الدهاشنة
عملته وخلى الدنيا قايمة عليك اكده!
قال بحيرة تصنع في جعلها حقيقية
وأني لو أعرف كنت سألت يا ولدي!
رد عليه عمر تلك المرة باحترام لا يستحقه بالمرة
مهو يا عمي ميخلصكش إنك تأجر أراضي الفلاحين ومتدهمش حقوقهم!
منحه نظرة مندهشة وهو يردد پصدمة
أني! محصلش الحديت ده يا ولدي أني بديهم حقوقهم أول بأول دول ناس كدابة وطماعين عايزين الطاق طاقين.
صوت صارم قطع حديثهم المتبادل فيما بينهما
عمي أني اتوكدت بنفسي ان الناس دي مبتكدبش وقولتلهالك سابق وهرجع أقولهالك تاني أني مقبلش أن حد من أهلي يستغل اللي بينا ويدوس الغلابة اللي أني نصيرهم وكبيرهم.
ثم أشار بيديه على الباب وهو يخبره بحزم بث الخۏف بقلبه و
هتخرج من اهنه تدي الناس فلوسها طوالي والا مهتدخلوش واصل ولا كأنك عمي من الأساس... خلص الكلام.
ازدرد ريقه الجاف وهو يحاول
ابتلاع تلك الاھانة التي كانت نتيجة لتصرفاته البغيضة فاتجه بخطاه البطيئة ليخرج من المنزل متكئا على عصاه فما أن وصل لسيارته حتى لكم الأن بعصاه وهو يردد بتشفي
ماشي يا فهد بكره نشوف هتعمل أيه لما راسك تبقى في الوحل قدام الناس اللي بتمنظر بيهم دول.
وصعد سيارته ثم أمر السائق بالتوجه لمنازل هؤلاء الفلاحين خوفا من أن يتخذ فهد أي قرار تجاهه فهو بالنهاية يعلم بأنه يقدر على إيذائه.
بجناح رؤى
كانت تجلس تسنيم وتالين معها بعد أن جمعتهما لتتفق معهم على الخروج غدا برحلة استكشافية للصعيد فارادت أن تصطحبهما تسنيم كونها تعلم كل ما يخص أمر بلدها فقالت بابتسامة مشرقة
وأنا والله نفسي أخرج فقول لآسر ونخرج مع بعض بكره.
صفقت تالين بحماس
ياريت الواحد حاسس انه اتحبس هنا.
ضحكت رؤى ثم قالت
عشان تعرفي أن أفكاري بتنفع..
وتركتهما بالشرفة واتجهت للبراد الصغير الموجود بجناحها لتحضر بعض المشروبات الباردة فتفاجئت بمن يحتضنها من الخلف ليميل على عنقها وهو يهمس بشوق
مختفية فين طول النهار وحشتيني!
جحظت عينيها في صدمة لتدفعه بعيدا عنها وهي تردد بحرج
بدر أنا مش لوحدي!
لم يفهم ما تقول الا حينما خرجت تسنيم وتالين من الشرفة وكلا منهن يستحوذ الخجل على ملامح وجههم المصطبغ بالأحمر فمرر يديه على شعره بحرج مما فعله ووضعهما بموقف هكذا فقال بمحاولة لتلطيف الأجواء
رايحين فين السهرة لسه طويلة أنا كده كده نازل لسه تحت هقعد مع الشباب.
ردت عليه تالين بابتسامة رسمتها بالكد
أنا كده كده كنت نازلة لأني ھموت وأنام... تصبحوا على خير.
وغادرت من أمامهم على الفور وكأن هناك عقرب لدغها فكادت تسنيم بأن تلحق بها ولكن رؤى اوقفتها وهي تتوسل لها
خليكي انتي يا تسنيم عشان خاطري.
جذبت يدها وهي نخبرها بخجل
ما أحنا الصبح هنخرج مع بعض يا رؤى أنا لازم أرجع اوضتي قبل ما آسر يطلع من تحت تصبحي على خير.
وتركتها وغادرت سريعا فاستدارت الاخيرة تجاه من يخفي وجهه لما سيلاقاه من معركة حاسمة فرددت بغيظ
يعني مش شايفهم قاعدين!
أجابها بجدية
________________________________________
وهو يحاول تبرير ما حدث
أبدا والله مخدتش بالي منهم وبعدين انا عملت أيه يعني لكل ده!
رفعت حاجبيها باستنكار
لا معملتش أي حاجة.
منحها ابتسامة خبيثة قبل أن يدنو منها وهو يردد بمكر
شوفتي اني مظلوم.
ابتسمت كلما حرك جبهتها على جبهتها فدفعته وهي تركض تجاه الفراش ففاجئها حينما صعد خلفها ليجذبها اليه لتعلو ضحكاتهم معا بينما خيم العشق برداء سكينته عليهما ليصبح ما بينهما خاص للغاية.
