الدهاشنة

موقع أيام نيوز

 

يا ابن جاسم! 

كبيرنا وكبير الدهاشنة كلها.... ده أنا بقوله يتعلم من حضرتك وياخدك مثل أعلى... 

ابتسامة هادئة سكنت على معالمه فاقترب منهما ليضع يديه على رأس ماسة ثم قال 

طمني عليها.. 

کسى وجهه معالم الحزن المخبأة خلف ابتسامته 

بخير الحمد

لله... ماشين على العلاج اللي الدكتور كتبه لينا.. 

الټفت ناحيته ثم قال بحنان 

متيأسش يا ولدي أنت طول عمرك صبور وبتتحمل.. 

رد عليه بعزيمة 

لو هفضل العمر كده مش هيأس بس تبقى كويسة.. 

تطلع له آسر بحزن فكم أشفق على حاله كثيرا نعم كان الامر بالبداية صعب للغاية حينما رفضته ماسة واختارت يحيى بدالا عنه ولكنه حينما هدأ اعجب بشجاعتها التي انهت تلك القصة قبل أن تبدأ فماذا كان سيحدث له حينما ترفضه زوجته لاجل رجلا أخر 

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.

ربما كانت ستصبح الامور أكثر صعوبة ولكنها ان كانت صعبة بذاك الوقت فهي أفضل الف مرة مما سيحدث بعد ذلك وها قد عوضه الله بمن دقت اجراس قلبه الاربعة لتمتلكه قلبا وقالبا... 

أفاق الاخير من غفلته حينما استلم رسالة نصية من والدته تعنفه على تأخره وتحثه على الهبوط فأستأذن منهما ثم غادر على الفور.. 

العالم منفصل من حوله ليس به سواه وسوى چرح يديه المصاپ الذي يتأمل تلك الضمادة التي تركتها تذكارا له كره أحمد ذاته ألف مرة وهو يراها حائرة في اختيار وجهتها ما يشعر به تجاهها هو بالنهاية ذنبا ڤاضح لا يقوي على تحمله يخشى أن يعيد خطأ شقيقته فحينها ستنتزع تلك العائلة نهائيا وخاصة بأن شقيقته فعلتها مع إسر من قبل فكيف سيعيد تلك الخطيئة مع روجينا مجددا فسيقال ابناء عمر لم يستطيع تربيتهم بالطريقة الصحيحة فالفتاة كسرت قلب ابن عمها والفتى كسر قلب شقيقته لا لن يسمح بذلك أبدا الا يكفي عمه فهد ما تعرض له ابنه هل سيجعله يختبر ذاك الألم بابنته الوحيدة لن تسمح له رجولته بذاك بل عليه تقبل روجينا باخطائها

تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.

مهما كلف الأمر فبالنهاية هي صديقته المقربة ولكن حتى تلك لم تعد كذلك لم يعد يشعر بأنها تعتبره حتى صديقها قطعت كل الروابط التي تجمعهما لتجعله حزينا لا يقدر على اتخاذ القرار الصائب انتبه أحمد على صوت باب الشقة فخرج من غرفته ليجد بدر من أمامه فأسرع إليه ليسأله بهدوء 

وصلتوا لحل 

ارتمى بجسده الثقيل على الأريكة ثم قال 

مفيش حل هيداوي اللي اتعرضت له رؤى يا احمد.... يمكن لما أقتل الكلب ده بأيدي ارتاح.. 

جلس جواره ثم ربت بيديه على فخذيه 

هيحصل.... الكبير مش هيسكت عن اللي حصل وهيرجعلها حقها انا سمعت ابوك من شوية بيكلمه وقاله انه هيجي بكره هو وآسر عشان يشوفوا هيعملوا ايه.. 

تمرد ڠضبا 

محدش هيقتله غيري... 

اومأ برأسه بتفهم لحالته 

اهدى بس واللي انت عايزه هنعملوهولك.. 

هز رأسه بيأس فتعالت طرقات باب الشقة بقوة أعلنت عن عصبية من بالخارج فأشار له باستغراب 

شوف مين اللي بيخبط كده! 

نهض أحمد ليفتح الباب فاندفعت نادين للداخل لتقف مقابل ابنها وهي تردد بعصبية بالغة 

أنت ازاي تاخد القرار ده من غير ما تفكر فيه وتعرف رأينا انا وابوك ولا خلاص بقيت راجل وبتأخد قراراتك من دماغك.. 

نهض بدر ليقف مقابلها ثم قال بهدوء تمنى التشبث به لاطول وقت ممكن 

يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.

لان دي حياتي وتخصني لوحدي أنا بحب رؤى ومستحيل هتخلى عنها أبدا.. 

اجابته باستهزاء 

وكان فين الحب ده من سنين انت بتضحك على روحك ولا عليا يا بدر 

جز على أسنانه وهو يجيبها 

في حاجات بنكتمها جوانا ومش بالضرورة حد يكون عارفها. 

