رواية العصيان..بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز


يقول بصوت أجش
_ غزل إيه رأيك لو نخرج سوا نروح أي مكان نتعشا يعني قبل ما تبدئي تمرينات الفرقة وتنشغلي.
كادت غزل ترفض طلبه لتفر من ذلك الصوت الذي حثها على حماية نفسها ولكنها عدلت عن رأيها حينما نغزها قلبها مطالبا إياها لتعطه الفرصة التي يريدها لتومأ برأسها وهي تهمس بموافقتها أتسعت إبتسامة حمزة حين سمع موافقتها فمد يده أناملها فخطت بعيدا عنه بإضطراب فأدرك بأنها تأثرت وشعرت بذلك التيار الذي سار بينهما لاحقها بعيناه ليتأكد حدسه فخطى تلك الخطوة التي أحسها واجبة عليه لينتقل بعلاقته معها إلى مستوى أخر وتتبع عقله وصډمته رجفتهما سويا فسكنا بصمت.

حاولت غزل تفهم تلك الأحاسيس التي نبتت بداخلها وتسائلت لما تشعر بأنها أخيرا في مكانها الصحيح تنهدت بهدوء ليخبرها قلبها بأنه وجد ضالته وملاذه داخل قلب حمزة الذي أحتواه وأزهر بأعماقه كل أنواع المشاعر التي سمع البعض يترنم بها ليحياها برفقته ولكن تبا لعقل يبحث دوما عما يجهده هكذا سب قلبها عقلها الذي ذكره بإسم غريمتها التي أحتلت قلب حمزة سابقا فلم تدر غزل بأن لسانها تفوه بما تفكر به بصوت ملئته الغيرة
_ حمزة هو أنت لسه بتحب راوية
تصلب جسده ولعڼ الألسن التي تشدقت بماضيه أمامها وزفر قائلا بعدما أدرك بأن عليه توضيح ماضيه ليغلق صفحته نهائيا
_ راوية ماضي وهمت نفسي إني بحبها وعشت الوهم وفرضته عليها ونسيت إنها أخت صاحبي اللي مينفعش أبدا أفرض عليها أي مشاعر لحد ما هي بنفسها فوقتني لما شوفت حبها لعمران وعرفت وقتها وأتأكدت إن اللي جوايا ليها مكنش حب.
تنهد وهو يتابع ملامحها المنصته له بأهتمام وأضاف
_ غزل أنا عاوزك تعرفي إن الكلام اللي سمعتيه كان المقصود منه إن يعكنن علينا صفو حياتنا مش أكتر.
أبتعدت غزل عنه تفكر بكلمات تلك الفتاة التي أكدت بأن هروب حمزة من بلدته لإنه لم يستطع تحمل رفضها له وزواجها من غيره فواجهته بحقيقة كل ما سمعته لتسمع صوت أنفاسه الحادة حين منها إياها لتجلس إلى جواره حمزة كفيها وهو يقص عليها حقيقة مشاعره وتوهمه بالحب لرواية ليكتشف في نهاية الأمر بأنه كان يبحث عن الأحتواء والحب ولم يعثر عليه حتى قابلها.
رجف قلب غزل حين همس حمزة بكلماته الأخيرة فحبست أنفاسها أزاء صمته حتي عاد صوته يهمس ليطيح بكل شك وريبة بداخلها بقوله
_ عارفة يا غزل إنك الوحيدة اللي قدرت تستحوذ عليا وتملكني من غير ما أشوفها ولا أعرفها ومش كده وبس لأ أنتي خلتيني أسهر كل يوم أستنى الساعة اللي هسمع فيها رسالتك ليا اللي كنت بحس إنك بتبعتيها بالموسيقى اللي بتعزفيها أنا كنت عامل زي المفتون وبدور عليكي لحد ما شوفتك وخطفتيني وقتها قررت إني لازم اعرفك أني موجود وأخليكي تحبيني ولما حصل اللي حصل حسيت بأن القدر بيساعدني إني أوصل لك فصممت أكتر عليكي بوجودي فحياتك لدرجة إن كان عندي إستعداد إن لما يجي الوقت اللي تقولي لي فيه الفترة خلصت إني أخطفك وأخبيكي لحد ما أقنعك بحبي ليكي.
صمت حمزة للحظات ملامحها وهمس بصوت تجلت فيه مشاعر حبه لها
_ غزل وأنا معاكي عرفت معني الحب ومعني إن قلبي ميبقاش ملكي وعشت مشاعر طيرت النوم من عيني مشاعر وإحاسيس خلت روحي تتمنى أنها تندمج مع روحك اللي إنتي وحدك بتكمليها أنا معاكي وليكي قلبي مخجلش يعترف بحبه ليكي بيكي وبإنك حقه. 
جاءت كلمات حمزة كضربات البرق تنير كامل دروب غزل وتسائلت أيمكن أن تكون تلك اللحظات مجرد حلم يقظة ليأتي تأكيد حمزة بأعترافه بحبه لها وبصدق ما تعيشه حين ترجم ما يشعر به نحوها بغزل أذهب بعقلها فتناسيا الوقت ولم يدر كلاهما بأنهما نكسا سويا راية العصيان على مشاعرهما.
راقبها حمزة بحب لا يدر أنه أخيرا وجد حبه المنشود فقال
_ غزل أنا بتمنى إنك تقبلي بوجودي فحياتك كزوج وتديني الفرصة علشان أقدر أعرفك بحمزة اللي بيحمد ربه أنه لاقاكي.
أضطربت أنفاسها كليا أمام عاطفته التي طغت على حواسها لتعلن أمام قلبه بتسليمه راية حصنها وقلبها بكامل مشاعرها فوعدها حمزة بأن حياتهما بدءا من تلك اللحظة هي لهما معا ليخلدا حبهما سويا.
...
8.. بداية أم نهاية..
وفي الصباح التالي.. تنهدت غزل بسعادة وهي تتذكر تلك الساعات التي تذوقت خلالها حب حمزة لتعلو حمرة الخجل وجهها لتدليله لها طوال الليل وحين أحست بيقظته مدت يدها أخفت وجهها بين كفيها حرجا ليخبرها حمزة بمحبة
_ غزل هو أنا قلت لك أني بحبك وبوعدك إني مش هبطل أحبك لأخر عمري وبعد عمري يا أول وأخر عمري و.
قطع لحظتهما سويا رنين هاتف غزل معلنا إسم المتصل فأبتعد حمزة فجأة عن غزل التي عقدت حاجبيها ولعنت عماد لأتصاله وأنبئتها حركة حمزة بأنه أعتدل جالسا بجوارها فازدردت لعابها وجلست هي الأخرى قائلة
_ أنا أسفة نسيت إن النهاردة في تمرين و.
قاطعها حمزة بقوله
_ ونسيتي أكيد
 

تم نسخ الرابط