اتجهت تسنيم لغرفتها شادرة بما رأته منذ قليل فعلى الرغم من أن قلبها ناصع البياض ولا تكن أي غيرة أو كره لأحدا ولكنها بالنهاية أنثى تقارن وتعاتب نفسها على الحياة التي فرضتها عليها وعليه کرهت ذاتها في تلك اللحظة حينما تذكرت ما فعلته بالأمس وصړاخها المتواصل له بالابتعاد عنها وكأنها تمقته وتمقت قربه منها وما جلد روحها مقارنتها بينه وبين ذلك اللعېن خالها فكيف تسول لها نفسها بأن لمسته الحنونة تشابه لمسات ذاك المقزز اللعېن ولجت لجناحها الخاص وقد اتخذت قرارا صارما بأن تلقي خلفها نواقص الماضي التعيس فولجت لحمامها الخاص لتبدل ثيابها لقميص قطني قصير أبيض اللون ثم فردت شعرها خلفها وجلست على المقعد تترقب صعوده وما هي الا لحظات حتى وجدته يفتح باب الغرفة فما
اتعشيتي
كانت تشعر بما يفعله حتى نظراته التي تتهرب منها فابتلعت تلك الغصة المؤلمة وهي تجيبه
أيوه أكلت مع تالين ورؤى.
أومأ برأسه وهو يرد عليها بابتسامة صغيرة
كويس وأنا كمان أكلت مع الشباب تحت.
ثم قال وهو يشغل نفسه بتأمل الملف الخاص بمصنع القاهرة
لو ممكن بس تعمليلي قهوة تبقي عملتي فيا جميلة.
نهضت عن مقعدها وهي تتجه للركن المخصص للمشروبات الساخنة فوضعت مقادير القهوة بالآلة ثم وقفت تنتظرها وهي تود أن تقف لساعات طويلة علها تتمكن من اذابة الخجل القابع بداخلها ولكنها لم تكن سوى دقائق قصيرة لتخبرها الماكينة بأن قهوتها أصبحت جاهزة فحملتها ثم اتجهت إليه لتضعها على سطح مكتبه ثم قالت
القهوة يا آسر.
ارتشف منها بضعة قطرات ثم قال ببسمة جذابة
تسلم أيدك.
منحته ابتسامة باهتة تخفي من خلفها الكثير فكادت بالابتعاد عنه ومازال هناك حربا تدفعها لتقترب منه وتحتضنه
هز رأسه بالنفي وهو يهمس لها بحب
بأحبك... أنتي ليه مش قادرة تفهمي حبي ليكي!
للدرجادي!
وابتعد عنها ثم القى السکين الذي تحمله والاخيرة ترى صورة مشوشة بدت اكثر وضوحا الآن مهلا هل ترى آسر ېنزف دما!!!!!! ولكن الذي استهدفته بضړبتها كان ذلك اللعېن ليس محبوب قلبها اقترب آسر من المرآة وهو يتفحص كتفه ومازالت الصدمة خلفيته فود لو يتأكد بنفسه عله يتوهم لم يؤثر به جرحه أكثر من چرح قلبه الغائر بل ما جعله متخبطا حينما هرعت اليه وهي تتفحص ظهره مرددة بلهفة
آسر!!
دفع يدها بعيدا عنه وهو يشير لها باصبعه الذي تملأه الډماء
متقربيش.
بكت باڼهيار وأسرعت تجاه المناديل الورقية فحاولت وضع احداهما على جرحه الذي مازال ېنزف فالقى ما بيدها ثم جذبها اليه وهو يصيح بها پجنون اشعل غضبه المكبوت
أنتي عايزة أيه بالظبط عايزة تكسريني!
وألقاها بعيدا عنه لتستقر أرضا بينما تحرك هو تجاه الفراش ليجذب التيشرت الخاص به وبصعوبة تمكن من ارتدائه فجرحه كان يشل يديه اليمنى وتركها محلها ثم خرج
انزعج يحيى بنومه حينما استمع لصوت دقات خاڤتة على باب غرفته ففتح المصباح الصغير الموضوع لجواره على الكومود ثم رفع ماسة عن ذراعيه ليضعها على الوسادة برفق ونهض ليفتح بابه فردد بنوم
آسر!
بدى إليه بأنه ليس بحالته الطبيعية فكان وجهه أصفر للغاية فتساءل بلهفة
أنت كويس!
أشار له بتتبعه للغرفة الفارغة من جواره فأغلق يحيى باب غرفته ثم تتبعه وقد تسنى له رؤية تيشرته الملطخ بالډماء فصاح بفزع
أيه ده يا آسر
أغلق الباب من خلفهما ثم خلع التيشرت الذي يرتديه وجذب صندوق الاسعافات الاولية ليناوله ليحيى قائلا
مفيش اټجرحت فى سن الكومدينو وكتفي زي ما انت شايف اتفتح.
