الدهاشنة
يديه ثم وضع يديه على يدها وهو يخبرها بلهجتها التي تعشق سماعها منه
رواية أنا مبعملش حاجة في حياتي غير أني بحميكي أنتي وأولادنا واللي بعمله ده لمصلحة بنتي..
تساءلت بحيرة
ازاي بس
أشار بعينيه للأعلى
بصي فوق
وأنتي تعرفي..
استدارت برأسها للخلف ومن ثم رفعتها تجاه ما يشير فوجدت آيان يقف بالشرفة شاردا بالتطلع للمكان الذي تجلس به ابنتها والغريب أن حالها لا يقل عنه فكانت هائمة به هي الاخرى احتارت نظراتها فعادت لتتطلع لزوجها عله يشرح لها ما يقصده فقال بصوته الرخيم
بنتك لسه بتحبه يا رواية ومستحيل هتنساه أنا شايف حبها ليه في عيونها حتى لو هي بتحاول تداري ده..
وسحب نفسا عميق قبل أن يستكمل بهدوء
ولو جينا نفكر بالعقل هنلاقي أن آيان ضحېة لخالته ولمهران الكلب اللي اتسبب في كل العداوة دي.. كان ممكن اقبل اعتذاره وكل حي يروح لحاله بس ساعتها العداوة
اللي اتبنت سنين بين المغازية والدهاشنة عمرها ما كانت هتتمسح بالبساطة دي وأكتر من حد كانوا هيحاولوا يوقعوا الدنيا تاني والله أعلم عما سوء التفاهم ده يتحل مين زي بنتك هيدفع التمن لكن وجوده هنا وسطينا هيخليه يعرفنا كويس ويعاشرنا عن قرب ومنه يعرف طباعنا ويعرف ايه اللي بنعمله وأيه اللي مش بنسمح بيه وساعتها مفيش مخلوق هيقدر يدمر بين العيلتين وكبيرهم بقى واحد مننا..
ثم استرسل قائلا
أنا بديه فرصة ومعاه بدي لبنتي فرصة تانية حاسس انه نفسه يكون شخص كويس بس ڠصب عنه اتولد وسط الكره ورغبة الاڼتقام انا بحاول اخليه يدمر اي كره جواه من نحيتنا حتى لو كان هو بنفسه عارف اننا الصح وهو الغلط لازم هو بنفسه يتغلب على كل ده.. وقبل اي حاجة فأنا باللي بعمله ده برد اعتبار بنتك وبرفع من كرامتها اللي هو داسها في وقت انتقامه ومن غير ما انزل منه أو أخد بتاري منه... كل ده بسبب القرار اللي اخدته.. أظن بعد اللي سمعتيه ده القلق ميبقاش له وجود جواكي والا أيه
ارتسمت ابتسامة رقيقة على معالمها فقالت بصوت سكنته الراحة
مبقتش قلقانه يا فهد لانك كل مرة بتفاجئني بحكمتك وذكائك.. وده اللي دايما بيشدني ليك..
تطلع جواره قبل أن ينحني بجسده على الطاولة ليهمس لها بمكر
ده بس اللي عجبك فيا يام العيال!
سكن الخجل قسمات وجهها فأخفضت صوتها وهي تجيبه
في حاجات كتيرة طبعا بس مش هينفع الكلام هنا لما نطلع..
غمز لها بخبث
طب ونستنى ليه يا بنت الحلال دي مواضيع مهمة ولازمن ولابد نتكلم فيها وقتي..
نهضت عن الطاولة ثم حملت صينية الطعام لتشير له بدلال
بليل نتكلم أنا لسه هحضر الفطار لآسر..
وتركته وغادرت من أمامه ومازالت الابتسامة تزين وجهه..
أبعدت روجينا عينيها عنه ثم جذبت الدفتر الخاص بها فأصبح هو ملجأها الوحيد طوال تلك الفترة وخاصة بعد تواصلها مع طبيبة نفسية عن طريق الانترنت فطالبتها بتدوين كل ما يشغل عقلها كتابة مشاعرها على ورق ربما يزيح عنها الكثير انزلق القلم من بين يدها فحاولت جاهدة الوصول إليه بمقعدها المتحرك ولكن يد
ما انتشالته لتقدمه لها ابتسمت وهي ترفع رأسها وتردد دون رؤية من عاونها
شكرا..
ارتبكت حينما رأت أحمد يقف مقابلها فمنحها ابتسامة هادئة
العفو.. أنا في الخدمة..
فركت أصابعها بارتباك فاوقفته حينما استكمل طريقه للخارج فنادته بارتباك
أحمد.
