في قبضة الاقدار
المحتويات
ازاي متعرفش حاجه زي دي مع إنك كل يوم بتقف قدام المرايا بالساعات
إزدادت ضحكاتها مما جعل مروان يقول بمزاح
شوف البت بتقول إيه. دانتي خاربة بيت أبويا و جايه دلوقتي تقوليلي كدا ماشي يا ريتال الكلب أما وريتك . أبقي شوفي مين هيجبلك شيكولاتة تاني .
خرجت كلماتها لطيفه كمظهرها حين قالت بلطف
ريتال ببراءة
أيوا فعلا أنا بحبه . بس ريتا مبتكذبش هو فعلا مش حلو . يعني معندوش شعر جميل زيك و لا عنيه حلوة زيك و لا عنده خدود بتحمر لما بيعيط زيك يبقي أكيد مش حلو. اديله شيكولاته ليه
الټفت مروان ناظرا الي جنة التي لم يفشل الحزن في إخفاء فتنتها و قال بغزل
ابتسمت جنة بخجل و قد غزي الإحمرار وجنتيها و لكن سرعان ما دب الذعر في أوصالها حين سمعت صوته القاسې الآتي من خلفها
مروان !
لم تستطع الإلتفات إليه بل تعلقت نظراتها المرتعبه بلا شئ أمامها بينما ألتفت مروان قائلا بمزاح
تجاهل مزاحه و كانت نظراته ټحرق ظهرها قبل أن يعيدها إلي مروان مرة آخري و هو يقول بفظاظة
مش شايف أن الوقت أتأخر لصوتكوا العالي دا و كمان مينفعش طفلة زي ريتال تسهر لدلوقتي !
شعرت و كأن توبيخه موجها إليها و لكنها استمرت فى تجاهله و لم تجروء علي رفع عيناها حتي عندما شعرت به يقف بجانب مقعدها مما جعلها تحبس أنفاسها حتي لا يشعر بمقدار هلعها منه
سليم بفظاظة و تحدي مبطن
لا ازعجني يا مروان .
شعر بوجود شئ خاطئ في عيناه و نبرته و تصرفه لذا أختار الإنسحاب حتي لا يتفاقم الأمر أكثر فتراجع خطوة للخلف بطريقه مسرحية بينما قال بتهكم
لا و علي إيه حقك علينا . يالا يا ريتال نكمل سهرتنا فوق مش
شعر بالتهكم في نبرته و لكنه تجاهل ذلك و لم يعلق بل أخذ يشاهده و هو يمسك بيد الصغيرة و يغادر المطبخ لتشعر بتجمد الډماء بأوردتها فها هي قد أصبحت بمفردها معه . مع أكثر شخص تهابه بحياتها شخص قادر علي إنقاذها من الچحيم و رميها بجمراته التي
تستقر بمنتصف روحها فتهلكها و لا تستطيع الوقوف أمامه لذا كان الهرب خطتها الوحيدة فتركت الكوب من يدها وهبت من مقعدها تنوي المغادرة فاوقفتها كلماته حين قال بصرامة
تجمدت بأرضها و قد شعرت للحظة برغبتها في التلاشي فلم تعد تستطيع تحمل كلمة أخري يكفيها ما عانته طوال هذا اليوم المريع لا تحتمل روحها أي إهانة آخري و لا مزيد من الچروح التي لا تعلم كيف ستداويها .
هتفضلي مدياني ضهرك كتير . و لا عشان أنا مبعرفش اضحك واهزر!
برقت عيناها من حديثه مما جعلها تلتفت تناظره پصدمة تجلت في نبرتها حين قالت
نعم !
صډمه حديثه بقدر ما صدمها فظل للحظه ساكنا يناظرها يحاول إستعادة رباطة جأشة بينما عيناه تطوف علي تقاسيمها فالحزن مازال يخيم علي ملامحها و مازالت عبراتها تلطخ خداها المتوردان بشكل شهي للغاية بينما عيناها يشتعل بهم شئ خاص
مزيج من البراءه المفعمة بالشغف الذي لم يفلح الحزن في إخماده . يعلم بأن ما يشعر به خاطئ و ما يفعله خاطئ و وجوده معها في هذا المكان يناظرها بتلك الطريقة هو خطأ كبير و لكنه عاجز
عن إصلاحه . هذا ما يحدث دائما معها يعاقبها علي أخطاءه هو التي ليس لها بها أي ذنب و ينسي توبيخ نفسه و قلبه العاق الذي لا يعلم كيف يستعيده من بين براثن عيناها تلك.
سالم كلمني و قالي علي معادك مع الدكتور بكرة . اعملي حسابك عشان هوديكي .
هكذا خرجت الكلمات فظة من بين شفتيه الغليظة بينما تجاوزها بصعوبة و كأن الخطوات البسيطة التي ستنتزعه من أمام عيناها ملغومة بنيران لا يعرف كيف يخمدها!
لم تكن تساعده إطلاقا فما أن تجاوزها و أوشك علي إستعادة أنفاسه أوقفته كلماتها الباردة
بس أنا مش عايزاك توديني في أي مكان . شكرا !
بدا و كأن قلبه يضخ نيران إلى أوردته و ليس دماء حين تابعت قائله
أنا هستني لما فرح تيجي و أروح معاها. كفاية تعبك معايا لحد كدا
ابتلع جمرات أن أطلقها ستحرقها و فضل أن ېحترق هو تلك المرة لذا قال بإختصار
أنا مخدتش رأيك. و دا مش عشانك دا عشان إبن اخويا . و اعملي حسابك الساعه اتنين بالدقيقه تكوني جاهزة عشان نتحرك
ألقي كلماته دون أن ينظر إليها و تابع طريقه يريد الفرار من ذلك الهواء الذي
متابعة القراءة