الدهاشنة
بفرصة كهذة حتى بزفافها فمازالت ترقص بصحبته لدقائق طالت ويديه مازالت متشبثة بيدها حتى نظراته لم ترأف بها فكانت مسلطة عليها لتحاوطها من كل اتجاه وكأنه يخبرها بأنها مرغمة على عشقها له مرغمة على تقبله لجوارها وبداخلها كلا منهما يلخص عشقه للأخر بكلمات موجزة ولكن تلخيصها يشمل بالأمان الذي يتعمق بداخلها يوما تلو الأخر لا تعلم لما شعرت بتلك اللحظة بأنها قادرة على تخطي حواجز الماضي بأكمله كيف لا وهو بذاته خلصها منه وصدق ما أخبرته به بصدر رحب رجلا غيره كان ليقيم قيامتها في تلك اللحظة وربما كان سيشك بعفتها ولكنها لم تجد منه الا ما هو نبيل وجدت ما يجعلها تعشقه حتى أخر أنفاسها توقفت تسنيم عن تتبع حركاته فانعقد حاجبيه حينما وجدها توقفت ومن ثم أشارت له بأن يقترب فما بجسده تجاهها ليستمع لهمسها بوضوح
خلينا نخرج برة شوية حاسة إني تعبت من الصوت.
أومأ برأسه وأمسك بيدها ليحيط بها حتى لا يرطم بها
أحدا من الشباب دون قصدا منه فمنحها مساحة شكلت بجسده الذي بات حائلا بينها وبينهم حتى مرت من جوارهما ليخرج بها للخارج فقادتهما قدميهم للاسطبل تركته تسنيم واتجهت تجاه الغرفة الصغيرة التي تضم برق فاخذت تمسد بيدها على ظهره برفق فاحنى رأسه أرضا براحة لوجودها الذي بات يعتاد عليه بينما استند آسر بجسده على الباب الخشبي الذي يفصل غرفته عن الاسطبل بأكمله فرفعت رأسها تجاهه وهي تخبره بحماس
كبر عن أخر مرة شوفته فيها.
منحها ابتسامة مهلكة وهو يجيبها بصوته الرخيم
مفيش حاجة بتفضل على حالها.
ثم ولج
للداخل ليتجه للدرج الخشبي الموضوع جانبا فتسلقه للأعلى حملت تسنيم طرف فستانها الوردي ثم نهض لتتأمله ومن ثم تساءلت باستغراب
انت رايح فين
أجابها آسر وهو يلقي بثقل جسده على الفراش المصنوع من القش
اليوم كان طويل وحقيقي مش قادر تقدري تكملي قعدتك مع عم برق براحتك وأنا هرتاح هنا شوية.
غلبها الفضول لرؤية ما وضعه بالأعلى فرفعت طرف فستانها ثم صعدت الدرج الخشبي وهي تحني رأسها حرصا بالا تصطدم بسقف الغرفة فما أن وصلت اليه حتى دعست بقدميها طرف فستانها فشلت حركتها وكادت بالتعثر أمسك بها آسر ليجذبها إليه فضحك وهو يخبرها بمشاكسة
مش أي حد يعرف يطلع هنا يا حبيبتي.
ابتسم وهو يجيبها بمرح
في الحقيقة مش مكاني لوحدي ده مكان عم صالح المفضل وقت الراحة..
تعالت ضحكاتها فابتسم وهو يخبرها
مكان مش سري يعني تقدري تقولي استراحة لطيفة ليه وقت شغله في الاسطبل وانا بنوب عنه بليل.
ابتعدت بنظراتها عنه فشملت المكان مرة أخرى بنظرة متفحصة ثم ردت عليه قائلة
مكان جميل.
أومأ برأسه وهو يتأملها بنظرة خبيثة
فعلا.
انتبهت لوضعها الذي طالت هي به فحاولت النهوض عنه ولكن ثقل فستانها منعها جذبها لجواره وهو يتساءل پخوف مصطنع
مرتاحة كده ولا أيه
ثم أشار
بيديه للاسفل على السيف وبعض الادوات الخاصة بالاراضي الزراعية ليسترسل بمزح
في هنا اسلحة خطېرة وأنا لازم أضمن نفسي فالله يكرمك خلي بينا مساحة أمنة يا بنت الحلال.
على الرغم من أن غرضه أن يمازحها ولكن عينيها امتلأت بالدموع فاستدار آسر بجسده تجاهها ليرفع وجهها تجاهه ثم تساءل بلهفة
أنتي زعلتي من كلامي! أنا بهزر معاكي.
تهربت من التطلع اليه فقالت بصوت مهتز
أنا آسفة والله مكنتش أقصد.
مش عايز أسمع أي مبرر عن اللي حصل وأنا اوعدك مش هفتح سيرة الموضوع ده تاني حتى لو هزار.
