رواية العصيان..بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز


وصل إلى سمعها أطراف حديث هامس بين أثنتين من الحضور لتأتي إحداهن وتسخر من عجزها وسنوات عمرها الثلاثون بل ووصل الأمر بالفتاتين بنعتها بالعانس وتمادوا بمقارنتها بتلك الفتاة التي عشقها حمزة وأرتبط بها وجعلته يهرب من الجميع إلى القاهرة حين رفضت حبه وتركته لتتزوج من رجل أخر ليوقد حديثهما نيران الغيرة والحزن بقلب غزل ويثير رغبتها بمعرفة غريمتها التي أستولت على قلب حمزة.

رسمت غزل إبتسامة لتخفي حزنها عن الجميع ولاحظتها سعادة فأرتابت بهدوئها الغريب فبحثت في الأمر لتخبرها إحداهم بما سمعته من حديث لتتسع عينا سعادة بسخط لأدراكها أنهما خططا لتسمعهم غزل ورغم تعامل غزل مع ما سمعته بعقلانية إلا أن سعادة أحست حين تابعتها خلسة أنها جرحت وبقوة.
ولجت غزل إلى غرفتها أخيرا بعدما تسللت هربا من الجميع لتضع كل الهدايا التي تسلمتها أرضا بأهمال حتى وصلت إلى أريكة حمزة التي وضعت بعناية بجانب الشرفة وتمددت فوقها وتدثرت جيدا لتخفي جسدها ورأسها أسفل الدثار وولج حمزة إلى الغرفة بحثا عنها حينما أخبرته والدته بأختفائها فرأى جسدها المنكمش حول نفسه فوق الأريكة فأوصد باب غرفته وأتجه صوبها وركع بجانبها لينتبه إلى أرتعاشتها فأدرك أنها تبكي أحزنه تبدل حالتها فوقف ومد يده شهقت غزل وطلبت منه أن يتركها ولكنه رفض طلبها فزفرت بضيق إزاء إصراره على جلس حمزة فوق وأجلس غزل بجواره وسألها بحذر عن سبب دموعها لزمت غزل الصمت وهي تتذكر كلمات الفتيات وتندرهم بعجزها وسنها لتنهمر دموعها مرة أخرى تركها حمزة تبكي حتى جفت دموعها فمد يده ومسح أثرها عن وجهها وقال
_ ممكن بقى تحكي لي وتعرفيني مين اللي سرق ضحكتك اللي ملت الدنيا بهجة وخطڤها وزرع الدموع دي مكانها.
زفرت بإنكسار وهي تفكر أتخبره بما سمعته من حديث أم تلزم الصمت لتقرر أخباره بنصف الحقيقة فقط حتى لا يكتشف أمر غيرتها التي تأججت بداخلها لمعرفتها بأنه يعشق أخرى أمتلأت نفس حمزة بالسقم وتوعد بأن يرد لمن أهانها الصاع صاعين.
مددها حمزة فوق حين وأحكم وضع حولها ومال فوق جبهتها إياها وهمس معتذرا
_ حقك عليا يا غزل أنا مكنش المفروض أطاوع الحاجة سعادة وأخليها تعزم كل الناس دي ونسيت أن زي ما منهم اللي بيحبنا وبيخاف علينا فيهم كمان العكس زي النموذج اللي إنتي سمعتيهم بيتكلموا وللأسف دول موجودين فكل مكان حوالينا عاملين زي الكائن الطفيلي بيكبر لما يلاقي أهتمام من اللي بيسمع له فالحل أهمال وجودهم.
أرتجفت غزل وتاهت كليا حين حمزة جبهتها ودت لو يبتعد لتستعيد تركيزها الذي أطاح منها به ولم تغب أرتجافتها عنه وهم بالأبتعاد لينتبه إلى الرسمة الحناء التي خطتها أنامل والدته فازدرد لعابه بأرتباك وعينه تتابع النجوم المنثورة لتثير فضوله للكشف عن خريطتها ساد الصمت بينهما ولم يعد يسمع بالغرفة غير أنفاس متلاحقة لينهي حمزة عڈابه بإبتعاده عنها وهو يهمهم بحرج
_ غزل أنا أنا هنزل أطمن الحاجة سعادة عليكي وهسيبك ترتاحي شوية عن أذنك.
فر حمزة من الغرفة ومن مشاعره التي ثارت بداخله لتفاجئه والدته بظهورها أمامه فحاول أخفاء أرتباكه فظنته والدته علم بكل ما سمعته زوجته منه لتربت على كتفه وقالت بحزن
_ حجك عليا أنت يا ولدي وحج مرتك كمان عليا إني والله مهملتهاشي إلا هبابة وحوصل اللي حوصل المهم يا حمزة طمنت مرتك إنك معتدش بتحب غيرها إني خابرة إن الواحدة منينا معتجبلشي تسمع إن جوزها كان بيعشج غيرها خدها بالهداوة يا ولدي وفهمها وطيب خاطرها.
بهتت ملامح حمزة فظهر جليا على وجهه أن غزل لم تخبره بكل ما سمعته لتخبره والدته تحكم حمزة بأنفعاله حتى لا يزيد من إحساس والدته بالحزن والذنب لتركها غزل بمفردها ورافق والدته إلى غرفتها ليغادر بعدها منزله سعيا للأنفراد بمشاعره التي بدأت تطالبه بالمزيد من غزل.
عاد حمزة قرابة الفجر فوجد والده يجلس بإنتظاره فوقف أمامه شاعرا بالحرج لتأخره ولتركه زوجته بمفردها كل هذا الوقت فأشار والده إليه ليرافقه إلى غرفته الخاصة فتبعه حمزة غافلا عن رؤية غزل التي وقفت بأعلى السلم تبحث عنه بصمت.
جلس حمزة أمام والده ليدرك بأن لدي والده الكثير من الحديث وتأكد ظنه بوجود خطب حين أعتدل والده بجلسته وهو يطلق صراح أنفاسه بحدة ويقول
_ إني بدي أعرف كيف تجبل على حالك تتجوز واحدة مزجاتية.
تصلب فك حمزة وهو يحدق بوجه والده بحدة لينتبه شافعي كونه أثار حفيظه ابنه ولكنه عزم على أخباره بكل ما يجيش بصدره فحدق هو الأخر بصرامة بعينه وأهمل سحب الڠضب التي بدأت تتجمع داخل صدر حمزة وأضاف
_ ومهياشي بس مزجاتيه لاه دي كومان فيتها جطر الجواز ولو اتحدتنا عن عماها فأحب أعرف منيك كيف مرتك هتجدر تاخد بالها منيك ومن حالها وكيف هتجدر تراعي ولادك لما تحبل وتخلف ولا أنت ناوي تحرمنا من خلفك يا حمزة يا ولدي أنا كنت أتمنالك واحدة تليج بمجامك صغيرة
 

تم نسخ الرابط