رواية العصيان..بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز


دي تبقى بتاعت أبويا وإن ليا فيها النص ولا علشان من طيبة قلبي سيبك تعيشي فيها إفتكرتي إنها بقت ملكك لوحدك عموما أنا هصلح كل دا وهاجي أقعد فشقتي بولادي ومراتي يا غزل.
أكفهر وجهها وتغضن جبينها لحديثه فأستدارت عنه وقالت وهي تتجه إلى المصعد

_ النص اللي ليك يا رائف إنت واخد حقه أربع مرات لحد دلوقتي فبلاش تستفزني وتجبرني إني أتعامل معاك بشكل رسمي.
سبها بصوت عال فألتفت إليه حارس البناية محدقا به بسخط لتطاوله على شقيقته بألفاظ نابية فرمقه رائف بنظرات ڼارية وتابع إنصراف شقيقته فصاح بصوت أعلى وأضاف
_ إبقي وريني هتمشيها رسمي إزاي معايا يا غزل.
ضغطت غزل على لوحة المصعد وقد تملكها الحزن وحين توقف المصعد خرجت وولجت إلى شقتها ودموعها تنهمر فوق وجنتيها بحسرة وألم فكلمات شقيقها نالت منها وبقوة فهو نكأ چراحها بقسۏة واحياها ليذكرها بتلك الحاډث التي أودت بحياة والدتها زفرت بحزن وأسرعت بمحو دموعها قبل أن تلمحها خالتها حياة ولكنها لم تفلح حين أتاها صوت حياة يسئلها بفضول ودهشة
_ غزل إنتي إيه اللي رجعك تاني مش كنتي بتقولي إن في تمرين النهاردة مهم علشان حفلة الأوبرا.
حاولت غزل السيطرة على مشاعر الحزن التي أكتسحتها ففشلت تماما في أحتواء ما تفجر بداخلها من ألم فأنهارت أرضا أمام حياة التي أسرعت بخطاها إليها لتجلس بجانبها وعيناها تلاحقها پخوف وقلق وما أن وضعت يدها على كتف غزل حتى أرتمت الأخيرة بين ذراعي خالتها وأنتحبت بقوة حياة بذراعيها وقلبها يرجف پخوف وقالت
_ مالك يا حبيبتي إيه اللي حصل علشان ترجعي وإنتي بالحالة دي هو أحنا مش كنا خلاص بدأنا نرجع زي الأول وبطلنا العياط دا.
صمتت حياة وربتت على ظهر غزل بحنو وأضافت
_ أهدي يا غزل وقومي معايا تعالي أدخلي أوضتك ريحي وأنا هقوم أعملك عصير يروقك.
ساعدتها حياة حتى وقفت ورافقتها إلى غرفتها وما أن جلست غزل فوق فراشها حتى قالت لخالتها بصوت حزين
_ رائف كان مستنيني تحت يا خالتو و و.
علقت باقي الكلمات بحلقها وتحشرج صوتها فضيقت حياة ما بين حاجبيها وزفرت بسخط وقالت
_ قولتي لي رائف علشان كدا رجعتي وأنتي بالشكل دا طب أقول إيه على أخوكي اللي معندوش ذرة إحساس واحدة أنا مش عارفة البني أدم دا عايش فالدنيا ليه.
صمتت حياة حين رأت دموع غزل تنهمر من جديد فمدت يدها وربتت على وجنتها وقالت
_ بصي يا غزل حالتك دي وضعفك هو اللي مطمع أخوكي فيكي وسكاتك على أفعاله وتنفيذك لطلباته كل يوم والتاني خلاه يتمادي وياخد اللي مش ليه يا بنتي أنا قولت لك من يوم ما عمك جاد المحامي فتح وصية والدك بلاش تتسهلي معاه علشان اللي زي رائف أتعود إنه ياخد دايما ومبيديش وإنتي قولتي أخويا ومقدرش أسيبه وأهي النتيجة بقى عاوز كل حاجة بكل عين وبجاحة.
تنهدت غزل بحزن وهي تمسح دموعها فهي تدرك أن كل ما قالته خالتها حقيقة فشقيقها رائف استباح لنفسه حقها بميراث والدها بعدما بدد ميراثه على أهوائه ورغم تحذيرات خالتها وزوجته لها من الإنصياع له ومساعدته إلا أنها ضړبت بتحذيرهم عرض الحائط لينال منها بقسۏة كلما رفضت أمداده بالأموال.
تركتها حياة وهي تهز رأسها بأسف لما أل إليه حال غزل لتنهض غزل وتخرج آلتها الموسيقية وتبدأ في العزف عليها لتنتشل نفسها من حزنها وټغرق بعزفها الباكي.
...
إستيقظ حمزة بعد عدة ساعات فتمطى في محاولة منه لطرد النوم عنه وغادر فراشه واتجه صوب شرفته يعيد فتحها من جديد ليوقفه صوت النغمات الحزينة المتسللة إليه بحث بعيناه سريعا عن مصدرها ولكنه لم يستطع تحديد مكانها فزفر بضيق لأنشغال عقله بتلك الموسيقى وصاحبها.
أسرع حمزة بالعودة إلى فراشه وتفقد جواله وعقد حاجبيه حين رأى عدد المرات التي تخطت العشرون إتصالا والتي تلاقها هاتفه الصامت فألقى بجواله بإهمال فوق فراشه حين قرأ إسم عمران يتشارك مع زكريا قائمة الإتصالات إتجه حمزة إلى خزانته وأخرج إحدى حلله وأرتداها مسرعا وألتقط جواله وغادر ليعود إلى شركته جلس حمزة يتابع عمله ليتفاجيء بمديرة مكتبه تقف أمامه فأبعد عينه عن قراءة ملف الصفقة وسئلها بعيناه لتجيبه قائلة
_ الأستاذ زكريا والأستاذ عمران أتصلوا فوق الخمس مرات وبلغتهم زي ما حضرتك أمرت.
زم حمزة شفتيه وزفر تلك الأنفاس التي شعر بها تجثم فوق صدره وحين كاد حمزة يشيح ببصره عن مديرة مكتبه لاحظ إرتباكها فسئلها بفضول وقال
_ مالك يا مدام منال مرتبكة كدا ليه هو في حاجة حصلت تاني.
ازدردت منال لعابها وخفضت عيناها حرجا وقالت
_ أصل يا فندم الأستاذ عمران بعت رسالة وطلب مني إني أسلمها لك.
وقف حمزة متبرما ومرر يده فوق خصلاته وقال
_ هاتي الرسالة وروحي إنتي على مكتبك.
مدت منال يدها بقصاصة ورق دونت فوقها كلمات عمران فأخذها حمزة منها وأنتظر مغادرتها ليقرأ ما دون فيها فقطب وجهه وزفر بحدة لحدة كلمات عمران التي
 

تم نسخ الرابط