في قبضة الاقدار
المحتويات
من هذا الصوت الطفولي الرقيق لتلك الفتاة الصغيرة الجميلة التي إنسلت من الباب الآخر للسيارة و إستدارت تقف بجانب مروان و كأنها تحتمي به فنظر إليها سليم پصدمه تحولت إلي عطف و إمتدت يده تداعب خصلاتها البنيه المجعدة و هو يقول بحنان
أهلا يا ريتا .. حمد لله عالسلامه .
لم تجبه بل أكتفت بهز رأسها لترد تحيته و إزداد إلتصاقها أكثر بمروان الذي إمتدت يداه ټحتضنها و نظر إلي سليم نظرات ذات مغزى فهمها علي الفور فتنحي يفسح الطريق و هو يقول
أختتم جملته و توجهت أنظاره إلي تلك التي
كانت ملتزمه الصمت و لكن عيناها عكست صراع داخلي و مشاعر كثيرة أولهما الخيبه و آخرهما القهر و من دون أي حديث توجه مروان الذي حمل الطفله مضيقا عيناه و هو يفرقها بين ساندي و جنه التي إغتاظت بشدة من نظراته الثاقبة لها و لكنها حاولت ألا تظهر شيئا و توجهت بأنظارها إلي تلك التي بدا عليها الألم الذي تجلي في تهدل أكتافها وخطواتها الثقيلة التي كانت تجر ذيول خيبتها الكبيرة و رأسها المنكس كشخص هزمته الحياة في أهم معاركه فلم يعد يدري ماذا عليه أن يفعل
أخرجها من شرودها صوته الخشن حين قال
ه تجاوبي علي سؤالي و لا أسأله لحد تاني
جفلت من نبرته و مغزي كلماته خاصة حين توجهت أنظاره إلي ساندي التي كانت تجلس خلف مقود سيارتها تراقبهما فإزدادت دقات قلبها و إرتعشت قبل أن تقول
سليم بخشونه
أنتي عارفه كويس عايز أعرف إيه
زفرت بتعب قبل أن تقول بشفاه مرتجفه
مابتهددنيش بحاجه .
كذابه .
أنا مش كذابه !
قالتها بإنفعال فاقترب منها خطوة قبل أن يقول بتأكيد
لا كذابه . و لو فكرتي تخبي عني تبقي غبيه
! عشان لو حصلت أي حاجه ټأذي عيلتي تاني بسببك صدقيني مش هرحمك . أستغلي الفرصه إني جيت سألتك و جاوبيني .
تلك الأفعي و هو لا يساعدها بل يزيد من عڈابها أكثر بطريقته الفظة و أسلوبه العدائي الذي عهدته منه لذا لم تجد أمامها مفر من أن ترتفع يدها و تضعها علي بطنها و قد كان الألم مرتسم علي ملامحها و أقتنصته عيناه لذا قال بلهفه حاول قمعها قدر الإمكان
إرتفعت عيناها تطالعه بتعب تجلي علي ملامحها و خرج صوتها ضعيفا حين قالت
شويه !
زعزعت لهجتها الضعيفه ثباته للحظه و لكنه حاول التحكم في إرادته و قال بلهجه يشوبها اللين
هتقدري تمشي لحد الملحق
زاد إعيائها و لم تستطع أن تجيبه و شعرت بفوران مفاجئ في معدتها جعلها تهرول إلي جانب إحدي أواني الزرع و تقوم بإفراغ ما في جوفها و قد كانت آناتها ترسل إشارات حسيه إلي
حين فاجأتها نوبه القيئ مرة آخري فأمتدت يده الحرة تمسك برسغها في محاوله صامته لدعمها إلى أن انتهت فسألها بلهجه هادئة
بقيتي أحسن
هزت رأسها ببطئ دون حديث و قامت بإرجاع شعرها للخلف في حركه بدت جذابه فخطفت أنظاره إلي سواده الحالك و نعومه خصلاته الثائرة بفعل نسائم الهواء الباردة فشعر برغبه ملحه في تهدئه ثورته و إخماد تمرده خاصة
و هي بمثل هذا الضعف تحاول جاهدة تنظيم أنفاسها المتسارعه بينما تسارعت دقات قلبه فقد كان مجبرا في البدايه علي مساعدتها و لكن الآن شعر بأن لهذا الإجبار مذاق رائع أنتشي له قلبه و تنبهت له حواسه .
أخرجه من تلك الحاله الغريبه صوت الخادمه خلفهم و هي تقول بإحراج
سليم بيه . الحاجه بتقول لحضرتك لو جنة هانم تعبانه هاتها و أدخلوا جوا ترتاح .
شعرت بجسدها يثلج جراء حديث الخادمة فقد أيقنت بأن أمينه حتما رأتهم حتي ترسل إليهم الخادمه بتلك الرساله لذا سحبت يدها بسرعه من يده و هي تقول
متابعة القراءة