دروب العشق
المحتويات
صادق وهي تعبث بأصابعها
_ أنا آسفة بخصوص الصبح متضايقش مني
أطال النظر إليها في سكون دون أن يجيبها
أو يكون على وجهه أي تعابير لتكمل هي بجدية
بعد أن نظرت له
_ لسا حابب تعرف مين ده
رسم ابتسامة متصنعة على وجهه وغمغم بصرامة
_ مش عايز أعرف حاجة أنا عايز أنام ممكن تطلعي برا !
بالنفي وتمتمت مبتسمة
_ تؤتؤ لما أقولك الأول بعدين هطلع عشان ابقى ريحت ضميري
مالت شفتيه لليسار بابتسامة ساخرة لتستكمل هي حديثه بنبرة عادية
_ ده كان زميلي في الكلية وكنا مجموعة كبيرة بنات وأولاد أصدقاء جدا بسبب إننا كنا مع بعض في كل نشاطات الكلية وكدا واللي شوفته في الصورة ده كان صداقتنا قوية شوية وكنا في كل حاجة في الكلية مع بعض والصور دي اتصورناها لما كنا في حفلات تبع النشاطات أو حجات تبع الكلية نفسها فإنا شيلاها كنوع من الذكرى برضوا عادي ولغاية دلوقتي احنا احيانا بنتواصل
_ لغاية دلوقتي !!!
_ أيوة أقصد يعني مجرد سؤال كلنا بنسأل على أحوال بعض كل فترة وفترة والفترة دي ممكن تبقى مرة كل تلات شهور أو اربعة
هز رأسه بتفهم وهو لا يزال يحتفظ بتفاصيل وجهه الصارمة ولكن اختفت في سرعة البرق هذه التفاصيل وحل محلها التوتر حين وجدها تسأله وهي تضيق عيناها بلؤم
نظر لها بذهول لعدم توقعه لسؤالها هذا وتمتم بتوتر ملحوظ
_ بسأل ليه !
اعتدل في نومته وغمغم بطبيعية جاهد الظهور بها وبنبرة صوت كان يحاول أن تبدو عادية
_ عادي فضول حبيت أعرف لما شوفتها
اتسعت ابتسامتها وقالت بنبرة صوت ماكرة تمكن من فهمها جيدا
_ أممممم ما أنا قولت كدا برضوا .. المهم إنت مش زعلان مني خلاص صح !
_ لا مش زعلان أنا أصلا مكنش في بالي ومكنش الموضوع فارق معايا أوي يعني
نجح بالفعل في أغضابها حيث قالت وهي تجز على أسنانها بغيظ
_ أه فعلا ما أنا لاحظت ده .. طيب تصبح على خير ياحسن !
قالت آخر كلماتها وهي تستقيم واقفة وتستدير لتنصرف فيأتيها رده الذي لا يختلف في نبرته عن سابقتها وهو يحاول منع ابتسامته من الانطلاق
في مساء اليوم التالي .......
كان كرم في غرفته يحتسي كوب القهوة خاصته ويشغل بأن رأسه ستنفجر من كثرة التفكير حيث بدأت الوساوس تنهشه نهش فلو ذهبت لماذا هاتفها خارج نطاق الخدمة ومالذي يدفعها للذهاب لمكان لا يستطيع حتى تخيله فهذه ليست عادتها وهو اعتاد منها على الصراحة لا الهرب إن كانت لا ترغب بالقباء بمنزله لكانت قالت له بنفسها وصممت على الرحيل .. ولكن كل ما يحدث الآن يزيد الأمر سوءا بالنسبة له يخشي أن يكون ذلك الوغد قد نال منها قبل أن ينل هو منه . اليوم هو اليوم الثاني لها منذ اختفائها وكل هذا يذكره بحاډثة زوجته حيث تم العثور عليها بعد ثلاث أيام في إحد الأمكان المهجورة وبعد أن فاحت رائحة الچثة وبدأت تتعفن وكلما تجول بذهنه هذه الذكريات الأليمة يحاول إخراجها ولكن بلا جدوى .
_ أيوة يامسعد
أجابه الآخر مبتسما بشيطانية
_ عرفت مكانه ياكرم بيه
وثبت واقفا وتشدق بمزيج من الفرحة والنشوة التي اعترته
_ متأكد !
_ متأكد طبعا .. هستناك عند الشركة عشان المكان قريب من هناك
انهى الاتصال فورا وقد لمعت عيناه بوميض الأنتقام والٹأر وشرع في ارتداء ملابسه ثم فتح أحد ادراج المكتب الصغير بجانب الفراش والتقط السلاح ثم وضعه في بنطاله من الخلف وارتدي فوقه السترة السوداء الجليدية وانطلق مغادرا المنزل مستقلا بسيارته لينطلق بها كسرعة البرق .... !!!
انتهت من تسريح شعرها وثبتته بمشبك للشعر ورفعته لأعلى ثم نزعت عنها روب النوم وكانت على وشك أن تتسطح على الفراش ولكنها التفتت مزعورة على أثر فتح الباب ووجدته هو يدخل بهدوء ويغلق الباب خلفه فتهتف في
توتر
_ حسن !! .. إنت جيت إمتى !
وجدته يقترب منها في خطوات غير متوازنة لتتراجع للخلف بنظرات مرتبكة ومرتعدة قليلا من هيئته الغريبة انتهت قهقرتها عندما اصطدمت بباب الخزانة وهو لا يزال يقترب منها حتى وقف أمام مباشرة ولا يفصله عنها سوى سنتي مترات قليلة ثم همهم بنبرة مټألمة وأعين تلمع بالدموع
_ كان عندك حق أنا كنت غبي جدا وساذج .. تعرفي إن رحمة هي اللي لفقت ليا تهمة القټل من سنتين ودخلت السچن بسببها وكله ده ليه عشان تسرق فلوس المشروع اللي كنت ناوي أعمله حلمي !
أدركت أنه ليس بوعيه وأنه قام بشرب جرعة زائدة مما جعلته ثملا قليلا لتتنهد بأسى وتحاوط
متابعة القراءة