رواية العصيان..بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
أرسلها إليه حيث قال فيها
_ مكنتش عارف إنك ضعيف للدرجة دي وإنك هتبيع عشرة عمرك وصداقتك مع زكريا لمجرد إنك خسړت جولة جولة فالأساس مكنتش ليك عموما دي أخر مرة هتواصل معاك فيها يا حمزة وهحترم رغبتك فالبعد عنا لكن زكريا مالوش ذنب إنك تخسره بسببي فياريت تعيد حساباتك تاني وأفتكر عشرة عمرك مع زكريا.
استشعر حمزة الحرج بسبب لهجة عمران الفاترة فأغمض عيناه وقال
_ أهلا يا عمران مبروك لولادة زين ربنا يجعله من الذرية الصالحة و.
لم يستطع عمران كبح غضبه ولا أحتمال تصرف حمزة المبالغ فيه فتبدل بثوان وسيطرت عصبيته عليه ليباغته ويقاطع حديثه بقوله
أجابه حمزة وهو يكظم ضيقه لهجوم عمران عليه وقال
_ يا عمران مالك بس ما تهدى عليا شوية وبعدين أنا لا بتهرب منك ولا من زكريا كل الموضوع إن أنا مشغول شوية الفترة دي وعندي ورق كتير مفروض يتراجع وقت علشان داخلين صفقة مهمة ودا اللي منعني أرد أو أسأل مش أكتر.
_ أنا أسف بجد يا عمران وياريت تبلغ راوية قصدي زكريا أعتذاري علشان أنا حقيقي مش هقدر أجي عقيقة زين وزي ما قولت لك الصفقة فعلا صعبة ومحتاجة تركيز وأنا مش هقدر أسيب القاهرة وأجي عموما تتعوض مرة تانية يعني هنروح من بعض فين.
أسرع حمزة بقيادة سيارته متجها إلى منزله وما أن صف سيارته حتى رأى تلك الفتاة مرة أخرى تقف بجانب إحدى السيدات ودون إدراك منه وجد نفسه يحدق بملامحها ويتابع حركاتها بتركيز فسمع السيدة تقول
_ أنا هوصلك وهأروح على مشواري وبعد ما أخلص هرجعلك تاني ونرجع سوا ياريت بقى تستنيني ومتعمليش زي المرة اللي فاتت وترجعي لوحدك.
رجف قلبه فجأة وأنتظر سماع صوتها ولكنها أومأت برأسها فزفر حمزة بخيبة أمل وأنتبه لحاله فأسرع بإرتقاء درجات السلم وهو ېعنف نفسه بحدة لأهتمامه بتلك الشابة.
حاول حمزة أن يجبر نفسه على النوم ولكنه لم يستطع فترك فراشه وأتجه إلى مكتبه ليعيد مراجعة تلك الأوراق التي تحتاج إلى تركيزه وبعد مضي عدة ساعات بحث بعينه عن ساعته فحدق بها وأرتجف حين أشارت الساعة إلى الثالثة بعد منتصف الليل فأصغى بسمعه وأرهف بتركيز وأغمض عينه حين أنسابت النغمات تشق سكون الليل ولامست أنغام الوتر روحه ترك قلمه ونزع نظارته وغادر مكتبه وأتجه صوب النافذة لا يعلم ما الذي دفعه لتتبع مصدر تلك النغمات التي أصبح ينتظر سماعها كل ليلة وبحث بعيناه يمينا ويسارا عن شيء يدله إلى المكان الذي تصدر منه تلك النغمات لينتبه إلى حركة خفية صدرت من خلف ستائر إحدى النوافذ فأمعن بنظره ليراها تقف وهي بألتها فبدت أمام عينه گعاشقة حبيبها إليها ذوى حمزة ما بين عيناه ليتجهم وجهه بشدة لتفكيره أن لها حبيب يستمع إليها لينتبه لإتجاه أفكاره فأبتعد عن نافذة مكتبه پغضب وهو ينهر نفسه لإستسلامه لتلك النغمات ولكنه عاد مسرعا ووقف يحدق بها ليدرك أنها نفس الفتاة التي رأها سابقا بهتت ملامح حمزة حين فتحت نافذتها ووقفت تحدق بالسماء لتدير عينيها إليه وما أن ألتقت عيناه بعيناها حتى توقف الزمن بحمزة لقد باغتته عينيها التي لمعت كنجمة تنافس نجوم السماء وتجمد حمزة في مكانه حين واصلت الفتاة تحديقها به دون أن يرف لها جفنا بادلها حمزة النظرات وشعر بعيناها التي تواصل تحديقها به تأسره وتبلغه برسائل عدة ليقطع تواصلهم البصري إلتفاتها إلى الخلف وعودتها إلى داخل غرفتها ووقف حمزة بمكانه وقد تملكته الحيرة والدهشة من نفسه لإنجذابه الغريب إليها لينفض إستحواذها عليه وعاد إلى مكتبه
متابعة القراءة