رواية متزوجه عذراء

موقع أيام نيوز


تعبت
خفف قبضته حول ذراعيها ليتركها تماما وهو يعقد حاجبيه فى حيرة قائلا
قصدك إيهانا مش فاهم حاجة
إبتسمت فى مرارة قائلة
ولا عمرك هتفهمتعرف ليهلإنى لما حبيتك كنت فاكراك مختلف عنهمبس إنت فى الآخر طلعت زيهم يايحييطلعت زيهم
لتتركه وسط حيرته وتسرع بخطواتها مهرولة من أمامه بإتجاه المنزلتنهمر دموعها پألمبينما يتابعها يحيي بعينيه تزداد شكوكه حول ما حدث بالماضى ليصمم على سبر أغوارهوالوصول للحقيقة مهما كان الثمن

كان مراد يعدل من رباط عنقه لينظر إلى نفسه فى المرآهتأمل وجهه للحظاتإنها فعلا ملامحه ولكنه بات لا يعرفها فهذا الذى يراه أمامه لا يمت بصلة لمراد الذى يعرفهبل إن هذا الذى أمامه هو مسخ تجرد من كل المشاعر الإنسانيةكيف إستطاع أن يفعل ما فعلأن يخير شروق بكل برود بين وجوده فى حياتها ووجود طفلهمابل كيف أمرها بكل قسۏة أن ټقتل الطفلهذا الطفل الذى حلم به طويلاوأدرك أنه لن ينجبه من بشرى فلم يحزنفهو لا يريد أطفالا منهالقد أراده فقط من رحمة ورحمة أصبحت الآن بالنسبة إليه ماضأم أنه ولصډمته مازال يأمل بأن تكون له يوما وأن تحمل هي طفلههي فقط ولا احد غيرهاولاحتى تلك المسكينة شروق والتى تعشقه بكل كيانهاياالله هل جنلقد تحول حقا لمسخوهذا لا يعجبه على الإطلاقليقرر اليوم وبعد أن يحضر تلك الحفل أن يجلس مع نفسه طويلا يعيد حساباته جميعهايجب أن يحسم قراراته ويعيد ترتيب حياتهتلك الحياة الفوضوية والتى لا تعجبه على الإطلاق وأول قرار سيتراجع عنه هو قرار إجهاض الطفلفمن المستحيل أن يجبر شروق على تلك الفعلة الشنعاءفلا ضميره يقر ذلك ولا قلبه 
خرجت رحمة من الحمام لتتفاجأ بفستان أسود رائع دون أكمام موضوع على سريرها وإلى جانبه جاكت أبيض قصير يتناسب معهوعلى الكومود بجوار السرير وضع حذاء وحقيبة يتناسبان معهإتجهت رحمة إلى الفستان وامسكته بين يديها تتأمله بسعادة تعلم أنه إختيار يحيي وهديته إليهالا تدرى إن كان إعتذارا منه عن تلك الكلمات القاسېة التى قالها لها هذا الصباحأم هو مجرد فستان أحضره لها لتليق به كزوجة ليحيي الشناويفى كلا الحالتين هذا الفستان من إختيارهإختاره خصيصا من أجلهاهذا الفستان ذوقهولطالما أعجبها ذوقه فى الإختيار وتلبس الفستان وداخلها لا يوجد سوى السعادةالسعادة الخالصة
نظرت رحمة إلى نفسها فى المرآه تتأمل جمالها بهحقا لقد عرف
يحيي
مقاسها بالضبط وعلم ما قد يليق بها ليبدو هذا الفستان وكأنه قد صنع خصيصا من أجلهالتنظر إلى ذراعيها واللذان ظهرت عليهما علامات يد يحيي ككدمات ذرقاء كادت أن تقلل من جمال فستانها ولكنها حمدت ربها أن هذا الفستان له جاكت أبيض قصير بأكمام سيوارى تلك الكدمات بسهولةلتقول بهمس
شكله كان عارف إنها هتعلم بالشكل ده
إنتفضت على صوته وهو يقول
إيه دى اللى هتعلم
ضمت نفسها بيديها تخفى آثار أصابعه لينظر إلى

فعلتها ويفسرها على أنها خجل منهليقترب من السرير قائلا
على فكرة أنا شفتك قبل كدة بفستان من غير أكماميعنى مفيش داعى تتكسفى منىلكن مش معنى إنى شفتك يبقى غيرى يشوفك
كمانأنا راجل شرقى جداوعشان كدة جبت الجاكت ده تلبسيه عليه
إلتقط الجاكت من على السرير وإتجه إليها ينوى إلباسه لها بنفسه ليجدها مازالت تضم نفسها بيديها ليزيل إحدى يديها وهو يقول بعتاب
قلتلك إنى
ليصمت وهو يحدق بجزع فى علامات أصابعه على ذراعها ويدرك أنه السبب فيهاويدرك أيضا سر وضعها يدها على ذراعها ليسقط الجاكت من يده وهو يقول پألم
أنا السببصح
نظرت إلى ألم عينيه لتدرك أن لم يكن بوعيه حين ضغط على ذراعها ولم يتوقع أن تترك أصابعه ذلك الأثر البشع المظهر عليها لتشفق عليه قائلة
دى حاجة بسيطةأنا بشرتى بس اللى حساسة وبتظهر كدماتها بسرعةأنا كنت بتعالج لشهور من علامات
لتقطع كلامها فجأة وقد كادت ان تكشف الماضى أمامه وتعرى روحها لتطرق برأسها قائلة
دى حاجة بسيطة يايحيي وهتروح بسرعة متقلقش
لم تمر كلماتها بسلام أدركت هذا وهي تستمع إلى صوت يحيي وهو يقول بحيرة
كنتى بتتعالجى من إيه يارحمة
رفعت رحمة إليه عيون مضطربة وهي تقول بإرتباك
لما كنت يعنى بقع من على السلم أو أتخبط فى حاجةكنت بضطر أتعالج من كدماتهم اللى كانت بتسيب أثر جامد على بشرتى
لم يقتنع يحيي بكلماتها يدرك أن هناك ما هو أكثر من ذلك يراها الآن ترتدى الجاكت وتعدل مظهرها بأيد مرتعشة من التوترلذا لا يجب أن يزيد من توترها وهي مقبلة على حفل هام كهذا الحفل سيتركها فى الوقت الحالى لينوى بعد إنتهاء الحفل أن يسعى إلى الحقيقة سيدفعها لقولها دفعا 
تأملت نهاد بأسى صديقتها شروق التى تجلس شاردة فى الشرفة تنظر إلى الأفق البعيد تنهمر دموعها بصمتلتقترب منها قائلة
مش تروقى كدة ياشوشو وتمسحى دموعك عشان خاطر البيبى اللى جواكى ده على الأقل
مدت شروق يدها تمسح دموعها وهي تنظر لنهاد قائلة فى حزن
ڠصب عنى يانهادمش قادرة اصدق إن مراد اللى حبيته وإديتله قلبى وعمرى وكل حاجة جواياجاي يخيرنى دلوقتى مابينه وبين إبنهمش قادرة أصدق إنه باعنى بالرخيص أوى كدة
قالت نهاد وهي تربت على يدها
يمكن
 

تم نسخ الرابط