رواية العصيان..بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
سمحتي ومن غير أي دوشة أو شوشرة أعتبري الشراكة بينا أنتهت وأطمني لو في أي شرط جزائي فأنا مستعد أدفعه بالكامل.
تسارعت أنفاس جومانة الغاضبة واستدارت بوجهها محدقة بحمزة الذي حدق بها بضيق وقالت
_ صدقني هتندم يا حمزة وبكرة تقول جومانة قالت.
تهاوى حمزة فوق مقعدة ما أن غادرتهم جومانة ليجلس زكريا بجواره قائلا
هز حمزة رأسه بأسف ونظر إلى صديقه وهو يشعر الذنب لينتفض فجأة حينما إندفع عمران وبرفقة عماد إلى داخل المكتب فأسرع حمزة الذي ما أن وقعت عيناه على عماد إلى مهاجمته ليمنعه عمران عنه وهو يصيح به بغلظة
تراجع حمزة خطوة وهو يحدق بعمران بعيون متسعة ليلتفت إلى زكريا ويقول
_ أنت سمعت عمران قال إيه يا زكريا ولا أنا بتخيل إنه عاوز يضربني أنا وبيحمي الأستاذ اللي عاوز يسرق مني مراتي وبيطاردها فكل مكان.
_ الأستاذ اللي بتتهمه إنه بيطارد مراتك كان جاي أساسا علشان يقولك ألحق مراتك كان جاي علشان يخليك تفتح عيونك وتشوف نفسك والموقف الزفت اللي عملته يوم الحفلة لما روحت بجومانة وعرفتها على مراتك لا وكمان مشيت معاها وسبت مراتك تروح لوحدها ومهنش عليك حتى تهنيها بنجاحها.
_ على فكرة أنا مش عارف إنت بتهاجمني ليه وأنا معملتش أي حاجة ولا أتجاوزت حدودي فتعاملي مع غزل.
_ واضح إن في حاجة حصلت من غير قصد مني وهي اللي مخلياك لا طايقني ولا طايق وجودي جنب غزل.
ازداد ڠضب حمزة فدفعه زكريا وصاح بوجهه قائلا
_ ممكن تهدا علشان نفهم لأن بصراحة كدا واضح إن في سوء فهم كبير حصل وهو اللي سبب كل اللغبطة دي.
وألتفت زكريا ليوجه حديثه إلى عماد
_ وأنت يا أستاذ عماد فهمنا إيه السبب اللي خلاك تدخل أوضة مدام غزل وإنت عارف إن حمزة رافض وجودك.
حدق عماد بوجه زكريا يفكر كيف له أن يعرف بوجوده برفقة غزل إلا إن كان حمزة هو الذي رأه فعقد حاجبيه حين أستوعب بأنه تصرف حمزة الجاف والمحجف بحقها كان بسبب حديثه لغزل فتنهد بأسف وقال
_ أنا كدا فهمت عموما أنا هقولكم على اللي حصل علشان من واجبي إني أشيل أي غشاوة أو سوء ظن يمس غزل.
قص عماد بإستفاضة الحالة التي أصابت غزل يوم الحفل وكيف أقتحم غرفتها لينتشلها من أستسلامها لأحزانها ليحدق حمزة پصدمة بعماد فادرك بأنه ورغم محبته وعشقه لغزل لم يهتم لمعرفة تفاصيل الحاډث الذي تسبب لها بفقدان بصرها وتعاظم أحساسه بالذنب بسبب سقوطة في فخ جومانة التي أستغلت غيرته وغضبه لتقلبه ضد زوجته التي كانت في أمس الحاجة لوجوده بجوارها ليكسرها متخليا عنها في أهم لحظات إحتياجها إليه.
شعر زكريا وعمران وكذلك عماد بمدى معاناة حمزة وجلده لنفسه وحين غادر حمزة بصمت لم يمنعه أحدهم بل تبادلوا النظرات ليعتذر عمران في النهاية لعماد عما أصابه بسبب ما حدث فوقف ليغادر فاعترض زكريا طريقه وحدق بوجهه بصرامة قائلا
_ رغم موقفك النبيل مع مدام غزل إلا أني بفكرك بتحذير عمران ليك يا أستاذ عماد وأتمنى إنك متنساش.
إنتبه حمزة لحركة غزل فمال فوق وجهها ومرر أنامله متحسسا جبهتها فشعر بأرتعاشتها الخفية تسارعت أنفاس غزل لإحساسها بأنفاس حمزة منها فأبعدت وجهها ورفعت يدها واوقفت أصابعه من وأستجاب حمزة وأعتدل حتى لا يزيد من سوء موقفه وازدرد لعابه وهو يفكر بكلماته التي عليه أن ينتقيها ليوضح لها الحقيقة كاملة ولكن كلمات غزل التالية التي قالتها بصوت جليدي أظلمت عقله فحدق بها ليسمعها تكرر كلماتها مرة أخرى
_ بقولك أنا أتصالحت مع رائف وخلاص معدش في لازمة إننا نفضل متجوزين فلو سمحت تنفذ وعدك ليا وتطلقني.
نالت منه غزل فتراجع خطوة للخلف ليمنع يده عنها وهو يحادث عقله ليتعقل ويهدأ مذكرا إياه بوجود والديه بالخارج ولكن وكأن غزل تعانده لتزيد من إستفزازه وتخرجه عن طوره وهدوءه فرأها وهي تغادر فراشها طريقها من باب
متابعة القراءة