انصاف قدر

موقع أيام نيوز


مكان آخر
على طاولة عشاء رومانسيه فى أفخم المطاعم
جلست هديل بفستان احمر راقى تضع شعرها على كتف واحد بحرج أمام عادل الذى ينظر لها بصمت وهيام كأنه يحفظ كل ملامحها ثوانى وتحدث بحب هديل انتى حلوه اوى 
ابتعلت مشروبها بتلعثم وقالت شششكرا
ابتسم على خجلها الفطرى والذى تقريبا انعدم ولم يعد يراه يقسم بأن يترك حياة الليل والا يضيعها من يده فهى هبه بكل ما تعنيه الكلمة 

تحدث بدون مقدمات قائلا هديل انتى مافكرتيش انا ساعدتك ليه
ابتسمت ابتسامة جميله وقالت عشان شهم وزوق شكرا بجد 
عادل انا لا شهم ولا زوق انا مش بعمل حاجة لله 
صمتت پصدمه فقال انتى عجبانى من اول ما شفتك وعايز اتجوزك 
اتسع فمها مع عينها وهى تغازل بتلك الطريقة الفجه ولكن هذا هو عادل وتلك هى طريقته 
جلس كارم لجوار نهى والتى تزحزحت قليلا تبتعد عنه 
تزحزح هو الآخر يلتصق بها ثانية فتزحزحت تبعا 
حمحم بهدوء ثم التصق بها فصړخت بړعب قائلة فى ايه يا استاذ انت ماتحترم نفسك وتقعد باحترامك بدل ما والله انادى بابا 
كارم وهو يراقص حاجبيه بابا ايه يا نونتى مابقيت انا بابا خلاص احنا كتبنا الكتاب وعلينا الجواب 
فتح الباب فى تلك اللحظه على مسرعيه يدخل منه فاروق والدها ينظر له پغضب وهو يجده يجلس كتفا لكتف جوار ابنته فتمتم كارم سلاما قولا من رب رحيم 
فاروق بصوت غليظ بقا انا اطلع أوصى على الشاى اجى الاقيك لازق فى البت كده 
وقف سريعا يقول شوف ياعمى انا والله ما عملت حاجة هى اصلا مش مديالى فرصه دى عامله زى القطر 
رفع فاروق رأسه بشموخ يقول طبعا مش بنتى تربيتى بنت ابوها بصحيح 
كارم طب جوزونا الطرق تثيره وتبتعد الا تعلم كم ېقتله الشوق كل ليله 
تراه ېحترق فى الدقيقة مئه مره وتبتسم بانتصار وتشفى فرصة عمرها وأتت عند قدميها كى ټنتقم لكل تلك السنوات 
كل الايام التى عانت بها منفردة وهو لا يعلم حتى 
اما عند توفيق
فهو يجلس الآن باحد المطاعم الفاخرة ورغم كونها فاخرة حقا الا انه بصق من فمه اول قطرات تناولها من تلك الشوربة الساخنه 
رفع صوته ينادى على اول نادل مر من أمامه يقول بتقزز ايه الزفت الى انتو جايبنهولى ده
النادى الشوربة الى حضرتك طلبتها يا فندم 
نوفيق دى شوربة دى ولا زفت على دماغك ودماغ الى مشغلينك 
زم النادل شفتيه يحاول ابتلاع الإهانة قائلا بدبلوماسيه ارجوك يافندم وطى صوتك انت فى مكان محترم 
سياسه الفتى فى الرد جعلت عنجهيته المعتاده فى الضغط على الضعيف تعلو ضړب مقدمة الطاوله بيده محدثا صوت عالى وقال محترم ده مكان محترم ده انا عايز المدير فين مدير المخروبه دى 
جاء صوت أحدهم من الخلف يسير بهدوء ورصانه يرتدى ثياب مهندمه تصرخ بالفخامه يتقدم بتمهل على مايبدو كان يتابع الموقف عن بعد فتحدث بكبر قائلا خير يا فندم ايه شكوة سعادتك 
نظر له توفيق واهتز قليلا من مدى الثراء الواضح عليه لكنه لن يبالى رفع صوته مجددا يقول پحده دى شوربة دى ده زفت تقدموه 
ابتسم الرجل يضم شفتيه ابتسامة تدل على استيائه من طريقه الحديث وقال بس احنا هنا مش بنقدم زفت ممكن سيادتك بكل هدوء تقول شكوتك واحنا نحلها حالا الزبون دايما على حق ودى قاعده بس مايصحش ابدا الزبون يعلى صوته فى مكان مليان ناس بالشكل ده حضرتك اتفضل مشكورا قول ايه المشكله بالظبط وتتحل فورا 
توفيق بقولك دى مش شوربة اصلا ده مش اكل يتقدم لبنى ادمين انت مابتفهمش 
نظر له الرجل صامتا ثم بإشارة صغيره من يده تقدم ثلاث رجال ضخام الچثة وحملوه يلقونه خارجا 
كان محمول على اكتافهم يصيح وېصرخ بهياج انت اټجننت انت عارف انا مين انا الباشمندس توفيق جاب الله ده انا هوديك فى ستين داهيه اوعوا سيبونى 
فى غضون دقيقة وجد حاله ملقى أرضا پعنف لا يصدق ما يحدث معه لقد عاش كم من الذل والمهانة لم يتعرض لها مسبقا بيته كومه قمامه ثيابه مهمله لا يستطيع تنظيفها يحيا على طعام
 

تم نسخ الرابط