رواية العصيان..بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز


الغرفة فناداها حمزة
_ أنتي سيباني ورايحة فين.
لم تدير رأسها إليه أنما أجابته بصوت فاتر
_ همشي يا حمزة ما أنا قولت لك خلاص معدش في أي لزوم لأرتباطنا.

أنتشلها حمزة من مكانها بعد أن كبلها بذراعيه إياها ليوفقها من قائلا
_ ومين قالك إني موافق على الكلام اللي قولتيه.
أحكم حمزة ذراعيه حولها ومال بوجهه صوبها ليضيف كلماته الهامسة مبددا حلم غزل بحصولها على الطلاق بقوله
_ بذمتك في واحد عاقل يطلق مراته حبيبته بعد ما عرف إنها حامل فولاده.
تجمدت بين ذراعيه تحاول إستيعاب كلماته لتأتي ردة فعلها مخالفة لتوقع حمزة حين بكت بشدة ليعلو نحيبها ويصل صوتها إلى سمع شافعي الذي أحس بالخۏف على زوجة إبنه الحامل فأسرع لداخل الغرفة فرأى غزل تبكي بأنهيار بين ذراعي ابنه وتبعته سعادة التي أسرعت لتبعدها عنه وهي تحدق بوجه بعبوس قائلة
_ عملت فمرتك إيه يا ابن بطني لجل تبكيها أكدة.
ازداد إنهيار غزل وتشبثها بسعادة ووقف حمزة يتابع ما يحدث پخوف والده منه وطلب منه أن يرافقة إلى الخارج لتعيد سعادة غزل إلى فراشها وهي تربت على ظهرها بحنو قائلة
_ كفياكي بكى يا بتي وفهميني حمزة ولدي عملك إيه جوليلي وصدجيني لو ولدي غلطان أني هجيب لك حجك منيه كيف ما تريدي.
أنهار سد غزل بعدما شعرت بالأمان بين ذراعي سعادة لتقص عليها حقيقة زواجهما وكل ما مرت به واستمعت سعادة بصبر وحزن لغزل التي رأت بأنها واجهت الكثير بمفردها ليأتي حمزة ويزيد من معاناتها في نهاية الأمر فمدت أصابعها ومسحت دموع غزل وجهها بكفيها قائلة
_ بتحبي ولدي حمزة يا غزل.
أومأت برأسها وقالت
_ أنا مش بس بحبه أنا بعشقه بس هو وجعني قوي يا ماما سعادة فالفترة اللي فاتت وكسرني لما سمح لجومانة بأنها منه بالشكل دا.
وقفت سعادة وسحبت غزل لتقف بجوارها مردفة
_ شوفي يا بتي أني مش هجولك ولدي راجل وميعيبوش إنه يتجوز تاني والحديت الماسخ دا لاه أني هجولك حاجي على بيتك يا بتي وارضي جوزك لأجل ما تبعديه عن غواية بنات إبليس ما هو يا ضنايا الراجل من دول عامل كية العيل الصغير رايد اللي تجلعه وتراضيه وتحبه ولو مرته يوم هملته ڠصب عنيها يروح يلوف على غيرها ولجل أكدة إني ريداكي تربي جوزك من لأول تتجلي عليه بس وأنتي جاره يا خايبة وتتجلعي عليه وتطيري عجله منيه وتخليه يتمنى لك الرضى ترضي إنما لما تبعدي عنيه وتهمليه وتتكبري تراعيه هتاجي عجربة من العجارب وتحوم حواليه كية ما حوصل فهمتيني يا بتي ولا ريداني أجول أكتر من أكدة.
ازدردت غزل لعابها بحرج واحمر وجهها ولكنها سرعان ما عبست مرة أخرى لتقول بصوت حزين وهي تتذكر جومانة
_ بس أنا مش هعرف انسي إن في واحدة تانية كانت عاوزة تسرقه مني ولا هقدر اسامحه أنه سابها واتعامل معاه عادي.
أدركت سعادة بأن معرفة غزل وخبرتها في الحياة هي خبرة ناقصة لم تنضج لتواجه الحياة رغم سنواتها الثلاثون فزفرت وهي تفكر أتصارح ابنها ليحاول رأب الصدع بينه وبينها أم تأخذها معها إلى البلدة لتبعدها عن حمزة ليشعر كيف ستكون حياته إن أفترقت عنه ليقدر نعمة وجودها معه لتنهي سعادة حيرتها وهي تعتدل قائلة
_ أني خلاص لجيت الحل اللي هيصلح حالك أنتي وولدي يا بتي.
...
10.. وطني أنتي..
أسبوع مر منذ أرغمه والده على الموافقة على ترك غزل تسافر معهم إلى البلدة سبعة أيام مرت عليه كأنها سنوات حاول خلالها أن يستمع إلى صوتها ولكنه لم يتمكن فهي لا تجيب على هاتفها أبدا وكلما سأل والدته عنه أجابته بفتور بأنها نائمة حدق عمران وزكريا بحمزة الشارد بجوارهم فوكز عمران حمزة وقال
_ الحاجة سعادة علمت عليك يا ابن الشافعي وخلتك تعرف إن الله حق.
عبس حمزة بوجهه وهم بلكمه ليوقفه صوت زكريا بقوله
_ واد يا حمزة هو اللي يصلح لك المايلة تديله كام.
أعتدل حمزة وقد أستحوذ زكريا بكلماته على إنتباهه ليجيبه بلهفة
_ أديله اللي هو عاوزه بس مين دا اللي هيقدر على الحاجة سعادة ويخترق حصنها ويوصلني بغزل.
لمعت عينا عمران وزكريا لينفجرا بالضحك ليقولا
_ هتعرف فوقتها يا ابن الشافعي بس  وقتها هتعمل كل اللي يطلب منك.
وفي البلدة لم يكن حال غزل أفضل فهي ومنذ إنصاعت لسعادة وهي حبيسة غرفتها ورغم الرعاية الكاملة التي أولتها سعادة إياها والحب الذى أحسته من والد حمزة إلا أنها تمنت لو يكون حمزة بجوارها ولكن كيف وسعادة تقف أمامها وأمامه بالمرصاد فهي تعاقبها كما عاقبت ابنها لعنادهما وخطائهما المزودج تنهدت غزل حين ولجت سعادة بصخبها المعتاد وصوتها المرح لتبتسم غزل رغما عنها وتقول
_ أنا مكنتش عارفة إن حضرتك هتنفذي كلامك معايا وتزغطيني بجد زي البط.
ضحكت سعادة وهي تضع ما تحمله من طعام بجوار غزل لتمد يدها لتطعمها بنفسها وهي تقول
_ لساتي مزغطتكيشي يا غزل أني يادوب بسمي الله معاكي لأجل ما
 

تم نسخ الرابط