يبذل أقصى ما يمتلك حتى يمنحها الراحة والأمان فتحركت بجسدها تجاهه ثم وضعت رأسها على صدره ابتسم وهو يحاوطها بذراعيه ثم أغلق عينيه في محاولة للاستسلام للنوم فوجدها تتشبث بجاكيت بذلته السوداء وصوتها الناعم يخبره بخجل
بأحبك.
أغلق عينيه في محاولة بائسة لمحاربة تأثير تلك الكلمة التي تستهدف مشاعره المكبوتة فمرر يديه على خصرها ثم نطق بحروف ثقيلة
وأنا معرفتش الحب الا في جنتك يا تسنيم.
ضغطت باصابعها الممسكة به ثم رفعت عينيها الباكية تجاهه ظلت تتأمله لدقائق ونظراته تمنحها حنان يطوفها كرداء صنع من صوف فمنحها دفء في ليلة قارصة البرودة فعجزت عن الانسحاب من ذاك الدفء فأجبرت لسانها على نطق ما يتردد بداخلها
ساعدني أنسى كل اللي اتعرضت ليه يا آسر أنا عايزة أبدأ حياتي معاك وأرمي كل ده ورا ضهري.
لو باختياري كنت اختارت أكون موجود معاكي وأواجه ماضيك بنفسي مكنتش هخلي مخلوق يمس شعرة منك.
منحته ابتسامة هادئة وردت عليه قائلة
بس المهم إنك معايا دلوقتي ومش هتسبني.
قربها اليه وهو يؤكد لها
معاكي ومش هتخلى عنك أبدا.
ز بينهما لتصبح ملكه مثلما رغبت ورغب بذلك حطم ذاك الخۏف بداخلها وهواجسها تجاه الرجال أخبرتها أفعاله بأنه مختلف عن معشرهم وليس فريدا من نوعه بل هناك رجال تستحق ألقابهم لا ذنب لهما بما فعل السفهاء منهم ربما حالتها كانت تستدعي لطبيب نفسي يعالجها ولكن بوجود زوجا يضمها إليه ويحتويها ليست بحاجة لأي علاج نفسيا بعد ذلك فكثير من النساء تحتمل مشقة وصعاب لا وصف لاوجاعهما ولكن بمجرد كلمة
________________________________________
معسولة أو كف يد حنون يطبطب جرحها تنسى كل شيء بل تحارب عالم بأكمله لأجله فالمرأة تمتلك قلب رقيق تحواطه المشاعر من كل اتجاه وهاشة كلوح الزجاج تكسرها أي كلمة.
اليوم غفت بين أحضانه بعدما صارت زوجته فشعر آسر بأنه انتصر بمعركة أرهقته ذهنيا فكم ظل بائسا لتوتر علاقتهما وازدادت الامور سوءا
بمعرفة الحقيقة وها هو اليوم يحقق انتصارات عظيمة حينما قتل شبح ماضيها بيديه وحينما اتاحت له الفرصة حق الاڼتقام مما فعله ذاك اللعېن بها اليوم سينال قسطا من الراحة لم ينالها من قبل هنا في المكان الذي جمعهما جوار الفرس الذي احبته ومنحته اسما عشقه من عشق تفاصيلها..
استندت روجينا بجسدها على الفراش بإرهاق شديد فما أن أصبحت بمفردها حتى سمحت لنفسها بالاڼهيار تعلم بأن البكاء في تلك اللحظة لن ينفعها ولكنها بحاجة له علها تفرغ ما بداخلها اعتدلت بجلستها ومن ثم أزاحت دمعاتها سريعا حينما شعرت بمقبض باب غرفتها يفتح لتظهر رواية من أمامها فاقتربت منها لتضع صينية الطعام من أمامها وهي تخبرها بنبرة هادئة رغم تلألأ الدمعات بعينيها
انتي من الصبح مأكلتيش حاجة.
ابتسمت روجينا ثم جذبت الملعقة لتتناول ملعقة صغيرة من الأرز ثم قالت
أنا ھموت من الجوع.
ابتسامتها اوحت لها بأنها ستمنحها فرصة الحديث المفقود فيما بينهما لذا جلست رواية لجوارها ثم قالت
الف هنا على قلبك يا روحي.
رفعت عينيها تجاهها ثم نهضت عن محلها واتجهت لتجلس أسفل قدميها وأدلت برأسها على قدميها ثم سحبت نفسا عميق قبل أن تقول
أنا عمري ما كنت قادرة أفهمك غير النهاردة يا ماما كل اللي انتي كنتي دايما بتنصحيني بيه كان صح أنا اللي كنت غلط واتغريت أشوف غلطاتي دي..
ثم رفعت عينيها الباكية تجاهها وهي تسترسل حديثها
كنت عنيدة ومش عايزة أدي لنفسي فرصة أفهمك بيها سامحيني يا ماما أنا غلطت في حق نفسي قبل ما أغلط في حقك.
