في قبضة الاقدار

موقع أيام نيوز

قال 
عاملة إيه يا فرح 
فرح بإقتضاب 
الحمد لله 
بتعملي إيه هنا 
جاية في شغل 
لاحظ ردودها المقتضبة و المختصرة فحاول تجاهل ذلك و قال بلطف 
ياه عالصدفة الجميلة إلي خلتنا نتقابل بعد كل السنين دي 
رفعت إحدي حاجبيها بتهكم قبل أن تقول ساخرة
هي صدفة جميلة فعلا !
حسام بغزل
متغيرتيش يا فرح لسه جميلة زي مانتي 
إحتد صوتها قليلا و هي تقول بمرارة 
لا اتغيرت يا حسام و اتغيرت أوي و لو مشوفتش دا يبقي محتاج نضارة. عن إذنك 
تركته و تحركت في طريقها الي المصعد مرة أخرى و لكنها توقفت للحظة حين سمعت تلك الفتاة التي نادته بحبيبي و قد تركت الكلمة بصماتها في زاوية ما ب ا و واصلت هروبها و لكن تلك المرة حتي تهرب من ذلك الرجل الذي كان تسبب غدره بها في تشويهها داخليا و حفر ندبة قوية في منتصف قلبها جعلته غير قادر علي الحب طوال حياته .
أخيرا إستطاعت أن تصل إلي غرفتها فأغلقت الباب خلفها و وقفت تستند عليه تتنفس بحدة علها تخرج كل تلك المشاعر المكبوته بداخلها و التي تشعرها بنغزة قوية في منتصف قلبها و ما أن خطت خطوتان حتي
وجدت ذلك الفستان الذي اختارته منذ بضعة ساعات
عودة لوقت لاحق
كانت تتذكر حديثه مع تلك الفتاة مي و داخلها ېحترق كمدا هل فعلا يراها كعجوز تخطت السبعين من عمرها ! 
ذلك الوغد ستريه من هي العجوز .!
اخذت تبحث علي مواقع التواصل حتي وجدت تلك السلسلة من المحلات و التي تقدم أفخم الثياب و بالفعل وقعت انظارها علي ثوب بلون الكريمه الناعمة و قد كان محتشم كما أرادت يرسم تفاصيل الجسد بصورة غير مبتذله و كانت أكمامه قصيرة بعض الشئ و به خيوط ذهبية تظهر بصورة خاطفه لتعطيه طله براقه لامعة . 
كان هذا الثوب هو تحديدا ما تبحث عنه فقامت بحجزه و لحسن حظها كانت تعرف إسم الفندق الذي سيمكثون به و رقم غرفتها فاعطتهم التفاصيل و حالفها حظها و وصل الثوب في المعاد المحدد
عودة إلى الوقت الحالي
كانت تنوي إرتدائه في المؤتمر و لكنها سترتديه الليلة في الحفل و ستجعل هؤلاء الأوغاد يرون من هي العجوز !!
جاء الليل سريعا و أقترب ميعاد الحفلة و كانت هي علي أتم الإستعداد للمواجهة
إيه دا يا حسام مش دي فرح يافرح يا فرح 
أوقفها نداء تلك الغبية فقد كانت تنوي المرور دون أن تلتفت إليهم و لكنها اضطرت إلي رسم إبتسامة مجامله و هي تتوجه إلي مكانهم و داخلها يتمني
لو ېحترقا في الچحيم 
أهلا يا مها اذيك 
أذيك يا فرح عامله إيه 
فرح بتحفظ
الحمد لله
مها بتخابث
إيه مش هتسلمي علي حسام 
فرح بثبات يتخلله المكر و قد أدركت ما ترمي إليه تلك المرأة
لا مانا سلمت عليه الصبح هو مقالكيش أننا أتقابلنا و لا إيه 
تبدلت الأدوار و نجحت في زعزعة غرور و ثبات غريمتها التي التفتت تناظر حسام پغضب
و لكنه كان في مكان آخر فقد كانت كل أنظاره متوجهه إلي تلك التي لم ينساها و لو للحظه بل كانت تحتل جزء كبير من تفكيره طوال تلك السنوات و اليوم ظهرت أمامه بكل هذا الجمال و كأنها أقسمت الإنتقام من قلبه بأقسى الطرق لذا لم يكن ينتبه لما يحدث حوله فقط عيناها و وجهها و عطرها و حضورها الطاغي.
كانت تعلم ما وراء نظراته و لامست خيبته و ندمه الواضح في عيناه وةملامح وجهه و قد كان هذا أكثر من مرضي لها و لكن ما لم تكن تحسب حسابه أن يظهر هو من العدم لتتفاجئ بعطره الذي طغي علي الجو حولهم.
حضوره الذي أضفي هيبة قوية تجلت في نبرته حين ناداها 
فرح 
أتأخرتي ليه 
أجابته بهدوء
أبدا أنا كنت جاية بس قابلت ناس أصحابي و وقفت اسلم عليهم 
ثم ألتفتت تنظر إلي حسام بعينان يحملا الكثير من التحدي و قالت بلباقة
بشمهندس حسام الصاوي كان زميلي في الشركة و دي مدام مها مراته
عندما ذكرت اسمها أرفقت نبرتها ببعض السخرية التي تجلت بوضوح في عيناها مما أغضب مها كثيرا و لكن كان هناك حوار آخر يدور بين الرجال و بقدر صمته كان يحمل الكثير من الشحنات المحملة بالڠضب و التحدي و الوعيد الصامت الذي قطعه حين أومأ برأسه بلامبالاة تجلت في نبرته حين قال 
أهلا.
ثم وجه أنظاره أليها قائلا بفظاظة
يالا عشان منتأخرش .
كان شعورا قاس لا يرحم و قد تجرعه مرتان في يوم واحد فهاهو رآها تقف معه للمرة الثانيه فإجتاح أوردته تيارا جارفا بالڠضب الچحيمي مما إلتقمته عيناه قبل دقائق رافقه شعورا مقيتا بالغيرة الذي لا يعرف كيف وجدت طريقها إلي قلبه ! و التي كانت كنيران ملتهبة ټحرق أحشاؤه من الداخل و تبعها صدمة قويه إجتاحت عقله حين وصل إلي تفسير كل ذلك الألم الممېت الذي يملئ و هو أن تلك المرأة أصبحت تعني له الكثير !
كان هذا المثلث المرعب من الأحاسيس جديد كليا علي رجل مثله
تم نسخ الرابط