رواية العصيان..بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز


يا غزل.
أجابته غزل بلامبالاة وفتور متعمد وهي تتذكر صوت ضحكاته وأحادثيه مع خالتها فالليلة الماضية
_ صباح النور.
إلتفتت حياة إليه وهي تبتسم قائلة

_ صباح الخير يا حمزة.
صمتت حياة وهي تمعن النظر بحلة حمزة لتنظر بإتجاة غزل وتقول متعمدة رفع صوتها
_ مش معقول الشياكة اللي إنت فيها دي يا حمزة بصراحة النهاردة إنت متشيك أكتر من أي يوم تاني ممكن أعرف السبب ولا هتخبي عليا عموما اللي يشوفك يفهم لو إنك وراك ميعاد مهم ومش عاوز تقول.
تلون وجه حمزة بحمرة طفيفة فأكمل سيره بإتجاه حياة ووقف أمامها يمازحها ويخبرها أنه سيقابل إحدى عميلات المكتب لينهي حمزة حواره وهو يتغزل بإبتسامة حياة وغفل عن رؤية امتعاض غزل وغادرهم لتقف غزل وتقول بصوت كسته الغيرة بعدما سمعت صوت أغلاقه لباب الشقة
_ هي إيه الحكاية يا خالتو ما تفهميني إزاي قدرتي بسرعة كدا تقبلي وجود اللي إسمه حمزة دا وبسرعة بقيتم أصحاب وبتضحكوا مع بعض لأ دا إنتم بتسهروا سوا يعني أنا ملاحظة أنكم أخدتم على بعض قوي رغم إنك متعرفيهوش إلا من قريب.
ضحكت حياة أمام غيرة إبنة شقيقتها الواضحة على ملامحها وقالت
_ عادي يا غزل أنا أرتحت له علشان هو إنسان واضح وصريح وبصراحة كمان هو راجل وسيم وجميل وبيني وبينك لو كنت أنا أصغر شوية كان زماني وخداة منك ومتجوزاه قبلك أنا مش عارفة إزاي قدر يفلت من البنات كل السنين دي ومرتبطش قبل كدا.
أحست غزل بالضيق بسبب وصف حياة لحمزة وثنائها عليه فأستدارت وقالت بحدة
_ أنا هروح أنام شوية عن أذنك.
تابعتها حياة وأكملت إعداد الطعام وهي تدعو الله أن يلهم غزل الصواب ويجعلها ترى بقلبها حقيقة حمزة.
حاولت غزل أن تتحكم في تلك النبضات التي أخذت تنبض داخل صدرها تشعرها بالألم وسؤال خالتها وإجابة حمزة يخبرها عن تلك العميلة التي من الواضح أنه تزين جيدا ليكون برفقتها فضړبت حافة الفراش وهي تنهر عقلها لتفكيرها بأمره فوقفت وتحسست مكانها حتى من النافذة وقالت
_ خليكي فاكرة وجودك فحياته فترة وهتعدي فبلاش تفكري فيه يا غزل علشان متتوجعيش وبعدين واحد بالوصف اللي خالتو بتقول عليه معقول هيفكر فواحدة عاجزة ومش شيفاه أنتي حتى مش بتهتمي بنفسك زي باقي البنات علشان تقولي إنه ممكن يكون أعجب بيكي.
نهرت غزل نفسها بقوة لأفكارها التي تركزت مؤخرا حول حمزة وأستلقت فوق فراشها تحاول أرغام نفسها على عدم التفكير بأمره.
أما هو فجلس يتابع عمله وهو يبتسم بين الحين والأخر لا يدري سبب تلك السعادة التي ملأت قلبه زفر حمزة حين إنتبه إلى صوت مديرة مكتبه منال تخبره بمجيء ضيفته فوقف حمزة ليستقبلها بإحترام لتتقدم منه وتصافحة قائلة
_ أنا سعيدة إني أخيرا قابلت مدير المشروعات اللي أجهد فريق المهندسين بتوعي وواضح كدا إن كان معايا حق إني أطلب من مدير الفريق أنه يأجل توقيع العقد لحد ما أجتمع معاك بنفسي يعني أنا أصلي متعودة إني لما أسمع أخبار عن مهندس شاطر أو مدير حسابات عبقري بقابله علشان أفهم الشخصية اللي هرتبط معاها بشغل ممكن يستمر لشهور أو لأكتر من سنة.
إبتسم حمزة بحرج أمام كلماتها وسحب يده بين أصابعها التي تشبثت بيده وعيناها معلقه بعيناه ليزدرد حمزة لعابه أمام جرأة نظراتها إليه فعاد إلى مكتبه مرة أخرى وقال
_ بشكر حضرتك بس أنا معملتش أي حاجة زيادة عن شغلى وواجبي ودلوقتي لو تحبي حضرتك نجتمع مع محامين الشركة ونمضي العقود.
عبست جومانة أمام موقف حمزة الفاتر منها فأعتدلت بجلستها وهي تضع ساقا فوق الأخرى ورفعت حاجبها بسخط وقالت
_ وماله بس أنا للأسف جيت لوحدي ومحامي الشركة بتاعتي لسه مجاش عموما أنا هتصل بيه وعلى ما نشرب القهوة سوا يكون وصل.
أومأ حمزة بالموافقة وهو يضغط على زر إستدعاء منال لتمض أقل من عشر ثوان وكانت منال تدنو من المكتب فنظر حمزة إليها وقال
_ بلغي الأستاذ عبد الله يجهز العقود على ما محامي مدام جومانة يوصل وياريت لو تطلبي لنا أتنين قهوة يا مدام منال.
أومأت منال وأنسحبت فعادت جومانة بنظراتها حمزة فأشاح بوجهه عنها فوقفت جومانة وتصنعت التجوال بغرفة مكتبه حتى وصلت إلى مقعد حمزة لتفاجأه بجلوسها أمامه فوق سطح مكتبه ومالت نحوه وقالت
_ واضح إنك شخصية عنيدة وقوية وشكلك هتتعبني يا حمزة لحد ما نبقى صحاب.
أبعد حمزة وجهه عنها حين أحس بأنفاس جومانة ټضرب وجهه ليلمح عينا رائف الذي وقف بوسط المكتب يحدق بهما بسخرية فألتفتت جومانة ونظرت له بضيق لأقتحامه المكان دون أذن فوقفت وألتصقت بمقعد حمزة ووضعت يدها فوق مقعده وهي ترمي رائف بنظرات ساخطة وقالت
_ أنت إزاي تدخل المكتب بالشكل دا وإزاي السكرتيرة سمحت لك إنك تدخل من غير ما تبلغنا الأول.
لمعت عينا رائف بظفر لنيله من حمزة فأتجه صوب المقعد وإبتسامته تتسع ليكفهر وجه حمزة ويزداد عبوسا حين أجابها رائف وقال
_ أصل
 

تم نسخ الرابط