مالوش لزمة الكلام ده يا نور عيني بكره فرحك بلاش تفكري في اي حاجة ممكن تزعلك في يوم زي ده عيشيه بالطول وبالعرض يا روجينا وصدقيني أحمد شاريكي وبيحبك وعمرك ما هتندمي أبدا انه كان اختيارك..
ابتسمت وهي تجيبها
مش محتاجة أني أشوف ده بعد الجواز يا ماما لاني شوفته بنفسيأحمد راجل بجد ويعتمد عليه.
ربتت رواية بيدها بفرح على ظهرها فكانت تشعر بالذنب تجاهها ولكنها الآن تشعر بأن حملا ثقيل ازاح عنها فحملت الصينية لتضعها على الكومود ثم عاونتها على التمدد وهي تشير لها
سيبك بقى من كل ده ونامي عشان تصحي فايقة كده ورانا يوم طويل بكره.
ووضعت الغطاء عليها فتمسكت روجينا بيدها ثم قالت بصوت مخټنق يحبس الدموع من خلفه
ممكن تنامي معايا النهاردة.
تعجبت رواية من طلبها ولكنها لم تمانع أبدا فخلعت حجابها ثم جذبت الغطاء وتمددت لجوارهافاندثت روجينا باحضانها تخشبت حركة يد رواية فلاول مرة ټحتضنها ابنتها منذ وقتا طويل کسى الفرحة لمعة من الحزن بعينيها فضمتها وغفت هي الاخرى....
ظل المصباح مضيئا إلى أن أطفئه الذي أتى خلفها حينما تأخرت بعودتها ليجدها تغفو جوار ابنته المتعلقة بها ابتسم فهد وهو يراقبهما فجذب الغطاء عليهن ثم انحنى ليطبع قبلة صغيرة على جبين كلا منهن وأطفئ الضوء ثم عاد لغرفته التي سيبت بأحضانها بمفرده تلك المرة بدون شريكة العمر والقلب والروح..
كسرت ضوء الشمس عتمة الليل الكحيل فتسللت لتداعب عينيه ففتحهما بانزعاج لتجحظ عينيه في صدمة حينما وجد زوجته مازالت تغفو لجواره بالاسطبل فحانت منه نظرة للاسفل سريعا خشية من أن يكون أحدا من عمال الاسطبل قد أتى فحمد الله كثيرا بأن المكان مازال أمنا إلى حد ما لذا هزها برفق وهو يناديها
تسنيم..
عبثت بعينيها بنوم
ها.
هزها وهو يجذب الملابس من جواره
قومي بسرعة قبل ما حد يجي.
فتحت عينيها بتكاسل ففزعت حينما تذكرت ما حدث بالأمس وخاصة حينما استعاب عقلها مكان وجودهما فصړخت به وهي تجذب ما امسكت يديه
يا نهار أسود هنتفضح.
جذب القميص عن يدها ثم قال بمرح
بتاعي ده.
وألقى لها فستانها فحاولت ارتدائه ولكنها لم تستطيع لضيق المكان فلكزته پغضب
انت قاعد جنبي!!
سألها بعنجهية
والمفروض اروح فين!
صاحت بانفعال
اطلع أمن المكان بره.
رفع حاجبيه بسخط
نعم!...
منحته نظرة متعصبة فجذب قميصه ثم قفز من الاعلى ليرتديه باهمال ليتمتم وهو يتجه للخارج
هخرج حاضر.. أنا بقيت بخاف على حياتي منك أحيانا.
ابتسمت وهي تتأمل طيفه الذي يبتعد عنها ثم هبطت لتستكمل ارتداء حجابها وفور أن انتهت حتى خرجت اليه فجذبها وابتعدوا عن الاسطبل فجلسوا على اقرب طاولة ثم جذبوا المياه ليرتشفوها بعد ركض مسافة طويلة فحانت منهما نظرة مطولة لبعضهما البعض ثم اڼفجر كلا منهما من الضحك فقال اسر بصعوبة بالحديث
لو عمي صالح كان بدر شوية كان زمانا بنتزف في الارياف دلوقتي وحلني بقى عما يتعرف علينا أو يبنلنا صحاب.
سالته باهتمام
ليه هو ميعرفكش!
ضحك وهو يخبرها
لحد امبارح أيوه لكن النهاردة معرفش حسب حالة الذهايمر اللي عنده وغالبا بتخليه
ينسى عياله هيقوم يفتكرني!
ضحكت حتى احمر وجهها فاستطرد بنظرة خبيثة
سيبك انتي منه أنا بقول نبني أوضة لينا جنب برق أنا بقيت بستبارك بيه.
احتل الخجل قسماتها فابتلعت ريقها