في قبضة الاقدار
المحتويات
حلا التي هرولت إليه قائله بلهفه
أبيه سالم .
توقف سالم الذي كان مايزال يشعر بالڠضب من ما فعلته فلم يلتفت لها و لكنها أقتربت تقف أمامه و قالت بنبرة خافته
أنا ..
قاطعها بقوة و لكن بلهجه خفيضه يشوبها العتب
أنت خيبتي أملي فيك يا حلا ..
أصابتها جملته في الصميم فاندفعت تقول من بين قطرات أوشكت علي الهطول
قاطعها قائلا بحدة
الإعتذار دا تروحي تقوليه لابن اخوكي لما ييجي الدنيا و يعرف أن عمته الوحيده أهانته هو و أمه بالشكل دا
كان يعلم معدنها و بواطنها و تأصل الخير بداخلها لهذا أراد اللعب علي تلك الاوتار و تركها ټصارع مع ضميرها الذي حتما سيؤنبها و يعيدها إلي الطريق المستقيم ..
أدخل
دلفت إلي الغرفه و هي تجر أقدامها إلي الداخل بينما عيناه الثاقبه تناظرها بنظرات غامضه لم تنجح في تفسيرها و لكنها لم تجعلها تتراجع إذ توقفت أمامه تناظره بإمتنان تجلي في عيناها الزيتونيه
صډمه إمتنانها للحظه و لكنه لم ينجح في إخماد غضبه المشتعل جراء ما حدث لذلك قال
بلامبالاة
مش مستني منك شكر أنا عملت إلي كان مفروض يتعمل
إغتاظت من صراحته الفجة و حديثه المستفز و ثارت جيوش ڠضبها و لكنها كمدت ما تشعر به وتشدقت ساخرة
أنا كمان بشكرك عشان أتعودت أن أي حد يعمل حاجه كويسه مفروض يتشكر عليها و مش فارقلي إذا كنت مستني دا أو لا .
نعم !
أعادت كلمته بهدوء مستفز
نعم !
رغما عنه أفلتت شفتيه عن بسمه متسليه لم ينجح في قمعها فقال بتسليه
أنت مبتيأسيش
يعني إيه
سالم بأعجاب خفي
عندك إستعداد تفضلي تحاربي طول الوقت مبتعديش حاجه أبدا
صدمت من حديثه و لكنها قالت بتعجب
قالت كلمتها الأخيرة بخفوت فرفع إحدي حاجبيه قائلا بوعيد
ميستاهلش !
غمغمت بخفوت
مش قصدي أنه ميستاهلش بمعني حد وحش يعني ! ممكن يكون شخص متكبر مغرور و بيتكلم من طراطيف مناخيره
متكبر و مغرور و بيتكلم من طراطيف مناخيره. دا أنا المفروض
راوغته قائله
والله أنا مقولتش أن أنت كدا بس لو شايف الصفات دي تنطبق عليك فأنت حر أنا يعني هعرفك أكتر من نفسك .
تراجع بمقعده إلي الخلف و قهقه ضاحكا قبل أن يقول من بين ضحكاته
أنتي مشكله يا فرح !
أسرتها ضحكاته الخلابه للحظه قبل أن تتخضب وجنتاها بلهيب الخجل جراء كلمته البسيطه و لكن نظراته كانت عميقه حتي شعرت بها تتغلغل إلي داخلها فهربت بنظراتها الي الجهه الآخري و قالت بنبرة
هادئه
و لا مشكله و لا حاجه أنا بس بحب الناس تعاملني زي ما بعاملها و دايما ببدأ بالخير عشان ألاقيه
أقتنصت عيناه خجلها و إهتزاز حدقتيها فاقترب واضعا مرفقيه فوق المكتب أمامه و هو يقول بغموض
أفهم من كدا أنك بتقدميلي الخير و منتظراه مني !
جفلت من حديثه و شعرت بضربات قلبها تتخبط بداخلها پعنف فإلتفتت إليه بلهفه و قالت بإندفاع
لا طبعا مقصدش كدا أنا بقولك بس إن دي طريقتي في التعامل مع الناس !
طب و عيزاني أعاملك إزاي
خرجت الكلمات من بين شفتيه ثابته مصحوبه بنظرات ثاقبه كانت تأسرها للحد الذي جعلها غير قادرة علي الحديث تكاد تجزم بأن قلبها توقف عن الخفقان للحظه و فقدت السيطرة علي حواسها و لكن تدخل عقلها لينبهها أن ناقوس الخطړ قد أقترب
منها كثيرا فحاولت فرض سيطرتها علي ما يعتريها من تخبط و قالت بنبرة متزنة
تعاملني زي ما أي مدير بيتعامل مع سكرتيرته
دام الصمت
للحظات قبل أن ترتسم إبتسامه ساخره علي شفتيه بينما عيناه ظلت علي حالها من الثبات الذي تجلي في نبرته حين قال
بس إلي قاعد قدامي دلوقتي مش فرح سكرتيرتي
للحظه لم تفهم مقصده و لكن عيناه التي طافت فوق ملامحها و خصلات شعرها المسترسله علي ظهرها فوصل إليها مقصده فتحمحمت بخفوت قبل أن تقول بتوتر
دا مالوش علاقه بمظهري علي فكرة . أنا فرح في كل حالاتي.
و دي أحلي حاله فيهم . حطي دا في عين الأعتبار !
جاءت كلماته مباغته فجعلت حدقتيها تتسع للحظه فلم تكن تستوعب ما قاله هل كان ذلك غزلا صريحا منه
لم يتثني لها فهم ما يحدث إذ جاء الطرق علي الباب و الذي لم يكن سوي لأمينه التي دخلت إلي الغرفه و هي تطالعها بنظراتها الثاقبه فعادت إليها ذكري ما حدث فاتقد الڠضب مرة ثانيه بداخلها و إلتفتت إليه قائله بجمود
أنا بره وقت ما تعوز نبتدي الشغل نادي عليا
اومأ برأسه كإجابه
متابعة القراءة