رواية العصيان..بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز


على الحركة حين صدح صوت جومانة تقول بتوسل
_ وبعدين يا حمزة إنت هتفضل على حالك دا لحد أمته أنا عاوزة أعرف إنت هتفضل باعدني عن حياتك وعاند معايا لامته أنا بجد مش قادرة أصدق إنك بتضحي بجومانة اللي بتعرض عليك تسلمك حياتها كلها علشان خاطر واحدة زي غزل مقدرتش كل الټضحية اللي قدمتها علشانها وراحت خذلتك وجرحتك بصراحة يا حمزة أنا معدتش قادرة أتحمل إني أجيلك كل يوم وأفضل قاعدة معاك بالساعات على أمل إنك تحس بيا وإنت زي ما أنت حتى بعد ما قولت لك إني عندي أستعداد أسافر معاك البلد وأتعرف على عيلتك فضلت ساكت وحطتني فموقف محرج قصاد اللي فالمكتب.

زفر حمزة بضيق وقد أزداد سقمه لأصرار جومانة على ملاحقته ليدرك بيأس إنه رغم كل ما بذله ليفهمها بأنه حتى وإن ساد بينه وبين زوجته سوء فهم فهو لن يتقبل أن تدخل حياته إمرأة أخرى غيرها إلا أنه لم يستطع أن يثنيها عن عزمها لتضطره بالنهاية للجوء إلى صديقيه زكريا وعمران يطلب منهما المشورة وها هو ينتظر إتصال زكريا بأعطائه الضوء الأخضر لينهي عقد الشراكة بين شركته وشركة جومانة ليقطع عليها الطريق للوصول إليه أستغلت جومانة شرود حمزة منه وأندفعت لتحيطه بذراعيها وهي تعترف له بحبها وتمنيها الشعور لتصدم غزل التي أنصتت بأهتمام بجرأة جومانة فكادت ټقتحم المكتب لتثبت لها بأنها وحدها صاحبة الحق الوحيد بحمزة وتطردها خارج حياتهم ولكنها تراجعت حين ثارت غيرتها وريبتها إزاء صمت حمزة المريب أمام كلمات جومانة له ليبدي عقلها برغبته لمعرفة ردة فعله أولا ولكنها سرعان ما أبتعدت عن مكانها بعدما أحست أحدهم من المكتب لتقرر المغادرة حين سمعت أصوات عديدة وقبل أن يكتشف حمزة وجودها وتضع الجميع بموقف حرج.
...
9.. عذر أقبح من ذنب..
لا يعلم ما أصابه فبعد أن قام بإيصال غزل إلى الأوبرا وغادر متجها إلى مقر عمل حمزة ليخبره بحالة غزل وبحاجتها لوجوده برفقتها لا يتذكر سوى السيارة التي أعترضت طريقه تحسس عماد رأسه وتأوه بسبب تلك الضړبة التي نالت من رأسه لينتبه لوجوده بذلك المكان الضيق الذي خمن بأنه حقيبة تلك السيارة التي أعترضته.
وعلى مشارف طريق القاهرة أوقف عمران سيارته وألتفت إلى حقيبتها الخلفية ودفع عماد خارجها پعنف فسقط أرضا أمامه فحدق عماد بوجه عمران بقلق وسأله في محاولة منه لمعرفة لما أختطفه ليأتيه رد عمران بقوله
_ شوف يا أستاذ أنا هكون صريح وواضح معاك وهقولك إن اللي حصل لك النهاردة دا إنت زي الشاطر كدا هتعتبره قرصة ودن صغيرة من واحد خاېف على حياتك وعلى مصلحتك قرصة لو مبعدتش بعدها وأختفيت من حياة غزل وحمزة هتتحول لقرصة تنهي حياتك كلها فلحظة واحدة ها فهمت ولا تحب أشرح لك بطريقة تانية.
تنهد عماد بيأس لأدراكه أن حمزة أرسل ذلك الرجل لتهديده فأستند إلى ساعده ووقف وهو يشعر بالدوار واتجه نحو سيارة عمران واستند إليها وهو يحدق بوجهه قائلا
_ طيب وكان لزمتها إيه الپهدلة والضړبة اللي فوق راسي والصداع اللي جبتهولي وخطڤي ما كنت وقفتني وقولتلي الكلمتين دول على طول ووفرت عليك وعليا التعب دا كله.
تعجب عمران من رباطة جأشه وشجاعته فأمعن النظر إليه ليبادله عماد النظرات ويعتدل ويضيف
_ طيب أنا هسهل عليك الموضوع وأقولك إنك لو كنت سبتني كملت مشواري وطريقي ومخطفتنيش فحضرتك كنت هتشوفني وأنا داخل شركة الأستاذ حمزة علشان كنت رايح له أتكلم معاه بخصوص غزل بعد ما لاحظت إنها فقدت شغفها بكل حاجة حواليها وأنطفت لدرجة إن كل زمايلها حسوا إنها معدتش غزل اللي كانت أول ما بتدخل بتدي اللي حواليها طاقة ورغبة للحياة ومن كلامي معاها يوم الحفلة والنهاردة حسيت إن من واجبي أشرك حمزة فقلقنا علشان هو الوحيد اللي بأيده يرجعها للحياة من تاني.
أستمع عمران بأهتمام لكلمات عماد ليدرك بأن هناك خطب بين ما افصح حمزة عنه بتلك الجلسة التي جمعتهم حين لجأ إليهم يستشيرهم بأمر جومانة وبين ما قاله عماد ليعتدل عمران ومد المساعدة إلى عماد واجلسه إلى جواره ملتقطا جواله وما أن أستلم طريق العودة إلى القاهرة من جديد حتى أخبر زكريا بضرورة مقابلته بمقر عمل حمزة.
تفاجأت غزل لدي عودتها بوجود والدي حمزة وودت لو أنها أثنت خالتها عن سفرها المفاجيء الذي أصرت عليه لتشعر بأن تلك هي الأشارة التي بحثت عنها لتنسحب من حياة حمزة إنتبهت غزل لصوت سعادة تسألها عن شحوب وجهها وضعفها الملحوظ فأجابتها بمحاولة منها لتطمئنها بعدما أحست بقلقها عليها وقالت
_ دا تعب مؤقت بسبب المجهود اللي عملته الفترة اللي فاتت أصلي كنت بنزل للتمرين كتير علشان الحفلة وكنت متوترة فمهتمتش بنفسي شوية.
ربتت سعادة على وجنة غزل وقالت تمازحها
_ خابرة يا مرت ولدي أنتي حلك عندي أخدك وأعاود بيكي على البلد وهناك أزغطك كية ما بزغط دكر البط لأجل
 

تم نسخ الرابط