هذا ولكن أنظري لا تقلقني الاثار بقدر ما يقلقني مكانها و الحړق.
نظرت لها الخالة فتحية باستفسار
لم أفهم حبيبتي! مالذي تقصدينه
من يراني يظن انني فتاة ليل لم تفعل ماطلب منها لذلك قاموا بحړق شفتيها أفهمتني الان !
ومن وضع هذه الفكرة السخيفة في رأسك !
كل شاب اعترض طريقي و أنا متجهة الى المدرسة لأصطحب رامي.
لذلك لم تطلبي اصطحابه مجددا و رفضت الخروج منذ ذاك اليوم
افهميني خالتي ! كلماتهم كانت قاسېة على قلبي! كانوا ينعتونني بأبشع النعوت. فقط لانني أعاني من حروق في شفتي ! لم يرحموني!
و لن يرحموكي! انظري لي جيدا مايا و أريدكي أن تفهمي كل كلمة سأقولها ! تذكري كلامي جيدا و لو نسيتي اسمك لا تنسي كلامي هذا
نظرت لها مايا بعزم فأكملت الخالة فتحية كلامها بجدية و صرامة.
لا تظني للحظة أن الناس سترحب بك . لن يفرش أحد الارض ورودا لكي كي تمري . لن يتغاضى أحد عن أخطائك . لن يمد أحد يده اليك وانت جاثية على الارض . افهمي جيدا أن في هذه الحياة شيء واحد يهم ولا شيء بعده انت ! و كيف ترين نفسك.
و ضعت يدها على قلبها و ٱكملت سيكون هذا مرشدك الوفي و طالما هو مطمئن في ما تفعلينه اتبعيه ولا تقلقي! كوني بوصلتكي. سيعترضك من يهزؤ بك ومن يقلل من شأنك ليعلي شانه و من يستغلك ليصل الى هدفه و من يحبك لأجل مصلحته ومن يصاحبك لاجل غاية في نفسه. لا تسمحي لاحد منهم ان يمس روحك او ان يقلل من شأنها. تعرفين نفسك !فلا تسمحي لأي كان ان يقلل من شأنها ! أبدا ! وان سمحت مرة لن تستطيعي اعلاء شأنها مجددا.
احتضنت مايا الخالة فتحية بكل قوتها و هي تردد لن أنسى ! كل كلمة قلتها لي قد ترسخت داخل قلبي و هاهي كلماتك خريطة سأشق بها طريقي.
هكذا أريدكي دائما وأبدا قوية ! لا تهتمي لأراء الاخرين مادام قلبك يدلك. ثقي به و سيوصلك لأبعد من السماء
أبعدتها قليلا و فتحت حقيبتها تخرج منها قلم حمرة لونه وردي فاتح يكاد لا يرى .
تفضلي هذا لك !
وما عساي أفعل به !
شهر و
متابعة القراءة