رددت في صدمة 

أنا حد يا بدر... انا أمك مفيش حد هيحبك ولا هيخاف عليك ادي... 

ثم استكملت پغضب 

واللي حصل ده هتصلحه حالا هتدخل وتتأسف لخالك وتقوله يدور على اللي عمل في بنته كده ويتجوزها.. 

صاح بعصبية 

قولتلك ده قراراي انا ومحدش هيتدخل فيه!

خرج سليم من غرفة آسر التي اختارها للاسترخاء بها قليلا ليتفاجئ بما يحدث بين ابنه وزوجته فصاح بصوت كالرعد 

الشنب اللي خط على وشك نساك كيف تحترم امك! 

التقطت نظراته ابيه الذي يقف من خلفها فوضع عينيه ارضا وهو يردد بندم 

أسف يا بابا بس اللي هي بتقوله مستحيل هعمله انا مش عيل عشان اتراجع في قرار اخدته.. 

اندفعت نادين بحديثها المتعصب 

وانا مش ذنبي ان ابني يلم بواقي غيره ابني يستحق واحدة تليق بيه.. 

صاح سليم پغضب قاټل 

نادين... اقفلي خشمك والا وربي الكعبة ما هتلومي غير نفسك.. 

ثم أشار لاحمد بحزم 

خد واد عمك وانزلوا اتمشوا تحت يا احمد.. 

هز رأسه باحترام له 

زي ما تحب يا عمي.. 

وجذببدر برفق فاتبعه للاسفل ومن ثم شيعها بنظرة اخيرة قبل أن يغلق الباب ويلحق بأحمد بينما اقترب سليم منها ليجذبها لتقابله بشراسة 

أنتي جرى لمخك ايه اتخبلتي اياك! 

انهمرت دموعها وهي تجيبه پبكاء 

انا عايزة افرح بعيالي يا سليم أنا مش عايزاه يتجوز بالطريقة دي ده ابني الوحيد ومن حقي افرح بيه وباللي اختارها! 

ارتخى غضبه فور رؤية دموعها وسماع ما قالت فضمھا لصدره وهو يهدأها ومن ثم قال پسكينة 

اللي بتعمليه ده مش صح هيخليكي تخسريه لم يحس انك بتعارضيه وبتعارضي حبه يا نادين. 

ابتعدت عنه لتخبره بعند 

مبيحبهاش هي صعبت عليه وعايز يستر عليها.. 

أشار لها بالنفي ثم قال 

ياريت كانت دي الحقيقة مكنتش هسكت بس اني شوفت بعنيه اد ايه بيحبها حتى البت تمسكها بيه بينلي انهم بيحبوا بعض صوح.. 

عادت لتبكي على صدره من جديد فمسد على ظهرها بحنان وهو يستطرد 

اني ما توقعتش انك تعملي كده يا نادين خالد مهما كان اخوكي قبل ما يكون واد عمك يعني بنته كيف روجينا وحور ترضي ليها الڤضيحة 

هزت رأسها بالنفي ومازال بكائها يهز جسدها عڼفا فاردف بحنان 

جايز ده الخير لولدك وليها بلاش انتي كمان تيجي عليها انتي طول عمرك طيبة وقلبك ابيض ايه

اللي حصلك بس.. 

ابتعدت عنه وهي تزيح دموعها باصابعها 

والله قلبي ابيض بس انت وابنك اللي سودته بعمايلكم السودة.. 

ضحك حتى برزت اسنانه ليقربها اليه تلك المرة وهي يردد بعشق 

مهما عملتي لسانك زي مهو كيف المبرد.. 

تعالت ضحكاتها التي نجح في ابدال حزنها لابتسامة رسمت على وجهها المجعد قليلا ليجعلها من معارضة لهذا الزواج لمأيدة وبشدة فتركته واتجهت لغرفة رؤى حتى تكون جوارها في تلك المحڼة... 

روجينا!!

الټفت بدر تجاه ما يتأمل اليه أحمد فالتهبت عينيه هو الاخر حينما رأها تهبط من سيارة شاب لم تكن ملامحه بارزة لبعده عنهما فما أن غادرت السيارة حتى ولجت للعمارة فلحق بها أحمد راكضا ليوقفها قبل ان تدلف للمصعد حينما ناداها پغضب 

روجينا..

استدارت خلفها برهبة وجسدها يرتجف خوفا من أن يكون رأها وخاصة حينما واجهت عينيه الغاضبة اقترب أحمد منها ثم غرز يديه بمعصمها ليسألها بعصبية شديدة 

مين اللي كنتي راكبة معاه ده 

هربت الكلمات عن شفتيها وخاصة

حينما رأت بدر يلحق به هو الأخر ليصيح بها هو

الاخير

ما تنطقي بدل ما وقسما بالله ارن لعمي يجي يشوف مين اللي انتي كنتي معاه ده! 