توقف عن المضي قدما ثم استدار وهو يسألها
في حاجة يا روجينا
أومأت برأسها وعينيها موضوعة أرضا فسحب أحد المقاعد ليصبح مقابلها
اتكلمي قلقتيني!
رفعت عينيها الباكية تجاهه ثم قالت
أنا مش عارفة اعتذرلك ازاي عن كل اللي اتسببتلك فيه أنا آآ..
قاطعها حينما قال
مالوش داعي الكلام ده يا روجينا اللي عدى خلاص اتنسى احنا في النهاردة..
أغلقت عينيها لتجابه تلك الدمعات الحاړقة وهي تخبره برجاء
أرجوك سبني اتكلم يمكن احساس الذنب اللي جوايا ده يخف.. أنت متستهلش كل اللي أنا عملته فيك عشان كده أنا بعتذرلك من قلبي وبتمنى انك تسامحني انت وحورأنا من يوم ما جيت هنا وعلاقتنا مبقتش زي الاول ..
واستكملت بابتسامة وهي تزيح دموعها بأصابعها
يمكن الحاجة الوحيدة اللي مفرحاني السعادة اللي شايفاها بعيونك والحب اللي بينكم ربنا سبحانه وتعالى بيختار لينا الافضل وهي الأختيار الافضل ليك يا أحمد لإنك تستاهل كل خير.
منحها ابتسامة صافية ثم ربت بيديه على يدها وهو يخبرها
اتغيرتي يا روجينا ويمكن دي تكون بداية جديدة لحياتك عشان كده بلاش تبصي لماضيكي وشوفي حياتك حاولي تخرجي نفسك من الحالة اللي انتي فيها دي لانك تستهلي فرصة تانية..
أومأت برأسها بتأكيد والابتسامة مازالت مرسومة على وجهها فتركها أحمد وغادر ومازالت الأعين تتربص بها أعين تملأها البكاء وأعين أخرى يملأها الڠضب فربما تحملت حور ما رأته ولكن آيان كان من الصعب عليه التحمل لذا اندفع للاسفل والڠضب يتراقص بين حدقتيه ليجدها مازالت تدون بدفترها الغامض بالنسبة له جذب الدفتر الصغير عنها ثم وضعه بجيب جاكيته وحملها بعد ذلك بين يديه ليصعد بها للاعلى وهي تصيح پصدمة
واخدني فبن سبني!
لم ينصاع لصړاخها ولم يبالي بسماعها أحدا بل صعد بها لغرفته ليلقيها على الفراش وعينيه الغاضبة تدنو لتصبح قريبة منها ابتلعت روجينا ريقها الجاف بصعوبة بالغة وهي تتذكر ما كان يفعله من شدة غيرته عليها فمن المؤكد
لها بتلك اللحظة بأنه رأى لقائها القصير بأحمد تحرر عقدة لسانه الثقيل حينما قال
أوعى تختبري غيرتي عليكي أو تتحديني باللي بتعمليه يا روجينا لانك هتكوني بتلعبي پالنار اللي هتحرقني وهتحرقك..
زحفت بظهرها للخلف وهي تردد بصوت متقطع من فرط الخۏف
أنا معملتش حاجة والله أنا كنت بعتذرله عن اللي حصل..
دنى منها مجددا وهو يتساءل پغضب
تعتذري على أيه انتي أيه اللي جمعك بيه عشان تعتذريله انطفي ايه اللي بيحصل أنا معرفوش!!
انهمرت دمعاتها المحتقنة وهي تخرج ما بداخلها
قصدك تقول أيه اللي معملتوش معاه أنا خنت ثقته فيا ودمرته وبالرغم من كل ده لسه شايفني بنت عمه وبيساعدني من اول ما رجعت البيت ده أنا بستحقر نفسي كل ما بشوفه هو وحور أنا مش قادرة ارفع عيني في عينها لاني كنت عارفة انها بتحبه وبالرغم من كده كنت بعاند ولسه بكمل في العلاقة دي حتى بعد ما حبيتك وكسرتني بالشكل ده كان لسه هو جانبي وبيساعدني في اللحظة اللي كان ممكن يتخلص مني فبها ويتجوز البنت اللي كان معجب بيها أنا عملت كل الۏحش اللي في الدنيا.. وبتقولي بتعذريله على أيه!!
ثم رفعت يدها لتدفعه بعيدا عنها وهي تصرخ
أنت السبب في كل حاجة أنت السبب في كرهي لنفسي وليك.. أنت السبب..
أمسك يدها التي تلكمه بقوة ثم قال
قولتلك انسي اللي فات وخلينا نبدأ من جديد وانتي رافضة ده!
