الدهاشنة
وأنا صغير وهي كمان كانت متعلقة بيا ويمكن ده اللي خلاني أفهم الامور بشكل غلط وأفتكر انها بتبادلني نفس الشعور..
وضعت كوب العصير عن يدها ثم سألته بلهفة
أكيد اتوجعت!
ابتسم لرغبتها الصريحة بمعرفة ما يحمله قلبه بتلك اللحظة فأجابها بذكاء استخدمه باجابته الصريحة
لو قولتلك لا هبقى بكدب عليكي وده مش طبعي يا تسنيم...
والتقط نفسا مطولا قبل أن يستطرد
ايوه اتوجعت وأخدت فترة عشان أقدر استوعب ان اللي حصل ده كان خير ليا..
وبدأ بشرح الامور من وجهة نظره الخاصة
يعني اني عرفت الحقيقة في التوقيت ده أفضل الف مرة من لما أتجوزها واتفاجئ انها بتحب شخص تاني بعد الجواز..والشخص ده يبقى أخويا ومن أقرب اصدقائي..
سعدت لقوله الصريح فأيدته قائلة
معاك حق ۏجع أهون من ۏجع تاني أكبر..
تنحنح آسر قبل أن يضيف سؤاله الماكر بغمزة عينيه البنية
طب وأنت يا ريس مكنش ليك سكة في الحب ولا أيه
ابتسمت على طريقته بطرح السؤال ولكن سرعان ما اجابته بجدية تامة
لا عمري ما أعجبت بحد عشان أوصل لمرحلة الحب..
ثم أضافت قائلة
يمكن لأني ملقتش الانسان اللي كنت بحلم بيه لأن في الأخر المواصفات دي بتبقى في فارس الاحلام اللي عمر ما أي بنت هتلاقيه في الحقيقة لاننا بني آدمين والبني آدم مليان عيوب..
اقترب بوجهه منها وعينيه تستهدفها لا محالة
لا هتلاقيه يا تسنيم وقدامك..
يمكن فيا عيوب بس صدقيني عمري ما هسمح للعيوب دي أنها تطولك او
تأثر عليكي..
ڠرقت الكلمات فلم تعد تحمل ما ينفعها بتلك اللحظة آسرها وآسر قلبها بات قريبا منها بدرجة لم تتوقعها يوما مازالت تتذكر ذاك اليوم الذي قابلته به وبالرغم من أن موقفه يتمثل بالشهامة والرجولة الا أنها لم تستريح له ببداية الامر وها هو يتملك مشاعرها وأحاسيسها وفوقهما قلبها العذري
تمنت لو تمكن بحبه من كسر ظلاما سئمت من العيش به ودت لو انتشالها من أوجاع ذكرياتها البائسة تطلعت له بنظرة لمعت بدمعة الخذلان والانكسار فمنحها نظرة شغف وحب طوفها كالرداء الثقيل في برد قارص انقطعت تلك اللحظات الثمينة حينما ولجت والدتها بصحبة خالها الذي وصل من الخارج للتو فما أن رأته حتى احتدت حدقتيها بازدراء وخاصة حينما جلس مقابلهما ليبدأ بالحديث بصوته الكريه
أمك قالتلي انكم هتكتبوا الكتاب بعد يومين متسربعين على أيه القيامة هتقوم!
طريقته بالحديث أثارت ڠضبها فقالت والدتها بالنيابة عنها
ومنستعجلش ليه عريسها بيحبها ومستعجل..
نقلت نظراته تجاه آسر الذي يتابع ما يقول ببرود وصمت لحق به فقال عباس باستياء رغم حديثه الماكر
مقولناش حاجة بس برضك الصبر حلو ولا هو كان يعرفها قبل كده وبيكلموا بعض...
انفرجت شفتيها في صدمة فاستطرد بخبث
أصل بنات اليومين دول ما مقضينها تعارف على الانترنت وبعد كده بيتجوزوا...
كادت شقيقته أن تعنفه على ما قال ولكن سبقها آسر حينما قال
أديك قولتلها بنات اليومين دول اللي تسنيم عمرها ما هتكون واحدة منهم...
واسترسل حديثه بنظرة حادة وحديث يفوقه مكر ودهاء
الناس طباع ومش شرط الطبع يكون مرتبط بسن صغير وعلى الموضة ولا سن كبير ومن أيام سيدي وسيدك زي ما في ناس يا خال استغفر الله العظيم بتعيب في عرضها والشيطان لعب في عقولهم لدرجة انهم بيلفقوا كلام زور وفي دماغهم إنهم شياطين وهتأثر على واحد عقله يوزنهم ويوزن ألعايبهم ونهايتهم بتبقى معروفة ... الناس فعلا مبقتش بتحب الخير لغيرها.
