في قبضة الاقدار
المحتويات
يحمل رائحتها و يمتلئ بحضورها الطاغي يريد جمع أوراقه و إعاده ترتيبها للوصول إلي حل لمعضلته .
ذلك الصباح لم يكن كأي صباح مر عليه . بل كان الأكثر صفاء برغم تلبد أجواءه أمس و حيرته و ضجيح أفكاره التي لم تهدأ حتي خيوط الفجر الأولي و لكنه يشعر الأن بأنه يقف علي أرض صلبه أمام نفسه فقد اختار أن يعطيها و يعطي نفسه فرصة و لم تأتي هذا الفرصة جزافا أو نتيجة شهامته في إنقاذها كما أدعى و لكنها كانت نابعة من اقتناع قوي بأن تلك المرأة لا يمكن أن تعوض أبدا.
أمام عيناها إن لم تعلنها هي أولا . و سيتأكد من حدوث ذلك في القريب العاجل . فهو لن يضمن أن تطول مقاومته أمامها كثيرا لهذا قرر إستخدام كل أسلحته و سيهاجم حصونها بكل ضراوة دون أن يعطي لها الفرصة للفرار أو حتي المقاومة ..
أخيرا توقف أمامها يناظرها بحنق فاعطته إبتسامة فريدة لم يرها مسبقا و لكن كان هناك شئ في عيناها يناقض إبتسامتها و لكنه تجاهل ذلك و قال بفظاظة
فرح بهدوء و هي تضع قدح القهوة علي الطاولة
أمامها
أنا متعودة إني بصحي لوحدي أشرب قهوتي في هدوء عشان أعرف ابدأ يومي صح
بس أنا شايفك بدأتي تغيري حاجات كتير كنتي متعودة عليها اشمعنا دي
رفعت إحدي حاجبيها الجميلين و قالت مدعية عدم الفهم
تقصد إيه
كانت تلعب علي أوتار جموده و بروده اللا متناهي و لكنها لم تتوقع ڠضبة و لا قسوته حين قال بلهجه فجة
تصاعدت أدخنة الڠضب إلى رأسها فخرج صوتها عال نسبيا حين قالت
أنت إزاي تتجرأ ..
بتر جملتها حديثه الصارم و تهديده الواضح حين قال بخشونة
أنا اجروء أعمل كل إلى تتخيليه و إلى مش تتخيلي! و ممكن كمان أكسر دماغك لو فكرتي تعملي حركة زي دي تاني
الحق مش عليك الحق علي إلى سمحتلك تتمادى معاها بالشكل دا!
كادت أن تهب من مكانها و لكن إمتدت قبضته الفولاذية تمسك بمعصمها لتجعل من انسحابها أمرا مستحيل .
كانت تجاهد علي منع دموع الڠضب من الفرار حتي لا تجعله يشعر بالإنتصار عليها فأدارت رأسها للجهة الأخري و هي تقول من بين أنفاسها
سيب أيدي !
بصيلي
قولتلك سيب أيدي عايزة أمشي
و أنا قولتلك
بصيلي
قال جملته بلهجه رقيقه و لكن آمرة وعندما لم تمتثل لأوامره إمتدت يده الأخري تقوم
بفتح كفها المعټقل بين يديه و أخذ يمرر إصبعه فوق عروق يدها بلطف و بطئ و هو يقول قاصدا إستفزازها
علي العموم أنا مرتاح كدا . براحتك خليكي باصة الناحيه التانيه
ما أن تفوه بجملته حتي إلتفتت تناظره پغضب كبير بينما زوبعة من المشاعر اجتاحتها جراء لمساته لكفها و ما أن شاهدها تلتفت إليه حتي ترك يدها و قال بتسلية
حلو . بقيتي تسمعي الكلام أهو
كانت عيناه تحوي نظرات أربكتها نظرات خالية من التسلية و قد أتاها هاجس استنكرته بشدة و لكنه كان فرصتها الوحيدة للنيل منه فقالت بهدوء يناقض ڠضبها المشتعل بمقلتيها مما أثار إندهاشه
إيه إلي مضايقك أوي كدا في لبسي
تصنع الجمود و هو يقول بإختصار
مش مناسب
لمين
ليكي !
أنا أدري بالي يناسبني !
توقفت عن الحديث متعمدة و إرتسمت علامات الدهشه و غلف المكر عيناها و هي تقول بإستنكار
متقوليش إنك بتغير عليا !
لامس استفهامها حواف قلبه و اضطربت دقاته بشكل لم يعهده فلأول مرة يكن شفافا أمامها بتلك الطريقه و لكنه حاول إستدراك الموقف و إبراز الحقيقة منقوصه فتمتم بالمبالاة
و ليه لا
و ليه آه
اسند ظهره للخلف و هو يبتسم قائلا بتهكم
رجعنا نلعب تاني
مش لعب بس فاجئتني. بتغير عليا. مش قادرة ابلعها بصراحه
استمرت سيمفونية بروده المعتاد حين قال بخشونة
علي حسب دوافع الغيرة دي من وجهة نظرك!
فرح بتخابث
الغيرة ملهاش غير دافع واحد
متابعة القراءة