رواية العصيان..بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز


ما ترد فيكي الدموية وتشدي حيلك.
إبتسمت غزل لمزاحها وقالت
_ بردوا كدا يا ماما بقى بتشبهيني بدكر البط طيب رقيني وخليني وزة.
حمحم شافعي ليلفت إنتباه غزل لوجوده فتسلل إلى قلبها القلق لتذكرها رأيه السابق عنها وازداد قلقها لطلبه منها أن يتحدث معها بمفردهما ليفاجأها شافعي بوضع يدها فوق ساعده لتتبع خطواته إلى غرفة مكتب حمزة وأجلسها إلى أحد المقاعد وجلس أمامها وقد تملكه الحرج بسبب لقائهما الأخير ليحسم أمره قائلا

_ أني خابر إنك جلجانة بسببي يا بتي يعني أني لو مطرحك وسمعت الحديت اللي جولته عنيكي هخاف وأجلج كية ما أني حاسس بيكي أكدة خابرة أني هجولك على حاجة ميعلمش عنيها حدا حتى سعادة متعلمشي حاجة وفاكرة أننا جينا أهنة لأجل أخليها تشوف حمزة اللي أتوحشته فأوعاكي تجولي ولا تجيبي سيرة أني جيت لحد عنديكي مخصوص يا بتي لأجل ما أطيب خاطرك وأراضيكي يا مرت كبيري.
شهقت غزل أمام أعتراف شافعي فهي لم تتخيل أبدا أن يأتي إليها والدي حمزة من أجل إرضائها ولم يدر شافعي بأن كلماته أعادت فتح تلك النافذة التي حرصت غزل على أغلاقها بداخلها حتى لا يتسلل الأمل إليها بعد تلك الفجوة التي أبعدتها عن حمزة في الفترة السابقة أنتبهت غزل لصوت شافعي يسألها قائلا
_ ها يا بتي سامحتيني على حديتي فحجك ولا لساتك شايلة فجلبك مني.
أسرعت غزل وقالت
_ يا عمي مافيش أي حاجة حصلت علشان أسامح حضرتك عليها وبعدين لو زي ما سمعتها من حضرتك إني بنتك فأكيد مافيش أب بيطلب من بنته السماح إنما العكس أنا اللي لازم أطلب من حضرتك إنك تسامحني وتسامح أخويا بسبب الكلام اللي قاله عني واللي بسببه حصل سوء الفهم بينك وبين حمزة.
أحس شافعي بالفخر أمام موقف غزل وحرصها على أرضائه رغم علمها بأنه المخطيء في حقها تماما ليمد يده ويربت على يدها ويقول
_ يا زين ما أخترت يا حمزة يا ولدي مرتك تاج كية ما جولت عنيها وبحج مكانك يا بتي فوج كل الروس.
أضطربت غزل وشعرت بالحرج ليزداد وطئته عليها سماعها لصوت حمزة يرحب بوالدته فوقفت سريعا وهي تفرك كفيها معا لولوجه إلى المكتب وطغى حضوره على المكان وتسللت رائحة عطره فتنفست غزل بعمق كمن حرم من هواءه كثيرا تابعها حمزة بعيناه ملتهما أياها بنظراته فهو ومنذ أنهي حديثه مع عماد حتى أسرع بمغادرة المكتب ليختطفها ويعوضها عما مرت به بسبب غبائه وتصرفه الأحمق بحقها ولكنه بوغت تماما حين تفاجيء حمزة بسؤال والده
_ إيه اللي فرجبة جميصك دا يا ولدي.
سعادة منه لتحدق بتلك اللطخة الحمراء التي لونت قميص حمزة لتقول بحرج
_ واه يا حج شافعي بكفياك عاد أحراج فولدك.
لتخفض صوتها وهي تميل صوب حمزة وتضيف
_ روح غير خلجاتك يا حمزة وهات الجميص أنضفهولك من الأحمر اللي لطخته.
تجمدت غزل بمكانها وعقلها يرتب تلك الكلمات التي تسللت إليها لتشعر وكأن أنفاسها سلبت منها بعدما هاجمتها الظنون بأن تلك الحمرة هي بسبب إستجابة حمزة لجومانة فلم يتحمل قلبها تخيلها مشهد إلتصاق جومانة به لتفاجئهم بفقدانها لوعيها مسببه فزعا مضاعفا لحمزة.
حدق بها منذ غادرتهم الطبيبة لا يدري كيف سيواجهها لينتبه لصوت والدته منه وتسأله بصوت هامس
_ طمني يا ولدي مرتك ليه نعسانة لحد دلوك.
لم يستطع إبعاد عيناه عنها لإحساسه بالذنب فأجاب والدته
_ الدكتورة مديالها حقنة يا أمي علشان تفضل نايمة.
ربتت سعادة على كتفه قائلة
_ ربنا يجومهالك بالسلامة يا حمزة.
أومأ بصمت وقلبه يردد دعاء والدته تنهدت سعادة وهي تغادر الغرفة فزفر حمزة أنفاسه وډفن وجهه بين كفيه يتذكر الساعات الماضية وما حدث خلالها بدءا بظهور زكريا المفاجيء بمكتبه في نفس اللحظة التي صفع فيها وجه جومانة لتطاولها عليه وتقبيلها إياه فوقفت جومانة تشعر بالصدمة وهي تضع أصابعها وملامح وجهها تنذر بالشړ فاتجه زكريا صوبه وسأله عما حدث فأجابه متغاضيا عن سباب جومانة ووعيدها له قائلا
_ الهانم الشريكة اللي قولت لي أهتم بيها وأتعامل معاها بأحترام حاولت من أول يوم جت فيه المكتب أفهمها أني مش الراجل اللي يخون بيته ومراته فأفتكرت إني بالشكل دا بتحداها وبطلب منها إنها تلاعبني ومن وقتها وهي بتفرض نفسها عليا بجرأة غريبة وبصراحة يا زكريا أنا خلاص معدتش هتحمل تجاوزتها أكتر من كدا فيا أما تنهي الشراكة معاها يا أما أنا هأقدم أستقالتي وأنسحب لأن أنا معنديش أي أستعداد إني أخسر نفسي وبيتي بسبب واحدة شايفة أن من حقها لما تشاور لحد أنه يركع لها وينفذ لها اللي هي عوزاه واحدة متعرفش يعني أيه خجل ولا كرامة ولا حياء حتى.
أرتبك زكريا أمام كلمات حمزة التي نالت من جومانة كليا فحدق بوجهها ليرى أثر كلمات حمزة على وجهها المحتقن پغضب أسود فأشاح بعيناه عنها وقال
_ مدام جومانة أنا معنديش أي أستعداد أخسر صاحب عمري علشان خاطر صفقة مهما كانت مكاسبها فلو
 

تم نسخ الرابط