رواية العصيان..بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز


صدقني مهما حاولت ترد الحق هتلاقي شيطان واقف قصادك مش بني أدم وأنا خاېفة عليك وعلى ولادي منه ومعنديش أستعداد لا أخسرك ولا أخسرهم.
أسقطت أمال الأمر من يد والدها فكلماتها كما زادته إصرار زادت من خوفه على إبنته وأحفاده فأطرق برأسه وقال

_ خلاص يا بنتي أنا هكلمه وهشوف هو عاوز كام وهأتفق معاه على كل حاجة علشان من اللحظة اللي هيخرج رائف فيها من حياتك عاوزك ترجعي أمال بنتي الجوهرة اللي دايما بتلمع بسعادة عاوزك قوية زي ما كنتي وتربي ولادك وتعيشي حياتك ومتفكريش فاللي فات تاني أبدا وزي ما أنتي عاوزاني أبعد عن رائف أنا كمان عاوزك متفكريش فيه ولا ټعيطي عليه وأعتبري وجوده فحياتك كان فترة وراحت لحالها وأستعوضي ربنا فحياتك معاه علشان ربنا يبارك لك فحياتك الجاية إنتي وولادك إتفقنا.
أومأت أمال أمام تلك الفرصة التي أتاحها والدها أمامها بترحبيه بها وبأولادها لتعود إليه وإلى حياته من جديد من له وجدي جبينها وهو يدعو الله بأن يمهله الصحة والحياة ليعوض إبنته عن كل ما مر بها خلال سنوات زواجها من رائف.
...
وبشركته حاول حمزة أن يبعد عقله عن التفكير في رائف شقيق غزل ولكنه أحتل كامل عقله فكلمات حياة عنه جعلته يدرك أن شخصا كرائف لن أبدا بالهزيمة وأنه وبكل تأكيد سيسعى لرد ما فعله حمزة به ليثأر لنفسه منه ومن غزل وحين ردد عقله إسم غزل تفجر غضبه وأشتعل فوقف وعيناه تحدق بفراغ غرفة مكتبه بتصميم على حماية غزل منه بل أقسم عقل حمزة وقلبه سويا على النيل من رائف إن فكر بإيذاء غزل مرة أخرى.
لم ينتبه حمزة لولوج زكريا ولا تحديقه به إلا حين وكزه زكريا قائلا
_ أنت يا أبني مش هتبطل السرحان اللي بيخليك تخرج من المجرة وتسافر فالفضاء بالشكل دا على فكرة أنت خلتني عاوز أشوف اللي أسمها غزل علشان أفهم سر القوة اللي عندها واللي شقلبت حالك وكيانك بالشكل دا الظاهر كدا إن غزل دي فيها حاجة مختلفة علشان تقدر تسيطر عليك لدرجة إنك مبقتش بتحس باللي بيكلمك ولا بتشوف اللي واقف أدامك.
عقد حمزة حاجبيه بعدما نسجت الغيرة سوارها حول قلبه حين علم برغبة زكريا برؤية غزل ليشعر زكريا بغيرة صديقه فأتسعت إبتسامته وقال مازحا
_ والله وجه اليوم اللي أشوفك بتغير فيه بس تعرف يا صاحبي إنك فلحظة واحدة قلبت على عمران بالظبط لما بيتحول ويغير معقول يا حمزة تكون فعلا لاقيت الحب اللي مقسوم لك.
حمحم حمزة وهو لا يدري كيف سيخبر صديقه بأمر زواجه من غزل ولكن ما أن وقعت عيناه على عينا عمران الذي وقف بجوار باب المكتب دون أن ينتبه حمزة أو زكريا لوجوده وقد تبدل كليا ليتحول إلى أتون مشتعل غيرة فأسرع حمزة ووكز زكريا ليلتفت الأخير ويحدق بوجه عمران الغاضب فأغمض زكريا عيناه وهمس قائلا
_ يا بوي على اللي هيجري لنا يا ولاد من عمران حامد دا بينه هيتاوينا يا حمزة.
أعتدل حمزة وأتجه إلى عمران مصافحا إياه ليقول مفجرا ما لديه لينهي غيرة عمران الواضحة
_ على فكرة أنا أتجوزت غزل.
ساد صمت غريب بين الثلاث رجال وتبادلوا النظرات لتهدأ ملامح عمران وتعود إلى طبيعتها فزفر حمزة بإرتياح ووجد نفسه عمران إلى ذراعيه ويقول
_ أنت صاحبي يا عمران ومكسب لحياتي زيك زي زكريا واللي فات يا أخويا نمسحه من حياتنا كلنا علشان اللي جاي لينا إنت وزكريا وولادكم اللي أتشرف أن لما يكون لي ولاد أنا وغزل يبقوا أخواتهم ويخافوا عليهم ولا إيه يا زكريا.
لكمه زكريا بغته وهو يقول معاتبا إياه
_ يا ندل دا أنا كنت معاك لحظة بلحظة أتجوزت أمته يا حمزة وإحنا كنا سوا طول الوقت.
ازدرد حمزة لعابه وأشار إلى صديقيه ليجلسا أمامه وقال
_ بصراحة جوازي من غزل جه فجأة يعني هي كانت فظرف مكنش ينفع غير إني أتجوزها علشان أقف معاها وأحميها.
زادت حيرة زكريا وفضوله وكذلك أراد عمران أن يطمئن إلى صدق حديث حمزة حتى يغلق تلك الصفحة التي تثير غيرته على حبيبته ليرجف قلبه بعشق وهو يتذكر كلمات راوية له وهي تودعه قائلة
_ كلمني كل خمس دقايق يا عمران وحياتي أنت عارف أنا مبحسش بالأمان إلا وأنت جانبي وبتنفس هواك وأسمع صوتك ودي أول مرة تسافر فيها لوحدك وتسيبني وبجد لولا إنك قولت إن سفرك مهم مكنتش أبدا هقبل إني أتحرم منك اليومين دول.
إنتبه عمران لصوت حمزة وهو يقص عليهم كل شيء منذ إستحواذ غزل على كامل حواسه بموسيقاها ودون أن يراها حتى معرفته بها ليدرك زكريا وعمران أن حمزة أخيرا حظى بتلك الشريكة التي ظل يتوهم عثوره عليها بتجاربه الماضية.
أعتدل عمران فوق مقعده وقال بجدية
_ عموما يا حمزة لو اللي إسمه رائف دا فكر يعمل أي حاجة تضايقك أو تضايق مراتك إنت عارف إن أنا وزكريا
 

تم نسخ الرابط