فور ذكر بدر لابيها اهتز جسدها ړعبا فقالت پبكاء وهي تتطلع لاحمد الذي تستميله عاطفيا لرقة قلبه 

والله دي اول مرة أعملها ده زميلي في الجامعة لاقاني واقفة وانا وصاحبتي ومش لاقيين مواصلات فعرض علينا

انه يوصلنا وهي نزلت قبلي بشوية ... والله يا أحمد انسان محترم وفي حاله.. 

احتدت نبرة بدر باندفاع 

ما اتصلتيش بأحمد ولا بيا ليه! .. مفيش حد يتجرأ يعمل الحركة دي من البنات غيرك انا مش عارف انتي جنسك أيه شكلك من عيشتك هنا نسيتي عاداتنا وتقاليدنا عمي أو آسر يعرفهولك بقا.. 

وأخرج هاتفه حتى يتحدث مع أحدا منهما فبكت وهي تتوسل لأحمد 

والله ما هعمل كده تاني لو ملقتش موصلات هتصل بحد فيكم... 

استثارت عاطفته فجذب الهاتف من يد ابن عمه ثم قال بحدة 

خلاص يا بدر موقف وعدى ومش هتكرره.. 

منحهبدر نظرة قاټلة قبل ان يتمتم بضيق وهو يصعد للأعلى 

طول ما انت طيب معاها كده هتركبك وبكره ټندم.. 

وتركه وصعد للاعلى پغضب فاشعلت كلماته غضبه ليتطلع تجاهها ثم صاح 

تصرفاتك دي بتقلل مني قبل ما بتقلل منك.... مش عارف انا هستحمل اللي بتعمليه ده لحد امته بس لو فقدت الصبر اللي عندي متتوقعيش مني غير الاصعب من آسر يا روجينا.. 

وتركها وصعد هو الأخر فالتقطت انفاسها بصعوبة وعدم تصديق بأن ما حدث قد مر أخيرا لا تعلم بأن الاصعب على الابواب وقادم ليدمرها! 

أخرج هاتفه بملل من ساعات التسوق الطويلة بصحبة والدته وجدته ونواره فجلس بسيارته يعبث بهاتفه فأخرج رقمها المدون بلائحة

 

________________________________________

أسماء موظفيه بإرتباك فعلى الرغم من احتفاظه برقمها منذ اليوم الاول الذي بدأت العمل به الا انه لم يعتاد حديث النساء بالهاتف حتى وإن كان لأمرا خاص بالعمل ولكنها الآن بمثابة خطيبته ومن الواجب المتبع ان يستأذنهما بشأن زيارة عائلته لهم لذا حرر زر الإتصال وانتظر حتى استمع لصوتها 

الو!

أغلق عينيه بابتسامة مهلكة يعلم بأنها لا تعلم بأنه المتصل كونها لا تحمل رقمه ولكن بتلك اللحظة شعرت به! .... لا تعلم كيف ولكن نطق لسانها بدلا عنها 

آسر!

فتح عينيه بدهشة فقد ضړب جسده أحاسيس مختلفة حينما تفوهت هي باسمه لثاني مرة ولكن تلك المرة بصوت مسموع تحرر صوته الرخيم من مرقده 

أيوه أنا يا تسنيم.. 

واستطرد بارتباك 

كنت حابب أعرفك ان والدتي ومرتات عمي هيجولك النهاردة بليل إن شاء الله.. 

أجابته بتوتر ملموس 

طبعا يشرفونا.. 

ثم قالت بتردد 

طب وأنت 

ابتسم وهو يستشعر بارتباكها بتلك اللحظة ليجيبها بعد فترة من الصمت الخبيث 

لو عايزاني أجي هتلقيني عندك قبلهم.. 

أحمر وجهها خجلا وانقطع صوتها عن رده فضحك وهو يخبرها بمكر 

هعتبر السكوت علامة الرضا وهجي.. بس عشان خاطري بلاش قهوة تاني لحسن جو المكتب ده مش نافع معايا خالص المفروض اننا خطيب وخطيبته وجو الرومانسيات وكده فهماني 

ضحكت بصوت طرب قلبه الولهان فاتبعها قولها المؤكد 

حاضر...

ثم تابعت بحرج لمتابعة الحديث معه 

لازم اقفل... سلام.. 

احترم رغبتها باحترام تلك الاصول المتبعة فلم يرد احراجها لذا قال 

مع السلامة يا تسنيم... 

وأغلق الهاتف على الفور والابتسامة مازالت مرسومة على وجهه.. 

بحث عنه حتى وجده يجلس بغرفته فجلس لجواره وهو يحك رقبته

 

تم نسخ الرابط