رواية العصيان..بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
بالحياة ليدرك بأن ما تعانيه غزل فاق ما مرت به منذ حادثتها وفقدانها لوالديها فلزم الصمت وعاد لقيادة سيارته متجها بها إلى الأوبرا وما أن أطمئن لولوجها إلى الداخل حتى أسرع بالمغادرة عازما على أعادة غزل للحياة.
فاجأ رائف غزل بأقتحامه غرفتها بدار الأوبرا وجلس أمامها مبتسما پشماتة قائلا
هزت غزل رأسها بأسف لتسأله قائله
_ وهو إيه اللي أنت عاوزه يا رائف
_ الفلوس مش كدا يا رائف كراهيتك لوالدتي الله يرحمها علشان بابا حبها وأتجوزها كان بسبب كلام والدتك ليك من صغرك وحرصها إنها تكرهك فينا خصوصا أن بابا كمل حياته بعد ما أنفصل عن والدتك ولما جيت أنا وكبرت كنت دايما بستغرب ليه بتتعمد تعمل كل حاجة علشان تزعلني وتخليني أعيط تعمدك إنك تكسر لعبي وتسرق أي حاجة يشتريهالي بابا مكنتش فاهمة لكن لما كبرت أكتر فهمت وعرفت إنك كاره لوجودي ودا اللي حاسه بابا علشان كدا خاف عليا أنا وماما منك ومن طمعك خصوصا إنك كنت دايما تأكد له إنك عمرك ما هتشيل مسئولية أي حاجة ولما جيت وقولت إنك هتتجوز بابا حاول أنه يخليك تنزل الشغل وتشيل الحمل عنه لكن لما عرف إنك روحت دينته رفع إيده عنك وكل ما كان بابا أو أي حد يواجهك بعيوبك كنت بترمي مسئولية سوء تصرفك على شماعة كرهك ليا ورغم كل اللي عملته معايا متحملتش أشوفك بتتبهدل ورفضت أسمع كلام المحامي وساعدتك وكان عندي إستعداد أساعدك لأخر نفس فحياتي بس قصاد إني أحس فعلا إنك الأخ السند اللي سابه بابا ليا فالدنيا علشان مبقاش لوحدي لكن إصرارك على أنك تاخد كل حاجة يا رائف بني جوايا حاجز بيني وبينك وسوء معاملتك لمراتك وولادك خلاني أقول كفايا لحد كدا مش كفايا علشان أنا بكرهك لأ يا رائف أنا لما قولت لك كفايا كان نفسي تفوق لنفسك وتحاول تغير من نفسك علشان تلحق تعيش حياتك مع ولادك قبل ما السکينة تسرقك وتضيع عمرك على الفاضي.
_ لو عاوز الفلوس اللي كتبها بابا ليا يا رائف فأنا مستعدة أتنازل لك عن كل حاجة وقصاد دا عوزاك تسأل نفسك سؤال واحد هل الفلوس تستاهل إنك تخسر أختك ومراتك وولادك علشانها هل الفلوس هتغنيك عن سماعك لكلمة بابا أو هتعوضك عن أهتمام ولحظة حب ودفا مع ناس بتحبك لو فعلا الفلوس عندك أهم يا رائف فصدقني إنت عندي أهم منها.
_ جميلة المحاضرة بتاعتك يا غزل بس للأسف متساويش عندي جنية إنما أسمحي لي ألزمك بكلامك إنك لو فعلا عاوزة تثبتي لي إني الأهم عندك فتعالي معايا نروح للأستاذ جاد المحامي ووريني أهتمامك وحبك ليا عملي وردي لي باقي ورثي اللي بابا كتبه ليكي.
_ تمام يا رائف يلا بينا بس قبل ما أديلك الفلوس أنا ليا طلب واحد عندك.
تذمر بنفاذ صبر وسئلها بجفاء عن طلبها لتخبره غزل بحزن قائلة
حققت غزل لشقيقها ما أراد رغم رفض جاد لطلبها وأمام إصرارها وټهديدها بألغائها تعاملها معه وافق على نقل مليكة كافة ممتلكاتها إلى رائف الذي جلس أمامه لا يصدق حقا بأنها نفذت طلبه لتقف غزل أمامه قائلة
_ يا خسارة يا رائف يا خسارة أنا كان عندي أمل إنك هتتراجع وترفض لكن إنت أثبت لي فعلا إن مافيش أي فالدنيا دي حاجة أسمها حب لا بين أخوات ولا بين غيرهم.
إنصرفت وهي تشعر بالإنهزام وودت لو ترتمي بين ذراعي حمزة ليحمل عنها ثقل هزيمتها الأخيرة فطلبت من أحد المارة بمساعدتها ليوقف لها إحدى السيارات وأملت على سائقها عنوان شركته إنتبهت غزل بعد مرور بعض الوقت لصوت السائق يبلغها بوصولهم إلى وجتهها وساعدها حتى سلمها إلى مكتب الأمن الذي سارع موظفيه بمرافقتها إلى مكتب حمزة حين عرفت عن نفسها أمامهم.
إستجمعت غزل شجاعتها وولجت إلى داخل مكتبه ليقابلها الصمت فأدركت بأن مديرة مكتبه غادرت لتقوم بعمل ما وقفت غزل بتملل بأنتظار ظهور أحد الموظفين وبعد مرور دقائق على وجودها بمفردها خطت طريقها صوب باب مكتبه لتقف أمامه تشعر بعدم قدرتها
متابعة القراءة