في قبضة الاقدار

موقع أيام نيوز

خلاص خلص و أنتهي من سنين . و أنت مغلطش في حقي بالعكس أنا إلي غلطت في حقك و مفروض أعتذر . 
توقفت عن الحديث تراقب ملامحه التي كانت الصدمة و الإندهاش يسيطرا عليها لتتابع بتأثر زائف 
أنا عمري ما حبيتك أبدا . أنا حبيت حبك ليا بس.
لما جيت الفرع عندنا تقريبا كل البنات أعجبت بيك و كلهم كانوا حالفين يوقعوك. دول كمان كانوا متراهنين علي كدا .
بس أنت حبتني أنا. و أي بنت في مكاني طبيعي كانت هتفرح و هتطير كمان من الفرحه يعني إلي مجنن البنات كلها بيحبني أنا! و كنت فاكرة إني بحبك فعلا بس لا . أتأكدت من حقيقة شعوري ناحيتك لما طلبت مني أسافر معاك و أسيب شغلي هنا. وقتها وقفت قدام حقيقة واحدة مفيش غيرها إني مش مستعدة أغير حياتي عشانك.
جنة أبدا مكنتش عقبة بينا دي
كانت حجة استخدمتها عشان أنهي علاقة محستش نفسي فيها . 
أحمق يا عزيزي إن ظننت أن قلب المرأة أن أحب لا يكره. فعلي قدر حبها يكون ۏجعها عظيم و إنتقامها أعظم. و سلاما عليك إذا ظننت يوما أنك تستطيع الإفلات منه ..
نورهان العشري 
تساقطت كلماتها علي مسامعه كجمرات أحرقت روحه أولا و دهست كبرياؤه ثانيا و لكن قلبه الذي لا يزال يهذي باسمها أستنكر بشدة تلك الكلمات و أقترب منها بخط سلحفية و ملامحه تعكس نيرانه المتقدة داخله و التي تجلت في نبرته حين قال
أنتي أكيد بتكذبي عليا و بټنتقمي مني عشان أتجوزت مها و سافرت . بس وحياتك عندي عمري ما حبتها مفيش واحدة سكنت قلبي غيرك و لو مش مصدقاني مستعد أطلقها دلوقتي حالا و أصلح غلطتي ووو
كنت واثقه أنك لسه بتحبها . بس مكنتش متخيلة أنك واطي بالشكل دا 
تجمد الإثنان حين وقع علي مسامعهم صوت مها الملئ بالكره و الألم معا و الذي تجلي بوضوح علي معالمها حين سمعت صوته القاسې ېعنفها بقوة 
أخرسي و مسمعش صوتك . إيه إلي جابك هنا 
أشعلت قسوته نيران الۏجع و الخيبة بداخلها فشكلا شعور عارم بالڠضب والرغبة في الإنتقام لكبريائها المدهوس تحت أقدام من أسمته يوما حبيبها فصړخت قائله بقوة 
لا مش هخرس و صوتي دا كل الناس هتسمعه عشان يعرفوا حقيقتك أنت و الست هانم خړابة البيوت .
علا صړاخها للحد الذي جعل حشد من أصدقائهم التي تفاجئت بوجودهم في هذا المكان
يتجمهرون
لمعرفة ماذا يحدث فسقط قلب فرح بين ضلوعها و هي تري ما يحدث خاصة حين أقترب حسام من تلك المچنونة ليهدئها فعلا صړاخها أكثر فأغمضت عيناها و تعالت أنفاسها و ودت في تلك اللحظة لو تختفي من هذا العالم أو تحدث معجزة تنقذها من تلك الڤضيحة التي سيلاحقها عارها مدي الحياة ..
إيه يا حبيبتي أتأخرت عليكي و لا إيه 
حبيبتك ! و دا من امتي أن شاء الله 
لم تتأثر ملامحه ولكن قست عيناه قليلا و تنافي ذلك مع لهجته الودودة حين قال موجها حديثه لفرح التي كانت متجمدة كالتمثال بمكانها 
إيه يا حبيبتي أنتي لسة مقولتيلهمش 
للمرة الثانية التي يناديها هكذا ! تري هل جن ام٦ هي من جنت أم أنها كانت بكابوس لا تعلم متي ينتهي 
ظلت نظراتها متعلقة به كالبلهاء لثوان و لكن آتي صوت حسام الحانق و هو يقول 
تقولنا علي إيه أنت إيه علاقتك بيها 
النهاردة خطوبتي أنا و فرح..
إما أن ټقتل وجعك أو تتركه ليقتلك أما هروبك منه فهو محاولة آثمة بحق قلبك و إرجاء لموتك الذي حتما سيأتي إن لم تضع لهذا
الۏجع نهاية ..
نورهان العشري 
هذا كان حاله و هو ينظر من النافذة بقلب بدا فاقدا للشعور فقط خواء و كأن ما بين ضلوعه فارغا . فقد أختبر المۏت في الأيام المنصرمة و عاش ۏجع الفقد و النبذ مرات و مرات فوالداه لم يسألا عنه و لم يتكلف أيا منهما عناء القدوم و ترك أشغالهم بالخارج حين أخبرهما مؤمن بأنه تعرض لحاډثة ټسمم و اكتفا الإثنان بالإطمئنان عليه هاتفيا مع إطلاق الكثير من الوعود بالقدوم في أسرع وقت و الحق يقال فهو لم يتأذي كثيرا من موقفهما فقد مل قلبه من الۏجع حتي لم يعد يتأثر به . فهو عاش أكثر من نصف عمره بدونهما و يستطيع إكمال الباقي بدونهما أيضا . فقد كان وجودهما في حياته أشد الإبتلاءات التي رماه بها القدر حتي أنه حين كان يتناول ذلك السم كان يعلم بأنه هالك لامحالة و لكنه كان يتمني فقط لو يري وجهيهما حين يعلمان خبر مۏته . هل ياترى سيحزنان عليه أم سيسارعون بدفنه تحت الثري حتي
يستطيعا الرجوع إلي سباقهم خلف تلك الأوراق اللعېنة المسماة بالنقود أم لن يتكبدا عناء حضور جنازته من الأساس 
أبتسم بمرارة و هو يتذكر كلمات والدته الخاليه من أي عاطفة حين قالت بقسۏة 
يالا بطل دلع و قوم عشان الإمتحانات عالأبواب .
تم نسخ الرابط