رواية العصيان..بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز


تسمح لنفسك إنك تدخل عليا أوضتي وتنام جانبي.
زفر حمزة وهو يبعد شبح النوم ممررا كفيه ليمسح وجهه ويقول
_ يا غزل ما أنا قايلك من قبل ما نسافر إن وجودنا فالبلد هيفرض علينا حاجات لازم نعملها وننفذها علشان محدش يعرف أي حاجة عننا أهو نومنا فأوضتي حاجة من ضمن الحاجات دي يا غزل وإنتي وافقتي عليها من قبل ما نيجي هنا ودلوقتي سبيني أنام.

أرتجف قلب غزل وهي تقول
_ حتى لو أتفرض علينا ننام فأوضة واحدة تسمح تقولي ليه منمتش على الأرض ولا فأي مكان تاني وسبت لي السرير.
رفع حمزة حاجبه بسخرية وقال
_ غزل أوعي تكوني فاكرة إني هضحي براحتي ونومي وأترمي على أي كرسي أنام فوقه ولا كنبة ولا أرض وأسيب سرير ياخد معانا تلت أفراد كمان علشان سيادتك مش قابلة وجودي جانبك وبعدين اللي إحنا فيه دا هو الوضع الطبيعي بين أي أتنين متجوزين فياريت تحاولي تقبلي بالوضع وتقتنعي بيه علشان اليومين اللي إحنا قاعدينهم هنا يعدوا بهدوء.
لم تجد غزل لديها ردا صارما تكيل به لحمزة فزفرت بضيق وقالت
_ تمام يا حمزة تمام خليك نايم إنت على السرير وأنا هروح أنام على الكنبة و.
قاطعها حمزة إليه لتسقط غزل فوق صدره فشهقت بخجل حين وجنتها رغما عنهما فسمعت صوت أنفاسه المتحشرجة ليهمس حمزة وهو يكافح ضد مشاعره التي غزل منه قائلا
_ غزل قولت لك سبيني أنام علشان اليوم هيبقى طويل وهبقى محتاج تركيزي وأنتي مصرة إنك تفوقيني لأ وكمان عاوزة تنامي فوق الكنبة علشان على الحظ اللي دايما بيعاكس معانا ممكن أي حد يدخل صدفة الأوضة ويشوفك وأنتي نايمة فالكل يعرف إن مرات ابن كبير البلد حمزة الشافعي نايمة لحالها ومهملة فرشة جوزها.
تنهد لټضرب أنفاسه وجهها وإنتبه حمزة جسد غزل المرتعد بين ذراعيه ليمسد بأنامله فوق وجنتها ويضيف
_ على فكرة في هدية والدتي بعتتها ليكي أنا سبتها على الكنبة لما نصحى من النوم هبقى أديهالك وعلى فكرة هي بتبلغك إنها شايلة لك هدية تانية أكبر بس دي هى هتلبسهالك بنفسها لما تنزلي تقعدي معاها فأوضتها ودلوقتي يا غزل ياريتك تبطلي تترعشي وتغمضي عيونك دي وتنامي علشان أنا كمان عاوز أنام وياريتك لو تبطلي خۏفك اللي من غير داعي دا أنا وعدتك وعمري ما هرجع فوعدي معاكي إني أمانك وسندك.
حاولت غزل أن تبتعد عنه رغم كلماته ووصل تمردها إليه من إليه مستغلا تحذيره لها بشأن دخول أيا كان إلى الغرفة أثناء نومهم وحين طالبته بالإبتعاد عنها قليلا همس بجانب أذنها بأن تنفض ذلك الرفض عنها وتتذكر كونه في نهاية الأمر زوجها وتدع النوم مرة أخرى لتنال قسطا أخر من الراحة.
وللمرة الثانية أستجاب جسد غزل وسقط في بئر النوم ما أن أراح حمزة رأسها فوق صدره ليشاركها النوم وقلبه يرجف بقوة اللصيق منه.
...
7.. ومن الجراح يزهر الحب..
أيقظ حمزة صوت والدته وهي تناديه فألتفت برأسه نحو غزل النائمة بجواره ليرى يدها التي إلتفت تبادله بعفوية فأبتسم بحبور وعيناه تلتهم ملامحها المحببه إلى قلبه ليقرر رغما عنه الأبتعاد عنها والأستجابة لنداء والدته ليغادر الغرفة وهو يتثائب فأبتسمت سعادة وقالت وهي وتربت على ظهره
_ نوم العوافي يا ولدي والله وعشت وهشوفك عريس يا حمزة كية ما كان بدي.
إنتبه حمزة لكلمات والدته فنظر إليها بفضول وسئلها قائلا
_ وهتشوفيني عريس إزاي يا أمي.
أتسعت إبتسامة سعادة وأجابته
_ الليلة يا ولدي الليلة فرحك أنت ومرتك لأجل أهل البلد يعلموا إنكم أتجوزتم.
أجابها حمزة بصوت متردد وقال
_ بس يا أمي لا أنا ولا غزل عاملين حسابنا على أي حاجة زي دي.
ضحكت سعادة وقالت
_ وهي دي تفوت على أمايتك يا ولدي أني شيعت وأشتريت خلجات جديدة ليك ولمرتك وشيعت للحلاج لأجل ياجي ويزين ولدي حبة جلبي وغزل حضرت لها الحنة بيدي وهدخل دلوك أفيجها لأجل أسبحها بنفسي وأزينها لعريسها ولدي حمزة زين الرجال دي الليلة ليلتك يا ولدي ولزمن تفرح ونفرح كلاتنا وياك ولا إيه.
حاول حمزة إستيعاب كلماته والدته ولكنها لم تمهلة أي فرصة لتدفعه نحو غرفة أخرى وهي تقول
_ من اللحظة دي ممنوع عليك يا ولدي تنضر مرتك إلا لما ياجي الوجت اللي تتسلمها بيدك من يد أبوك.
أختفت سعادة داخل غرفة حمزة ليقف أمام باب غرفته الموصد وهو يحك ذقنه ويدعو الله بأن تمر الأمور بخير وأن تتفهم غزل عادات بلدته.
وأتي المساء وصدحت البلدة بأصوات الموسيقى والتباريك والتهاني وأمتلأت نفس حمزة بالشغف ليرى غزل التي حرصت والدته على حرمانه من الحديث معها ليصل إلى سمعه صوت ضحكاتها بين الحين والأخر ويزيد من إشتياقه إليها وبداخل غرفة سعادة جلست غزل وهي تشعر بالبهجة والسعادة فوالدة حمزة أحتوتها بكل حنان وأولتها عناية ورعاية لم تنالها منذ سنوات طوال ولكن بهجة غزل لم تدم فبعد مغادرتها لغرفة سعادة برفقة إحدى الفتيات لتجلس بين بعض النسوة
 

تم نسخ الرابط