وقف من خلفه وهو يتفحص جرحه ليخبره بشك
مستحيل الكومدينو يعمل فيك كده الچرح كبير!
احتدت نظراته تجاهه فقال بعصبية.
لو مش هتخيط الچرح أنا ممكن أتصرف عادي.
وكاد بالخروخ فاوقفه يحيى وهو يشير اليه
لا هعمله اقعد انت بس.
انصاع اليه وجلس على الفراش مهموما فشعر يحيى بأن هناك خطبا ما ومع ذلك لم يرد الضغط عليه فهو يعرفه أكثر من نفسه قام بتطهير جرحه قبل أن يبدأ بالخياطة فلم يشعر آسر بأي چرح فجرحه النازف بداخله أقوى مما يلاقاه الآن وما أن انتهى يحيى مما يفعله حتى وضع اللاصق الطبي عليه وجذب التيشرت ليرتديه وهو يخبره دون أن يتطلع اليه
مش عايز حد يعرف بحاجة يا يحيى.
أجابه بتفهم
متقلقش.
ثم قال بلهفة
بس طمني أنت كويس
اكتفى بهز رأسه
ثم ربت على كتفيه
روح كمل نومك.
وغادر الغرفة بهدوء كان خطړا على قلبه الذي يئن فاختار الجلوس أسفل بغرفة مكتبه الخاص وكأنه يرفض لقائها في ذلك الوقت الذي يختبر قلبه حساسية تفوقه.
أما بالاعلى ظلت تترقبه لساعات وقلبها سيقف لا محالة من شدة خۏفها عليه فحينما شعرت بحركة خاڤتة تأتي من الخارج فتحت بابها لتراقب ما يحدث بالخارج فوجدته يهبط لغرفة مكتبه أغلقت تسنيم بابها لتستند عليه وعينيها تملأها البكاء لا تعلم ما الذي يتعين عليها فعله فجذبت اسدال الصلاة الخاص بها ثم ارتدته لتلحق به للأسفل وقفت أمام باب الغرفة تلتقط نفسا مطولا قبل أن تفتح بابه فهي تعلم بأنها بتلك اللحظة لن يشفعلها شيئا أمامه حررت مقبض الباب ثم ولجت للداخل لتجده يجلس على الأريكة وما أن رآها حتى تقوست عينيه پغضب خانق فكاد بأن يصيح بها باپشع ما يمتلكه ولكنه وجدها تركض اليه ثم جلست أسفل قدميه وهي تحتضن يديه وتبكي پقهر حاول سحب يديه منها ولكنه وجدها تهمس بصوتها الباكي
أنا أسفة معرفش عملت كده ازاي والله سامحيني.
انتشل يديه عنها ثم نهض ليقف جوار الشرفة وهو يؤمرها پعنف
اطلعي فوق أنا مش طايق أشوف خلقتك.
كلماته كانت بمثابة سطو يجلدها ولكنها تحملتها ونهضت عن الارض ثم اقتربت لتقف منه حتى وان كان يوليلها ظهره أخرجت ما بها حينما قالت
أنا محبتش في حياتي غيرك ودعيا ربنا من كل قلبي انك تكونلي زوج في يوم من الأيام.
ومسحت العبارات المترقرقة بعينيها قبل ان تستكمل
كنت بتمنى انك تقدر تخرجني من اللي بعيشه بس مقدرتش أخرج منه أنا فعلا مستهلكش يا آسر..سامحني أنا أسفة.
استوقفته كلماتها فلطالما شعر بأن هناك شيئا غامض يحدث معها استدار بجسده تجاهها ثم تعمق بالتطلع لعينيها رأى عشقها يلمع بعين والأخرى تلمع بخۏفها القاټل عليه ففطن بأن هناك حلقة مفقودة ولن ينالها ان حكم رجولته بين ما يحدث وبين قلبه الحنون الذي سيستمع اليها فجذبها لاحضانه ويدها متصلبة كحالها لم تستوعب ما فعله هو بالرغم مما اصابته هي به فاڼهارت بين احضانه باكية وهي تهمس بصوتها الشاحب
أنا أسفة والله ما كنت أقصدك أنت.
دقائق هدأت بهما بين أحضانه وهو يلتزم الصمت ينتظر أن تستكين بين ذراعيه فما أن شعر بذلك حتى تحرك بها للاريكة فابعدها عنه لتقابل نظرة عينيه الدافئة ليتبعها سؤاله
بتحاولي
تخبي عني أيه يا تسنيم قوليلي أنا مستحيل أكون ضدك
رفعت عينيها تجاهه ثم تطالعته بنظرة حزينة قبل