غزل

موقع أيام نيوز


انت كده هتخلي عمك يشك ..اهدى هي مسيرها ترجع مع عمك ..هو ماقالش هيرجعوا امتى...
يوسف بضيق هو انا اعرف سافروا فين وليه عشان اعرف هيرجعوا امتى ..عمي بقاله مدة مش صريح وبيلاعبني ..كل اما اساله حاسس انه مخبي حاجة مش عايزني اعرفها ..
طيب انا هقوم انا ..واه ..ابقي رد علي مكالمات نانسي عشان قلبت دماغي وحالفة لاتيجي الشركة لو ماردتش عليها...

يوسف بشرودان شاء الله 
.....
تجلس امام كتابها شاردة في صفحاته لاتفقه شيئ منه منذ ساعات حاولت التركيز اكثر من مرة لتعود الذكري السوداء لخيالها وتشتت افكارها ..أين كان عقلها عندما تهور قبلها معها ..يؤلمها ضميرها علي ماصدر منها ..تتمنى لو كانت تتصف ببعض الشجاعة لتواجه الجميع بأفعالها البذيئة 
فتسمع صوت طرقات حجرتها ليدخل محمد علي وجهه ابتسامة خلابة 
توتا بتعمل ايه ...
تجيبه تقى بهدوءكنت بحاول أذاكر لان الامتحانات قربت 
لتراه يجلس أمامها كأن يوجد شئ يريد قوله تقى ..انا ملاحظ بقالي مدة انك قافلة علي نفسك ومتغيرة ..ومش متعود علي سكوتك ده طبعا ..في حاجة مخبياها عليا ..انا اخوكي ومهما كان سندك 
لتعقد حاجبها بتوتر حاجة ..حاجة زي ايه ...مافيش طبعا ..انا بس حاسة اني مرهقة وكسلانه اروح الجامعة ..فقولت استغل ده واذاكر في البيت ..
مخمد بعدم اقتناع بس كدة 
 بعد مرور اسبوع علي الجميع 
..وأثناء تأملها له سمعت صوت هاتفه فينفض النوم من عينيه ويمد يده يفتح المكالمة لينتفض جالسا يقول ايوه ياعمي 
مطار ايه..
يعني انتو فين ..ليكمل حديثة وهو يقوم بارتداء ملابسه علي عجالة..
معلش اصلي كنت نايم ومش مركز 
يعني وصلتوا ...انا جاي في الطريق خمس دقايق 
يكاد ان يغلق ليقول بلهفة عمي ..عمي..هي هي غزل معاك !..فيبتسم بدون ان يشعر ليقول 
انا جاي حالا
ليخرج مهرولا بسعادة غريبة علي وجهه ممسكا بحذائه تحت أنظارها الذاهلة لتقول لنفسها هو اټجنن ولا ايه ..ده حتي ماسلمش عليا ...
.
يجلس خلف المقود قابضا عليه بكفه پغضب شديد وحيرة ...يلقي عليها نظرات عن طريق مرآته مراقبا اياها وهي والدها بملامح مبهمة بالنسبة له ملامح باردة ترتدي نضاراتها الشمسية تخفي عنه عينيها .
يرجع بذاكرته منذ لحظات عندما كان يقف متوترا بصالة الانتظار منتظرا وصولها ليس الا ينظر الي ساعته للمرة الألف يأخذ المكان ذهابا وإيابا ..ليشاهد ظهور عمه من بعيد فتتسارع انفاسه بقوة غير مسيطرا علي ارتباكه فيبحث عنها باعينه الصقرية لعله يلمحها ليجدها بعد طول انتظار تظهر بإطلالتها الصيفية بفستان ابيض مكشوف الذراعين ....الذراعين ...الذراعين...!..ليرفع عينه لتشل حركته ويثبت مكانه من صډمته ...عندما رأي أخيه يامن غزل اليه اثناء سيره وابتسامة جلية تظهر عليه ولا وجهها ليفتح فمه وتجحظ عينيه بقوة ...
عمه يسلم عليه ويقول بمكر يوسف ...اقفل بوقك ياحبيبي ..الڈبان هيدخل جواه
فينصرف من جانبه بكل هدوء حتي يصل اليه يامن وهو غزل بمرح ايه ياجينيرال مش هتسلم علي اخوك حبيبك ..
ليفيق يوسف من صډمته يقول من بين اسنانه شرفت يا ياخويا

الفصل الثالث عشر
.
...
يفيق من شروده ينظر اليها مرة أخرى بمرآته ليقطع عليه أخيه تأمله قائلا 
خلي بالك من طريقك ..الطريق قدام مش ورا...
ليجد علي اسنانه ويلقي عليه نظرة توعد منه ..ثم يجلي صوته محدثا عمه لعله يستشف سبب سفرهما المفاجئ يقول
هو إنتوا كنتوا في تركيا!
فيجيبه ناجي بابتسامة وقورة
اكيد يايوسف اومال يامن رجع معانا ازاي ..
يتوتر اكثر و يتساءلهو إنتوا كنتوا عند يامن !...
ليجيبه يامن هذه المرة ببرودمقصود
تفتكر هيكونوا

في تركيا ومش هينزلوا عندي ..دي كانت احلى ايام فيلتفت القابعة بصمت يغمز بعينيه لها مكملا
ولا ايه ياغزل البنات فتكتفي هي بابتسامة خفيفة له..
لتجحظ عين المشتعل غيظا من هذا التدليل ..وهذه الجرأة فمن الواضح ان يامن أخذ مكانا خاصا لديها ليدللها بهذه الوقاحة امام عمه وامامه ....فيوجه سؤاله لعمه مرة اخري بإصرارهو إنتوا سافرتم ليه ...ومبلغتنيش ليه ياعمي عشان أكون معاكم ..
يجيبه ناجي بطيبة زائدة ياااه يايوسف دي قصة كبيرة ..احنا سافرنا ياسيدي عشان.
باااابا!!!!!كلمة واحدة صارمة كانت كفيلة ان تصمت والدها من الاسترسال بحديثه..ليلاحظ يوسف وجهها ينظر لوالدها بلوم ..فيشك في ان هناك حدث ما لايريدان أعلامه به 
يحاول يوسف معرفة ماهو الشئ فيقول سكت ليه ياعمي ..كمل
ناجي بتوتر ايه ...اه..بعدين بعدين يايوسف هتعرف بعدين ...
فيفكر يوسف في الشئ اللذان يخفياه عنه عن قصد ...

ظل فترة الليل يأخذ الحجرة ذهابا وإيابا ..القلق يتملكه والضيق ېقتله ..لقد انهي علبة كاملة من سجائره في فترة اقل من ساعة ..لما تتهرب منه يجب عليه مواجهتها ومعرفة حقيقة الامر ..وماحدث بينهما ..فهو لايتذكر شيئا ..فقط يريد الاطمئنان علي حالها ..بانه لم يصبها باي اذى ...ولكن كيف وأخيه يلازمها كظلها لايتركها ابدا حتى يستطع الحديث معاها
 

تم نسخ الرابط