رسالته كانت واضحة لمن تبدل وجهه لألف لون حتى أن المياه التي يرتشفها توقفت في فمه من صدمة الحديث تلذي بدى غريبا نوعا ما لتسنيم ووالدتها ابتلع عباس ريقه بصعوبة وهو يجاهد بالحديث المتقطع
عندك حق.. ربنا يهدي.
ارتشف آسر عصيره وهو يجيبه بتلذذ عجيب
هيهدي مهو لو ربنا مهدهمش بيبعت أمثالنا زيي أنا وأنت كده نربيهم ونعلمهم الأصول.. ولا أيه
لعق شفتيه الجافة پخوف شديد ليجيبه بتوتر
آآه... آآ.... عندك حق..
ونهض عن مقعده ليشير لشقيقته بتخبط
أنا هطلع اريح جتتي شوية عما تحضريلي العشا يا فاطمه..
أومأت برأسها وهي تهم بالنهوض
عنيا ياخويا..
وخرجت خلفه على الفور فما أن خرجوا سويا حتى تساءلتتسنيم بدهشة
أنت كنت تقصد أيه بكلامك ده
منحها ابتسامة جذابة وهو يجيبها
لا أبدا مفيش أنا كنت بدردش مع الخال شوية..
ضحكت على طريقته المستهزأة بالحديث وإن كان يغمرها الفرح لرؤيته يتصبب عرقا خوفا من آسر راق لها الامر كثيرا وباتت على يقين بأنه سيكون حمى وسند لها كما ظنت نهض آسر عن مقعده ثم عدل قميصه وهو يشير لها بحزن
الوقت إتاخر لازم أرجع البيت أشوفك بكره بإذن الله..
نهضت هي الاخرى ثم قالت
ان شاء الله...
ولحقت به للاسفل حتى وصلت لباب المنزل فاستدار اليها ليودعها بمشاكسة
مش عارف من غيرك كنت هعرف باب الخروج ازاي..
ضحكت بصوت مسموع ثم قالت
أي خدمة..
غمز لها بعشق
خدماتك مردودة لوقتا لاحق..
ابتسمت فاستطرد بمكر
ولحد ما بكره يجي ما تقدميلي خدمة كمان وتقوليلي حبتيني في اليومين دول ولا لسه في طريق طويل وحواراته أطول ونفسي هيتقطع!
تعالت ضحكاتها فحاولت ان تبدو ثابتة وهي تشير اليه
مع السلامة يا بشمهندس..
لوى فمه باستياء
لا كده وضحت... بس لعلمك بقا أنا عندي صبر و خلقي طويل واعجبك اوي..
همست على استحياء
هنشوف..
ابتسم هو الأخر قبل ان يودعها بجدية
تصبحي على خير..
بخجل اجابته
وأنت من أهله..
غادر تلك المرة تاركا ابتسامتها تنير وجهها مثلما يفعل كل مرة فصعدت لغرفتها لترتمي على الفراش هائمة بكلماته المعسولة أيعقل أن يجمع الرجل بين الجدية والمزح والشهامة والرجولة!
جمعهم الآسر فباتت صفاته قريبة من فارس أحلامها ولعل قربها منه بالايام المقبلة يجعلها تكتشف ما خفى عنها من صفات مازالت لم تكتشفها بعد!
صدمت روجينا حينما استمعت من حور ما حدث مع رؤى وعرض ذاك الفيديو المخزي أمام الجميع فقالت بحزن.
منه لله كسرها بطريقة بشعة..
أيدتها حور قائلة
انتي مشوفتيش حالتها كانت عاملة ازاي... بس الحمد لله ان بدر اتدخل وحل الموضوع..
قالت روجينا بابتسامة حالمة
عشان بيحبها يا حور هيعمل اي حاجة أنتي متعرفيش الحب بيحقق المعجزات..
ضحكت وهي تشير لها بخبث
يا عم يا عم أحمد محرك المشاعر ومخليكي رومانسية بزيادة اليومين دول... شكله كده جابلك هدية او خرجك خروجة من إيهم...
تهجمت ملامحها فور ذكرها لاسمه فقالت بارتباك ملحوظ
لا والله ابدا أنا بس بحكيلك عن اللي ورا موقف بدر وتصرفه..
أومأت حور برأسها بتفهم ثم قالت
طب مش ناوية تنزلي البلد عشان تباركي لآسر!
ردت عليها وهي تستكمل مذاكرتها على الحاسوب
لا.. ماما كلمتني وقالت انهم هيجوا بكره ان شاء الله عشان كتب الكتاب والعفش..
بحماس قالت
بجد.. طب كويس دي تسنيم وحشتني اوي..
كمتها بالوسادة وهي تمازحها قائلة
ايوه يا ستي وقعتي الواد في حب صاحبتك الانتيم بس اكيد مش هتقعديلها العمر كله مسيرك هتتجوزي وهتمشي من البيت..
