انصاف قدر

موقع أيام نيوز


الشوارع ضعف الكثير من الكيلوجرامات بعدما كانت الحيويه تقفز من وجهه 
شرد قليلا يتذكر نجلاء وطعامها 
عقله كشريط السينما يسترجع عدة مشاهد متعاقبة 
بيوم يعود من عمله وهى تركض تخرج صينية البطاطس الساخنه من الفرن تحترق احد اصابعها من تلامسها لها صانعة بقعة مقفعه ينظر لها بتقزز واشمزاز قائلا ايه القرف ده

نجلاء بتعب وحرج من نطرته الدونية لها اتلسعت وانا بطلع الصينية من الفرن 
توفيق على نفس حالته وده منظر اكل ازاى معاكى وتمدى ايدك في نفس الأكل 
يوم آخر
يجلس على الطاوله بعدما سكبت له صحن الشوربا وذهبت سريعا تجلب باقى الأطباق وهو يجلس سلطان زمانه يرتشف اول ملعقه 
على الفور القى مابيده صارخا انتى يا ست هانم مافيش مره تعملى الاكل عدل لازم كل مره اټسمم جتك الارف عليكى وعلى عيشتك 
وغيرها وغيرها من الذكريات يتذكر انه دائما ماكان يكمل طعامه بعد صراخه هذا وبعدما تنغلق شهية تلك المسكينة 
اسند راسه على احد اعمدة الإنارة بجواره يتنهد بحسره ااااااه فينك وفين ايامك يا نجلاء واكلك الى كان زى الفل فضلت وراكى لحد ماطفشتك 
بحسره شديده ظل يسترجع كل تلك الأيام متتممها برفضها له وتفضيلها لرجب عليه
وفى مكان آخر
بشقة نجلاء كانت تضع اخر الصحون على الطاوله وتلتفت مبتسمه تنادى زوجها رجب رجب يالا عشان تتغدى 
كان يجلس يتابع التلفاز ريسما تنتهى هى كل مره تناديه باسمه ينشرح صدره ولا يعرف لما ربما لأنه للان لم يصدق ان حلمه تحقق وأنها بالفعل زوجته يجمعم بيت واحد ويشاركها نفس الغرفة ونفس الهواء بينهم حياه روتينية كاى زوجين وليست حلم صعب المنال بل هى الان تعد له الطعام وهو يجلس ينتظرها يعلم ويطمئن بأن لهم ايام معا ست البنات التى لطالما راقبها وهو يجلس امام محله تقف فى شرفتها او تخرج للسوق يشاهدها فقط من بعيد موقنا انها حلم صعب تحقيقه أصبحت له زوجته صنعت له طعام ساخن دسم تناديه الان باعتياد كأنهم معا منذ سنوات وهو بكل روتين وحب استقام يذهب لها 
وضعت له الشوربا
الساخنه فى صحنه فتناول اول ملعقه مصدرا صوت مقزز قليلا جعلها تغمض عينيها تدارى ابتسامتها عليه وعلى عفويته التى لابد وأن تعتاد عليها قائله عجبتك
رجب يا سلام سلم إلا عجبتنى دى مزجتنى 
نظر لها بوقاحه وعبث قائلا حتى نفسك في الأكل حلو وكلك على بعضك حلو يا مدور انت ياملفوف 
ابتسمت له بخجل تضع يدها على وجهها تدارى حرجها منه وهو يكمل احتساء صحنه يغمز لها ثانيه بوقاحه كأنه يتوعد لها بشئ فقط بعد الطعام وهى وجهها سينفجر حقا من حمرة خجلها باتت تعلم تلك البسمه والغمزه وما يعقبهم جيدا 
وقفت تحيه تسلم بعض الاوراق لأحد العاملين معها قائله كده تمام يا طارق انا خلصت كل الورق وسلمت كل حاجه 
طارق باستياء انتى ليه مصره تمشي النهاردة يابنتى يابنتى أفهمى الشغل هنا فرصه صعب تلاقيها تانى 
تحية ياسيدى الله الغنى انا اكتشفت اني زى الطير ماحبش لا اتحبس ولا اتقيد 
طارق فكرى تانى خسارة بجد ده انا حفيت عشان اعرف اشتغل هنا واول ما جيت كنت حتة عيل بيصور ورق يقفل فايلات وقعدت سنين عشان اعرف امسك شغله عدله يعنى شوية بهدله ياتحيه مايضرش الدنيا عايزه الى يعافر فيها 
تنهدت قائله مش عارفة يا طارق بس ده حتى الموظفين هنا تحسهم من طبقة تانيه تحسهم نفس طبقه ولاد الخطيب انا مش عارفة اتعامل الصراحة دول بيتكلموا لغات ولابسين ماركات انا حتى مابقاليش صحاب هنا مع انى بقالى مده وباخد على الناس بسهوله 
اكمل هو ودمك خفيف وروحك حلوه 
تحيه بكبر بالظبط كده 
طارق هههههههه ده انتى مشكلة 
صمت قليلا وقال بقولك ايه يا بنت الناس انا شارى وعايز اتجوزك ايه قولك 
صممت پصدمه متفاجئه بما يقال آخر شئ توقعته ربما نست انها فتاه ونست أمر الزواج برمته 
لكن دار عقلها سريعا طارق شاب متوسط فى كل شئ مهندم ومتواضع وظيفته جيده جدا وراتبه أيضا لما لا 
ظهر شبح ابتسامة على شفتيها فقال الصلى على النبى ضحكت يعنى
 

تم نسخ الرابط