دروب العشق
المحتويات
يلا يا ماما عشان خاطري كلي
أمام إصرارهم استسلمت أخيرا وبدأت في تناول الطعام من يده ابنتها التي كانت تختلس النظر إليه خفية وهو شارد بشجن في الورقة التي لا تعرف مضمونها حتى الآن سوى أنه حلم عن أخيها روته له أمها !! .
وبعد دقائق ليست بطويلة استأذن هو منها ليغادر ثم خرج وتبتعه هي لتودعه فتوقف عند الباب وسألها
فهمت أنه يقصد ذلك القذر الذي يبتزها فهزت رأسها بالنفي ليكمل هو بجدية ممزوجة باللين
_ طيب معلش ياشفق استحملي اليومين دول عشان مصلحتك لو حابة تروحي كليتك أو أي مكان اتصلي بيا وأنا هوديكي واجيبك
انفرجت شفتيها بذهول وأجابته في حياء شديد وتوتر
_ لا ملوش لزمة مش للدرجة كفاية أوي اللي بتعمله معانا أنا مش عارفة اشكرك إزاي والله
تمتمت بخجل بسيط وإحراج
_ بس أنا مش عايزة اتعبك معايا كفاية أنه لما يتصل هتصل بيك بلاش تدخل
لم يبتسم ولكن نبرته ونظرته العفوية في لين سړقت الكلمات من فمها ووسمت وسامه على يسارها وطالعته ببلاهة
_ وهو لو رفيف مكانك كنت هسبها مثلا إنتي متعرفيش ممكن يعمل إيه متستهونيش بالموضوع ولو عليا مفيش تعب ولا حاجة اطمني بس خلينا نحل المشكلة دي من غير ما ټتأذي
كان يخبرها بشكل غير مباشر أنه يرى اهتمامه بها كاهتمامه بشقيقته وأنها ليست سوى شقيقة له ولكن شرودها به عكس الآية وتوتر هو وشعر بالإحراج كعادته ثم اشاح بنظره عنها وغمغم على عجالة كأنه يتهرب من وضعهم
لاحظت هي شرودها به فلعنت نفسها وخجلت ثم اماءت له بالموافقة لتنهي هي الأخرى هذا الحديث فاستدار وانصرف فورا ولكن بعد خروجه رغم الكآبة التي تعم عليها ابتسمت مستنكرة وبتعجب من خجله وتذكرت كيف أشاح بعيناه ووجهه عنها بتوتر بعد أن رآها شاردة به كيف لرجل أن يخجل هكذا !! فهي لم يسبق لها رؤية رجل مثله ويبدو أن هناك خفايا أعجب من الخجل في شخصية هذا الرجل ! .
تحدث زين في وجه صارم وحاد موجها حديثه لأمه
_ بصي بقى ياست الكل متحطنيش قدام الأمر الواقع قدام الناس بعد الخطوبة وشغل اقعد مع خطيبتك واتكلموا أنا معنديش الكلام ده
_ إنت مصمم تنقطني يازين !!!
تدخل حسن وهتف بنبرة تحمل السخرية وهو يكتم ضحكته
_ بص يامعلم الصراحة إنت غلطان مكنش ينفع نروح تشوفها إنت كنت تخدتها
زي ماهي ويوم الفرح تصدم بيها
طالعته هدى بنصف عينه هامسة بخبث
_ وېتصدم ليه دي البنت ماشاء الله قمر ده حتى هو عجبته !
غمز بعينه اليسار في لؤم وهتف ضاحكا باستنكار
_ ايوة بقى امال عاملنا فيها قال الله وقال الرسول ليه !
رمقه شزرا وهتف بحزم
_ ما تتلم يالا !
انحت رفيف على حسن وهمست في أذنه وهي تكتم ضحكتها
_ بس ياحسن لياكلنا .. احنا مش ناقصين
وضع يده على فمه يخفي ابتسامته التي انطلت منه رغما عنه فتكمل هدى في رزانة وحنو محاولة اقناعه
_ ياحبيبي لازم تقعد مع خطيبتك بعد الخطوبة وتتكلموا كدا عشان تتعرفوا على بعض
هتف
شبه منفعلا
_ ماما متجننيش بلا اقعد واتكلم معاها ليه واتكلم معاها ليه ما اخدها في الشقة ونقفل على نفسنا احسن انا لما اقعد معاها وحدنا ده اسمه خلوة ودي حرام
_ خلاص خلي رفيف تقعد معاكم أظن كدا معندكش حجة !
صاحت رفيف مسرعة في توتر وخوف
_ لا اقعد مع مين أنا إيه يقعدني وسط مخطوبين وبعدين أنا لو قولت كلمة غلط وابنك معجبتهوش ممكن ياكلني
قال زين مبتسما ليتهرب من إصرار أمه
_ ايوة عندها حق
نزعت هدى الشبشب والقت به على ابنتها صائحة باغتياظ
_ اكتمي ياحيوانة يعني مش كفاية بحاول اقنع فيه !
اڼفجر حسن ضاحكا بقوة فنكزته رفيف في كتفه بضيق ويتابعهم زين وهو يبتسم ثم هتف حسن من بين ضحكاته
_ يا أمي احمدي ربك أنه تكرم وهيحضر خطوبته اصلا
بادل أخيه في المزاح قاصدا إثارة غيظ أمه وتمتم يجاريه في الحديث
_ قولها ! .. ما تروح تخطب إنت بدالي ياحسن !
دخل كرم من الباب وهتف مبتسما عندما رأى تجمعهم وضحكهم
_ متجمعين عند النبي إن شاء الله
ردوا جميعهم ب آمين ثم عاد زين ونظر لحسن كأنه يأخذ رأيه فيما طرحه عليه للتو فهب واقفا وقال
متابعة القراءة