اعادت اليها الوسادة بضيق
مهو ده اللي مزعلني بس انتي هتكوني بدالي يا بت وهتصحبي تسنيم صح
اجابتها ساخرة
أكيد... مهي مرات اخويا يا هبلة...
نامي وسيبني اركز بقا في الاختبار ده..
اغلقت عينيها بمرح
ادينا هنام لما نشوف اخرتك ايه..
تناولت ماسة الفطير الساخن بالعسل الصافي بشهية مفتوحة والاخر يراقبها ببسمة عاشقة لأدق تفاصيلها فعرضت الشاشة من أمامه لتدفعه لتذكر ما مضى
بطلي أكل أنا حاسس انك اللي خستيه في سنة هترجعيهم في الكام شهر دول!
عنفته بنظراتها القاتمة ومن ثم قالت بشراسة
أنت بتعايرني يا يحيى اني كنت تخنانة شويتين!.... وبعدين أنا بأكل عشان مين مش عشان ابنك!
اڼفجر ضاحكا ثم قال
حبيبتي
أنا خاېف عليكي من الاكتئاب اللي هترجعي تعيشي فيه من تاني ولا ناسية زيادة وزنك كان مخليكي عاملة ازاي!
تركت المانجو من يدها لترسم دور الحزن البائس
خلاص هبطل اكل ولما هروح اكشف في معادي الدكتور لو كلمني على وزني او وزن الواد هسحلك من قفاك..
اتسعت ضحكته فحمل الطبق ثم قدمه لها قائلا
حقك عليا أنا مشفتش باربعة جنية تربية كلي زي ما تحبي أنا معنديش اي اعتراض عليكي لا وانتي تخينة ولا رفيعة..
جذبت المانجو لتقطمها بتلذذ
أيوه كده اتعدل..
أفاق يحيى من ذكراه المحببة لقلبه على صوت تقيئ ماسة أسرع تجاه حمام الغرفة فوجدها تسعل بقوة حاوطها بذراعيه ثم جذبها لصنوبر المياه فعاونها على الاغتسال وحملها للفراش تمسكت به ماسةوهي تردد بدموع طفولية
ماسةمش عملت شقاوة يا يحيى لسه تعبانه ليه!
ابتسم وهو يجيبها
هتبقي كويسة لما تاخدي الادوية..
وناولها الادوية المختصة بحالتها فتناولتها على مضض ثم عادت لتستلقى على الفراش مجددا وهو لجوارها يمسد على ظهرها بحنان حتى غفلت تماما فخرج للشرفة ينتعش بالهواء الطلق ليتفاجئ
بآسر يجلس بالحديقة فأشار اليه فحثه آسر على الهبوط وبالفعل هبط يحيى ثم جلس على الأريكة الخشبية المجاورة اليه فسأله باستغراب
أيه اللي مقعدك كده
رد عليه بابتسامة حالمة
مش جايلي
نوم..
ضحك الاخير فشاكسه قائلا
من اولها لا إجمد كده انت لسه قدامك مراحل!
اتكأ بذراعيه حتى استقام بجلسته
أنا جامد وكل حاجه بس الحب يضعف الحجر..
رفع حاجبيه ساخرا
يا راجل!
هز رأسه فقال بتذكر
قولي صحيح أيه المشاكل اللي في الشغل.. جدتك صدعاني من الصبح فاتصلت ببدر وقالي الامور تمام!
تطلع حوله قبل أن يجيبه پغضب سيطر عليه
واحد حب يوجب معايا عشان أسيب الباب اللي انا داخله فاكرني أهبل وهصدق الحوار العبيط اللي اتعمل في تلاتين مسلسل هندي قبل كده..
سأله بجدية
ومين ده معرفتوش!
أجابه بابتسامة ماكرة
خالها الجحش ده اللي ورا الموضوع.
تعجب للغاية مما استمع اليه فسأله باستغراب
وهو خالها هيستفاد أيه لما الموضوع يتفشكل
اسند ظهره لجسد الاريكة وهو يجيبه بغموض
مهو ده اللي هعرفه وقريب اوي!
بزغت الشمس كقبلة في ثغر الصباح وكأنها تستعد لهذا اليوم الموعود باللقاء الذي سيجمعها به فقادتها لهفتها لشرفتها تنتظر قدومه وخاصة بعد أن كلمتها رواية على هاتفها المحمول لتخبرها بانهم على وشك الوصول اليها ارتسم على وجهها ابتسامة نطقت بالبهجة حينما وجدت سيارتين تقترب من المنزل أحداهما يقودها سائق فهد الخاص والاخرى يقودها آسر فصفها أمام المنزل أسرعت تجاهها زوجة خالها لتشير لها بحماس
يالا يا تسنيم آسر جيه..
لحقت بها للاسفل فوجدته يقف مع أبيها أمام