رواية العصيان..بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
راية العصيان..بقلم منى أحمد حافظ
المقدمة..
أحتاج للحب فبحث عنه ليتعلق بأول وجه رأه فظن بأنه عثر على حبه ليتفاجيء بأن ذلك الوجه لم يكن إلا خيال رسم فوق حائط الأحلام فعاد ليبحث من جديد عازما إيجاده ليصطدم برفض أخر ليقرر نبذ الحب بعيدا عن حياته فحبس نفسه داخل قوقعة عمله وأبعد أصدقائه عنه لتأتي بنغماتها فسرقته من نفسه وأختطفت لبه وأستحوذت على عقله دون أن يراها وصلته رسائلها التي عزفتها بمشاعرها بحث عنها وأضناه البحث عن صاحبة النغمات حتى عثر عليها ليجمعهما القدر سويا رغما عنها لترفضه فتجددت أحزانه لنبذها إياه ولكنه لم يستسلم بل سعى ليثبت لها بأنها هي حقه وأنه حقها ليتحقق سعيه ويأسر قلبها ويحصل على حبها العذري الذي لم يسبقه إليه أحد.
أنهي عمله شاعرا بإجهاد حاد وأرهاق فهو لم ينم منذ ثلاث أيام غير ساعتين فقط أختطفهما وهو يريح عيناه بعدما أنهى مراجعة أوراق تلك الصفقة التي وكله زكريا بأمرها زفر حمزة بتعب وهو يجمع الأوراق بحقيبته وغادر مكتبه بعدما أوصده جيدا وأتجه إلى خارج المبنى وجلس خلف مقود سيارته وأسند رأسه فوق المقود يتذكر صوت زكريا وهو يخبره عن طفل راوية الثاني الذي أكرمها الله به هي وعمران زوجها وطلب منه لا بل أكد عليه أن يرتب أمره ليأتي لحضور عقيقة زين وألا يعتذر كما فعل مع مولدتهم الأولى.
وفي الأسفل وقفت غزل تصيح بوجه شقيقها پغضب وتقول
_ وإنتي مالك مراتي تشتغل وتشيل ولا تحط هي كانت أشتكت لك ولا طلبت منك تبقى المحامي بتاعها علشان تتحشري فحياتنا وبعدين إنتي بتتكلمي معايا بخصوص الفلوس ليه يا غزل على فكرة يا بنت أبويا أنا مش جاي أشحت منك لأ أنا جاي أخد من فلوسي فاهمة يعني إيه فلوسي يعني حقي من أبويا اللي أمك لافت عليه وأتجوزته وسحرت له علشان يكتب لك نصيب أكبر من حقك.
صمت رائف وهو يزيد من ضغط أصابعه بقوة على ساعد شقيقته وأردف
_ بقولك إيه يا غزل أنتي الأحسن لك أنك تخليكي فحالك وفنفسك وبس ولا إنتي مش شايفة ربنا أنتقم منك ومن أمك إزاي نظير ما ظلمتوني وكلتوا حقي.
ألقي رائف بكلماته بقلب متحجر وبلا شفقة لتنهمر دموع غزل حزنا وألما على ما قاله شقيقها فسحبت ساعدها منه وهي تخفي تألمها عنه وتمسح دموعها وقالت
_ خلى بالك وإنت بتتكلم وأفتكر إن اللي إنت شمتان فيها دي تبقى أختك وبعدين يا رائف المۏت مفيهوش شماتة خليك فاكر كدا كويس وإن كنت فاكر أنك لما تيجي لهنا وتقولي الكلام دا هتكسر وأقوم حاسة بالنقص فأديلك الفلوس تبقى غلطان علشان أنا مش هديلك جنيه واحد بعد اللي أخدته ومش هيهمني بقى لو أتقبض عليك تاني بسبب ديونك ومش هدفع ولا أسد عنك أي حاجة تاني ودلوقتي أتفضل أمشي من هنا وياريت متجيش تاني.
كاد يصفعها ولكنه تمالك غضبه فعاد وقبض على كتفيها بقسۏة وهزها بحدة وقال
_ أنا مش همشي يا غزل وأعلى ما في خيلك أركبيه أنا هنا فملكي ولا ناسية إن الشقة اللي إنتي عايشة فيها
متابعة القراءة