رواية العصيان..بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز


فيه دا سببه واحدة قابلتها.
ازدرد حمزه لعابه وقال
_ غزل يا زكريا مش أي واحدة.
رفع زكريا حاجبه بسخرية وقال مقلدا صوت صديقه

_ غزل يا زكريا مش أي واحدة.
لكمه زكريا ليعيده إلى رشده وقال
_ والست غزل دي شكلها إيه علشان تخليك بالشكل دا يا أستاذ حمزه.
عبس حمزة بوجهه ووقف ممررا أصابعه في خصلات شعره وقال
_ زكريا بلاش تريقة وحياة عيالك علشان أنا مش ناقص كفايا إني لا عارف أنام ولا أكل ولا أشرب بسببها وبفضل صاحي علشانها طول الليل وأجرى أقف أشوفها وهي رايحة الأوبرا الصبح مع البني أدم اللزج اللي بيجي ياخدها كل يوم ولا كأني عيل مراهق بيحب على نفسه.
ضړب زكريا كفيه معا بتعجب وهز رأسه وقال
_ حمزه إنت بجد حالتك ميؤس منها يا بني ما تفوق لنفسك وتشوف حالك وتسيبك من الأوهام اللي عايش فيها.
تبدلت نبرات صوت زكريا ليتخذ صوته نبرة حادة صارمة وقال
_ حمزه أسمعها مني بلاش تتعلق فحبال غيرك علشان متوقعش تاني وكفايا اللي حصل لك بسبب تعلقك السريع دا أنا بجد خاېف عليك لتكون غزل تجربة معادة للتجارب السابقة فحياتك.
صمت زكريا لتألم صديقه ولكنه لم يستطع أن يراه يلحق بنفسه الأڈى مرة أخرى ويقف ساكنا فأضاف
_ سامحني يا حمزه بس أنا صاحبك ومقدرش أشوفك هتقع فنفس الغلطة وأقف أتفرج عليك إنت بجد لازم تشيل اللي إسمها غزل دي من تفكيرك قبل ما تتوجع تاني.
...
لم تستطع النوم فأتجهت صوب نافذة غرفتها ووقفت كعادتها ولم تدر لما أرتجفت وشعرت وكأن هناك من يراقبها ويتابعها لتتذكر صوته الهاديء فأبتسمت بدهشة من نفسها فصوته حين ألقى سلامه عليها ذلك الصباح أحسته يخبرها بالكثير تملك من غزل رغبة شديدة لتعزف فاستدارت لتلتقط ألتها وعزفت معبرة عن إحساسها الجديد الذي فاجئها كليا مرت ساعة ليوقفها صوت شقيقها رائف فعقدت حاجبيها حين أقتحم غرفتها ووقف يتطلع إليها بسخرية ليتقدم منها ويقول
_ أعملي حسابك إنك معدتيش تنزلي تروحي الأوبرا دي تاني أنا خلاص قريت فتحتك على واحد صاحبي كان شافك مرة وعجبه شكلك ولما قابلته من كام يوم طلبك مني وأنا وافقت ما هو كفايا عليكي عنوسة لحد كدا أنتي خلاص تميتي التلاتين وكويس إن في حد جه وطلبك بدل ما تفضلي قاعدة كدا زي البيت الوقف.
سقطت آلتها أرضا وقد تملكتها الصدمة بسبب كلمات شقيقها القاسېة وأحست بالڠضب يتصاعد بداخلها ولكن أبتعاد رائف ومغادرته الغرفة دون أن يتيح لها فرصة الحديث زاد من ڠضبها وتناست غزل آلتها التي سقطت منها لتدهسها پعنف وڠضب أسرعت حياة پخوف إليها وبادلت عيناها بين جسد غزل المرتجف وآلتها المهشمة فأسرعت لتحتويها وقالت
_ عملك إيه المفتري دا تاني.
هزت غزل رأسها بحدة وقالت
_ رائف خلاص يا خالتو أتجبر على الأخر ووصل بيه الأمر إنه يقرا فاتحتي على صاحبه من غير ما يبلغني ومن غير ما أوافق أنا مش عارفة هو ليه بيعاملني كدا دا حتى الډم اللي بيجري فعروقنا واحد.
شهقت حياة پصدمة وقالت بإستهجان ورفض
_ جواز إيه دا اللي عاوز يجبرك عليه لا ما لحد كدا وكفايا أوي أنا مش هقدر أتحمل منه أكتر من كدا هو إيه فاكرنا مش هنقدر نقف فوشه وإنه هيفضل يفتري علينا بالشكل دا.
ابتعدت غزل عن خالتها وقالت
_ أنا فاهمة هو بيعمل معايا كدا ليه وعارفة إنه بيزهقني علشان أمشي وأسيب له البيت وشكلي كدا يا خالتو هحقق له اللي هو عاوزه علشان أنا معنديش أي إستعداد أتجوز واحد من أختيار رائف أخويا اللي عمره ما عرف يعني إيه معني مسئولية ولا حتى فهم معني الرجولة.
وفي اليوم التالي ضړبت غزل بتحذير رائف عرض الحائط وغادرت كعادتها صباحا ووقفت تنتظر سيارة عماد لترتجف فجأة حين أحست بوجوده قريبا منها فأستدارت في نفس اللحظة التي حدثها حمزه فيها وقال
_ صباح الخير يا أنسة غزل.
لم تعرف كيف شقت تلك الإبتسامة ثغرها رغم الحزن الذي جثم فوق قلبها وأجابته وهو تخفض رأسها أرضا
_ صباح النور يا أستاذ..
أسرع حمزه وقال معرفا عن نفسه
_ حمزه الشافعي.
أومأت برأسها وقالت
_ صباح النور يا أستاذ حمزة.
صمتت وقلبها يرجف وأحست وكأنها تعدو فلم تستطع غزل رفع رأسها نحوه ليفسد عليهم اللحظة صوت رائف الذي قال بحدة
_ ودا مين دا كمان يا ست غزل اللي واقفة معاه إيه هو أنتي مش ناوية تبطلي تسحبي لنا كل يوم والتاني راجل شكل اومال لو مكنتيش عامية كنتي عملتي إيه يا غزل هانم.
...
3.. مقدر لنا..
شهقت پصدمة بعدما طعنتها كلمات شقيقها وأحتقن وجهها بحمرة قانية وڠضب بعدما تشدق رائف أمام حمزه بعجزها ليخرج غزل من ڠضبها صوت تلاحم اعقبه صوت سباب صدر عن شقيقها ترادف مع تأوهات ألمه فعلمت بأن حمزه أوسعه ضړبا لم ترى غزل حالة الڠضب الذي بدا عليه وجه حمزه وهو يطبق بأصابعه رائف إلا حين صاح
 

تم نسخ الرابط