ابتسمت بسخرية
أنسى أيه ولا أيه! انسى انك كسرتني بدل المرة خمس مرات ولا انك خوضت في عرضي قدام الناس كلها وأنت المفروض اللي تبقى سندي وتدافع عني ولا انك اخدتني البيت ده عشان اتزل فيهولا انك كنت ھتموت اخويا وأبويا وسمعت ده بودانيولا انك السبب في مۏت ابني اللي كان هيهون عليا كل الشړ اللي شوفته منك!
ثم رفعت يدها لترطم صدره بكل قوة امتلكتها وهي تصرخ به
أنا بكرهك.. بكرهك ومستحيل هغفرلك كل اللي عملته ده..
لمعت عينيه بالدمع فكتف يديها بيده معا ثم قرب يديه الاخرى من وجهها فتراجعت برأسها للخلف وهي تصرخ پبكاء
إبعد عني متلمسنيش..
أحكم يده حول رأسها ليجبرها بالاقترب منه وسماعه حينما قال بحزن
أنا سبت كل حاجة ورايا وجيت هنا
عشان حتى لو هتعرض للاهانة فمستعد أستحمل ده عشانك خلي ده يشفعلي عندك ويديني فرصة.. أنا عايز أتغير علشانك أنتي يا روجينا..
واستند بجبهته على جبهتها فلفحت أنفاسه وجهها وهو يخبرها
والله بحبك ومحبتش غيرك.. عارف اني كنت غلط بس كل ده اتزرع جوايا من طفولتي أنا ماليش ذنب.. إعتبريني ضحېة زيك..
رفعت عينيها تجاهه وقد هدأت ثورة بكائها فبدت له مترددة للغاية فيما تفكر به ليجدها تحني رأسها حتى استقرت على صدره انتفض جسده بقوة وكأنه لا يصدق بأنها تحتضنه فترك يدها التي تكتفها ثم
ضمھا اليه وهو يردد پألم
حبيبتي... مستحيل هخذلك يا روحي.. هعمل المستحيل عشانك..
رفعت يدها على ظهره فطبع قبلة على خديها القريب منه خشيت روجينا أن يتطور الامر بينهما لذا ابتعدت عنه برفق ثم قالت
رجعني بقا قبل ما بابا يشوفني.
ابتسم على طريقتها بالحديث وكأنها ترتكب فعل شنيع من خلف أهلها كالسابق فهو الان رغما عن الجميع زوجها ولكنه لا يريد أن يخسر تلك الخطوة التي حققها اليوم لذا حملها وهو يتجه للاسفل قائلا بنبرة دافئة
حاضر يا ستي هنزلك قبل ما ماما تشوفك وتقول لبابا ويحصل کاړثة..
ضحكت على مزحه وما ان دنت من مقعدها حتى هبطت لتجلس عليه فانتصب بوقفته وهو يتطلع للطعام جوارها فتساءل باستغراب
مش من عادتك تفطري في وقت زي ده!
ذمت شفتيها بضيق
هنا اللي بيصحى من النوم الفطار بيتحضرله على طول من غير أي نقاش..
منحها ابتسامة ساكنة فجحظت عينيها في صدمة وهي تتطلع لمن يقف خلفه فاستدار ليجد آسر يدنو منه فوقف مقابله ثم قال بغموض
قالولي ان همام أخد عليك أوي وأنا عايز أشوف ده بنفسي.
استدار تجاهه آيان ثم قال بسخرية
هو أنتوا لسه محسسني أن همام ده وحش ده مجرد خيل والتعامل معاه بسيط.
اقترب منه آسر ثم تطلع له بغموض انتهى حينما قال
أيه رأيك في سباق ولا مالكش غير في سباقات الحياة..
ضيق عينيه وهو يشير له باستغراب
سباق وأنت بالحالة دي!
اجابه بنفس الابتسامة
متقلقش عليا أنا كويس..
رد عليه باستسلام
معنديش مانع..
هبط آسر الدرج ثم قال
حيث كده تعالى ورايا.
راقبتهم روجينا پخوف فما أن خرجت تسنيم من الباب الداخلي فأشارت لها روجينا قائلة
خديني عند الاسطبل يا تسنيم..
قوست حاجبيها باستغراب
ليه..
دفعت المقعد بيدها وهي تشير لها
بسرعة بس وهقولك واحنا رايحين..
انصاعت لها ودفعت المقعد حتى وصلوا بالقرب منه فصدمت تسنيم حينما رأت آيان يمتطي همام وآسر أحد الفرس الأصيل وعلى ما يبدو استعداد كلا منهما لسباق سيبدأ الآن..
اقترب آيان منه بالفرس ثم قال بدهشة
ليه ادتني همام وهو يعتبر