رواية العصيان..بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز


اللي أتجوزتها من ورانا فاهم يا ولدي ولا تحب أفهمك بطريجة تليج بحمزة واد الشافعي اللي راح اتجوز من ورا أهله كنه سارج سريجة ولا عمله عملة وبيتخبى منيها.
حاول حمزة أن يهدأ من حدة والده ولكن الأخير لم يمهله وأنهي أتصاله أمرا إياه بالحضور وبرفقته زوجته ليدرك حمزة حجم الأزمة التي تواجهه فهو لا يدري كيف سيقوم بإقناع غزل لترافقه.

سرد حمزة على سمع حياة محادثة والده معه ونظر إليها يطلب مشورتها للمرة الثانية لهذا اليوم فجلست حياة عابسة الوجه وقالت وهي تحاول إيجاد مخرج له
_ بصراحة يا حمزة كلامك عن والدك وكلامه ليك يخليني أخاف على غزل من إنها تسافر معاك لهناك لأحسن حد يضايقها بكلامه ولا تصرفاته وأنت عارف غزل حساسة وضعيفة إزاي.
أغمض حمزة عيناه قبل أن يتسند برأسه إلى الطاولة التي جلس أمامها وهز رأسه بيأس ليأتي صوت غزل يهمس بخجل من خلفه معلنا عن موافقتها على سفرها برفقته إلى بلدته بصعيد مصر لتعلمه أنها أستمعت إلى حديثه مع خالتها فألتلفت حمزة إليها وقال
_ يعني أنتي بجد موافقة تسافري البلد معايا يا غزل.
أكدت غزل موافقتها وقالت
_ طبعا موافقة وبعدين أنت ناسي إنك ساعدتني يعني أنا اعتبر مديونة ليك بمساعدة وأهو وقتها جه أسرع مما تخيلت علشان أسددها ليك.
ازدرد حمزة لعابه وهو يفكر بوالده وجفاف طباعه وحدته فوقف وقال
_ بس يا غزل أنتي متعرفيش أي حاجة عني ولا عن عيلتي فالصعيد وبصراحة حياة معاها حق فخۏفها علشان أنا كمان قلقان من سفرك معايا يعني طبيعة الحياة هناك ممكن متناسبش إتفاقنا وإحنا بمجرد ما هنسافر البلد هيتفرض علينا حاجات لازم نعملها ونراعيها حتى لو ڠصب عننا يعني مثلا زي أنك هتضطري تلبسي حجاب وهتغطي شعرك وهتضطري تمثلي أدامهم إنك متقبلة لحياتك معايا وإن العلاقة بينا عادية زي حياة أي أتنين متجوزين يعني مينفعش أي حد هناك يعرف إن اللي بينا وضع مؤقت.
لامت غزل نفسها على تهورها وموافقتها ولكنها برأيها وقالت
_ عادي وفيها إيه لما أغطي شعري طول ما إحنا هناك وبعدين متقلقش أنا عمري ما هحطك فأي موقف محرج قصاد أهلك.
وفي فجر اليوم التالي قاد حمزة سيارته ترافقه غزل بمفردها بعدما رفضت حياة الأنضمام إليهم متخذا طريقه إلى بلدته لتلزم غزل الصمت طوال الطريق وما أن لاح طريق البلدة المختصر أمام حمزة حتى أوقف سيارته وألتفت إلى المقعد الخلفي ليلتقط تلك الحقيبة التي حرص على شرائها من أول المحال التجارية التي قابتله وأعتدل وهو يضع الحقيبة بين يدا غزل ليقول
_ غزل أنا سمحت لنفسي أشتري ليكي عباية ومعاها طرحة يعني لو ممكن تلبسيهم علشان إحنا خلاص نعتبر وصلنا البلد.
مدت غزل يدها تلك العبائة وحين حاولت إرتدائها شعرت يمنعها فأسرع حمزة طرف العبائة بعيدا وساعد غزل على إرتدائها وتناول غطاء الرأس ووضعه فوق رأس غزل مخفيا خصلات شعرها الأحمر عن الأعين فتنهد بأرتياح وهو يحدق بملامح وجهها الذي ازدادت جمالا فلم يتمالك نفسه فعبر عن إعجابه بها قائلا وهو وجهها بكفيه
_ على فكرة أنا لو أعرف أنك لما تغطي شعرك هتبقي بالجمال دا كنت طلبت منك تنتقبي علشان محدش يشوفك غيري أنا وبس.
مدت غزل يدها حجابها وقد لون الخجل وجهها بحمرة رقيقة لتنتهي يدها بين يدا حمزة فقالت بصوت مضطرب
_ أنت أكيد بتجاملني و.
قاطعها حمزة و بدت لغزل فراشات صغيرة جعلت قلبها يرجف بقوة حين همس حمزة
_ أنا لو جاملت الناس كلها عمري ما هجاملك أنتي بالذات يا غزل علشان أنتي حقيقي جميلة واللي يشوفك لازم يقدر جمالك ويديله حقه عارفة يا غزل أنا بتمنى إنك تشوفي نفسك بعيوني علشان تقدري تفهمي وتعرفي أنا شايفك وحاسك إزاي.
زادت كلماته من إضطرابها فسحبت غزل يدها وأخفتها سويا وقالت
_ حمزة لو لو سمحت يلا بينا علشان متتأخرش أكتر من كدا على والدك.
نفذ لها حمزة طلبها وعاد لقيادة سيارته مجتازا الطريق المختصر ليصف سيارته أمام منزل والده وأسرع بمغادرة مقعده وألتف حول سيارته ليلتقط ساعد غزل بين يديه وهو يميل صوب أذنها قائلا
_ أنا عارف إنك مش حابة إني بس أنا عاوزك تتقبلي مساعدتي ليكي من غير أي أعتراض لحد ما نرجع القاهرة تاني ممكن يا غزل.
اومأت وقلبها يرجف بسبب حمزة منها وتبعت خطواته لتنتفض فجأة وتلتصق به خوفا حين رج المكان بصوت غليظ يقول
_ بعد عنيها يا حمزة ولا عيشتك فالبندر شجلبت حالك وخلعت عنيك برجع الحيا جرى إيه يا ولدي مالك لازج فيها إكدة كنها هتوهرب منيك ولا تكونش نسيت أصول بلدك وعوايد أهلك.
همت غزل بالإبتعاد عنه ما أن صمت الصوت لتجفل حين حمزة بقوة إلى صدره وقال
_ مرتي أشيلها فوج رأسي يا بوي ودا بأصول أهلي ولا ناسي أنها عروسة مسبعتش وحجها عليا أشيلها فوج راسي وجوا جلبي.
زاد ڠضب شافعي بسبب تحدي
 

تم نسخ الرابط